خالد زنكلو
رد الجيش العربي السورية على استهداف نقاطه من قبل ميليشيات الإدارة التركية الرافضة لافتتاح منفذ «أبو الزندين»، الذي يصل مدينة الباب بمناطق الحكومة السورية في حلب، وخاض اشتباكات على محور المنفذ كبد خلالها الميليشيات خسائر بشرية ومادية.
وأوضحت مصادر ميدانية في ريف حلب الشمالي الشرقي، أن ميليشيات تابعة لإدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قصفت الليلة ما قبل الماضية بقذائف الهاون والمدفعية نقاط ارتكاز الجيش العربي السوري جنوب غرب مدينة الباب حيث يقع «أبو الزندين»، المغلق منذ افتتاحه رسمياً في 18 الشهر الماضي بسبب اعتداءات تلك الميليشيات على المنفذ بالقذائف.
وبيّنت المصادر لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العربي السوري خاضت اشتباكات عنيفة بالرشاشات الثقيلة مع ميليشيات أردوغان المنخرطة في صفوف ما يسمى «الجيش الوطني» في محور «أبو الزندين»، بعد ردها بقذائف المدفعية على مصادر إطلاق النار باتجاه نقاطها العسكرية، ما أدى إلى تدمير عتاد عسكرية بحوذة الميليشيات وجرح عدد من مسلحيها.
وذكرت مصادر أهلية في مدينة الباب، أن جبهة «أبو الزندين» بمنطقة الباب، ظلت هادئة منذ مساعي أنقرة وضع المنفذ في الخدمة نهاية حزيران الفائت، حيث عطلت ميليشيات أردوغان افتتاحه إثر تحطيم محتوياته، باستثناء تبادل لإطلاق النار في محور مدينة تادف جنوب مدينة الباب بين وحدات الجيش السوري وتلك الميليشيات الشهر الماضي.
وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن ميليشيا «الجبهة الشامية» هي من استهدفت مناطق الجيش العربي السوري في محور «أبو الزندين» لأنها تتصدر الميليشيات المناوئة لافتتاح المنفذ، وسبق لها أن عارضت ما تسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة التابعة لإدارة أردوغان ودعت إلى إقالة متزعمها لدى إصدارها بياناً في 4 الشهر الجاري دعا لوضع المنفذ بالخدمة خلال اجتماع الاستخبارات التركية بممثلين عن الميليشيات والمعارضة في مطار ولاية غازي عنتاب التركية.
مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أردوغان، ذكرت أن «الشامية» تستهدف إشعال منطقة «أبو الزندين» للحيلولة دون افتتاحه، وبأنها بصدد مواصلة تصعيدها الميداني في المنطقة للهدف ذاته، على الرغم من إحراج أنقرة أمام موسكو بعد اتفاق الطرفين بتنفيذ سلسلة «تفاهمات» تحسن مناخ الثقة بين دمشق وأنقرة، على أن تبدأها بافتتاح «أبو الزندين» تجارياً وإنسانياً.
وأشارت المصادر لـ«الوطن» إلى أنه من غير المعروف رد فعل أنقرة حيال تعديات «الشامية» بعدما التزمت الصمت حيال ذلك، على الرغم من توجيهاتها إلى ميليشياتها بضرورة مراعاة سياساتها وتوجهاتها في المنطقة.
ولفتت إلى أن الأوضاع المشتعلة في لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على أرضه وشعبه وانشغال عواصم المنطقة بتطوراته الميدانية، دفعت الميليشيات المناوئة لافتتاح «أبو الزندين» إلى التصعيد ضد الجيش العربي السوري، على الرغم من أوامر الاستخبارات التركية لتلك الميليشيات بالتزام الهدوء لتسوية الخلافات الناشبة بينها، على خلفية انضمام ميليشيا «صقور الشمال» إلى «الشامية» وتحديها قرار حلها من «المؤقتة» وما تلا ذلك من استقطابات وتجاذبات وحتى اشتباكات في ريف حلب الشمالي بين «الشامية» والميليشيات الراغبة بافتتاح المنفذ مثل «القوة المشتركة» التي تنفذ إملاءات إدارة أردوغان.
إلى ذلك، كشفت مصادر محلية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي لـ«الوطن» أن حالاً من الاستنفار العسكري تسود بين «الشامية» و«صقور الشمال» من جهة، ومكونات ما تسمى «القوة المشتركة» من ميليشيات «العمشات» وميليشيات «الحمزات» إثر تبادل إطلاق النار» أمس بين الطرفين في بلدة بلبل شمال عفرين عند الحدود التركية، وذلك عقب جولة اشتباكات بينهما في قرى عديدة بمنطقة عفرين الأسبوع الماضي.
سيرياهوم نيوز١_الوطن