هلا شكنتنا
الأحد, 17-10-2021
دائماً الصدمات تولد القوة، وهذا بالفعل ما حصل مع الممثلة صفاء رقماني بعد وفاة والدتها منذ عدة أشهر، حيث دخلت بحالة من الحزن الشديد، وبالرغم من الحزن الذي ما زال موجوداً في داخلها لكنها لم تستسلم لقسوة الحياة بل عملت جاهدة لكي تستعيد قوتها، وتكمل مسيرتها الفنية لكي تحقق أحلام والدتها، وصفاء رقماني ممثلة سورية عرفت بهدوئها وشخصيتها اللطيفة وأدائها العفوي، شاركت في العديد من الأعمال منها «مرايا» و«الخط الأحمر» و«قاع المدينة» والكثير غيرها، وفي حديث خاص لها مع «الوطن» أخبرتنا عن جديدها، وهو كالآتي:
• في البداية أخبرينا عن مشاركتك في مسلسل «أزمة حب»؟
هي سباعية اسمها «فرح» على اسم الشخصية التي سأقوم بتجسيدها، وتدور هذه السباعية حول قصة حب بين فتاة وشاب يعرفان بعضهما منذ الصغر، لكن في الكبر يفترقان بسبب مشاكل بين الآباء، كما تكون الفتاة بحالة جرأة أكثر من الشاب فتطلب منه أن يذهبا معاً، لكن الشاب يقوم بخذلها بسبب رفضه للذهاب معاً، ولكن الفتاة لم تستسلم بل أكملت حياتها وأصبحت طبيبة مشهورة، لكن بعد مرور عشرين عاماً تلتقي هذه الفتاة الشاب ضمن المستشفى الذي تعمل فيه كمديرة، لتعود قصة الحب بينهما بالرغم من زواج الشاب من امرأة أخرى وإنجاب أطفال منها، وبشكل عام النهاية ستكون حزينة بعض الشيء.
• ما الذي جذبك للمشاركة في هذا العمل؟
حقيقة أنا أحب القصص التي تتحدث عن الحب، لأننا بأمس الحاجة لهذه القصص التي ترطب القلوب، وتعيد المحبة إلى نفوس البشر، وخاصة أننا تحدثنا سابقاً عن آثار الحرب والأزمة، وأصبح الوقت مناسباً لكي نقدم شيئاً مختلفاً.
• برأيك ما الأعمال التي يجب أن تقدم، وما أقرب الأعمال إلى قلبك؟
يجب على الدراما السورية من خلال أعمالها أن تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية، لأن الحياة قاسية جداً وقست قلوب الكثير، وهذا بسبب الظروف التي مرت بها سورية، لذلك يجب التركيز على مواضيع تتحدث عن المحبة والسلام والإحساس بالغير والرحمة، وبذلك سوف تعود لنا الأخلاق العربية الأصيلة التي اختفت بعض الشيء في الوقت الحالي.
• لقد شاركتِ سابقاً في مسلسل «دفا» ولكن لم يعرض في رمضان، برأيك هل كان هذا الأمر لمصلحة العمل؟
هذا العمل حقيقة تخللته مشاكل إنتاجية وفنية إضافة إلى ظروف صعبة، وبسبب هذه المشكلات من الممكن أن يتوقع الجميع بأن العمل لا يستطيع أن يحصد نجاحاً، لكن حقيقة فريق العمل بأكمله من مخرجين وفنيين وممثلين قدموا أفضل ما لديهم، وأنا سعيدة بمشاركتي بهذا العمل.
• كيف كان تعاملك مع المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي؟
قبل كل شيء أنا كنت سعيدة جداً بمشاركتي في هذا العمل من خلال تعاوني مع المخرج سامي جنادي، وشخصيتي في هذا العمل جميلة جداً، لكن بالنسبة للعمل مع المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي لا أستطيع أن أقول بأن كل شيء سلبي لكن يوجد هنالك أخطاء يجب العمل على حلها، كما أن الأجور لا تنصف تعب وجهد الممثل.
• بعد غياب لسنوات التقيت مرة جديدة الممثلة القديرة «نادين خوري»، أخبرينا عن تعاونك معها؟
التجربة مع الفنانة القديرة نادين خوري تجربة جميلة جداً، وكنت مستمتعة جداً بالتعاون معها، على الرغم من عملي معها في سنوات ماضية، لكن هذه المرة كانت مختلفة لأنها كانت قادرة على خلق جو من الفرح والنشاط ضمن الكواليس.
• هل يوجد أي أعمال جديدة يتم التحضير لها سواء كانت درامية أم مسرحية؟
سوف أشارك في مسرحية «مقام صفية وإبراهيم» من إخراج زيناتي قدسية، ودعيني أخبرك أن الشخص الوحيد الذي جعلني أحب المسرح هو المخرج زيناتي قدسية، وخاصة بأنه قادر على احتوائي ضمن المسرح، وهذه المسرحية تعد التجربة الثالثة لي معه، وسوف أقدم من خلال هذه المسرحية شخصية جديدة، حيث ستكون هذه الشخصية هي فتاة ضحية وبريئة.
• من خلال حديثنا نشاهدك بأنك تفضلين تقدمة أدوار الفتاة التي تعاني الظلم والقهر، ما سبب اختيارك لهذه الأدوار؟
أحب كثيراً هذه الأدوار، لأن والدتي رحمها اللـه كانت تحب أن تراني في هذه الأدوار، وكانت تقول لي أحب أن تقدمي دور الفتاة المظلومة، التي استطاعت أن تتمرد على ظروفها بطريقة إيجابية وتصنع لنفسها مكانة مهمة في المجتمع، وهذا الكلام خلق في داخلي رغبة بتقديم هذه الأدوار، وحقيقة هذا الكلام مسيطر على تفكيري بشكل كبير، وكل شيء سوف أقدمه في عالم التمثيل هو بمنزلة هدية لروح والدتي.
• من جانب آخر ما الذي تغير بك بعد وفاة والدتك؟
وفاة والدتي شكلت لي صدمة كبيرة، وخاصة أنها كانت تعيش معي وهي من تقوم بتربية ابنتي، ورحيلها كان موجعاً بالنسبة لي، وعندما توفيت كنت أقوم بتصوير مسلسل«دفا»، وحقيقة لا أستطيع إخبارك عن كمية الحزن والتعب والضغط النفسي الذي عشته حينها، كما أنني في ذلك الوقت كنت أقوم بتصوير عمل في لبنان لكنني طلبت حذف مشاهدي لأنني لم أستطع استكمال التصوير بسبب حزني الشديد.
• هل يوجد أشخاص من الوسط الفني وقفوا إلى جانبك بعد وفاة والدتك؟
هنالك مجموعة وقفت معي وكل منهم بطريقة معينة، وعندما كنت في لبنان من أجل التصوير لا أستطيع نسيان تعامل الممثلة «روعة ياسين» التي شعرت بها وكأنها أم، إضافة إلى عدة ممثلات كـ «غادة بشور» و«عهد ديب»، إضافة إلى المخرج «زيناتي قدسية» ونقيب الفنانين «زهير رمضان» وغيرهم الكثير، ولكن هنالك أشخاص لا أعرفهم إلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لكنهم وقفوا إلى جانبي بطريقة جميلة جداً، حيث ذهبوا إلى قبر والدتي وقاموا بزيارتها، كما أن المخرج المسرحي «خوشناف ظاظا» كان دائم التواصل معي ووقفته إلى جانبي لا يمكنني نسيانها، ونهاية أود توجيه الشكر للجميع.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)