حمل الاتصال الهاتفي الذي أجراه السيد الرئيس بشار الأسد مع الرئيس الصيني شي جين بينغ رسائل متعددة لا يمكن المرور عليها من دون التوقف عند دلالاتها، خاصة بالنسبة لبلدين صديقين تربطهما علاقات متينة وراسخة، ويعملان معاً مع العديد من الدول الفاعلة ، من أجل عالم خال من الهيمنة، تسوده قيم العدالة وتختفي من يومياته التدخلات في شؤون الدول الأخرى.
أولى الرسائل التي يمكن قراءتها بين سطور الاتصال الذي يمكن وصفه بالمهم جداً ، التأكيد على العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الصديقين والرغبة في العمل معاً من أجل توسيع آفاق التعاون، إلى جانب الأهمية الكبيرة التي يوليها الجانبان لتطوير هذه العلاقات.
أيضاً يمكن قراءة الإشارة إلى محورية هذه العلاقة من أجل دعم سورية في حربها ضد الإرهاب الذي تغذّيه دول كبرى ، ودعمها أيضاً في وجه الحصار الذي أضرَّ بشكلٍ كبيرٍ بمختلف جوانب حياة الشعب السوري .
ومن ضمن الرسائل السياسية أيضاً, يمكن قراءة تأكيد الموقف الصيني إلى جانب الشعب السوري في المحافل الدولية ما يؤكد التزام الصين بالقانون الدولي والسلام العالمي والجهود التي تبذلها للحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووقف الحرب الإرهابية على سورية وشعبها.
أما أهم الرسائل التي يمكن قراءتها والتي تعد في حد ذاتها موجهة لكل من يعنيه الأمر ويتربص بمسيرة هذه العلاقات فكان الحديث عن مبادرة الحزام والطريق و تأييد سورية لهذه المبادرة التي تشكل طريقاً للاقتصاد والتنمية وأسلوباً جديداً في تعامل الدول مع بعضها والانخراط فيها من أجل ربط المصير المشترك للشعوب وللبشرية.
لقد أولت الصين علاقات الصداقة مع سورية أهمية خاصة، وأكدت ذلك عبر المحافل الدولية وزيارات وفودها إلى سورية، ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى زيارة وزير الخارجية وانج بي إلى دمشق في تموز الماضي، تلك الزيارة التي حملت في حد ذاتها أكبر رسالة دعم لسورية وشعبها وخياراتها السياسية.
لقد دعا الوزير الصيني آنذاك إلى المشاركة في «مبادرة الحزام والطريق»، باعتبار أن سورية كانت تاريخياً جزءاً من «طريق الحرير» و كانت الصين نقطة انتقال قوافل الحرير وسورية نقطة التقائها مع قوافل أوروبا، الأمر الذي أسس لتاريخ طويل من التبادلات التجارية بين البلدين الصديقين وإلى تطوير العلاقات بين الصين والعرب، وتعزيز الحوار الحضاري بين الجانبين.
إن استمرار التواصل بين سورية والصين تأكيد مشترك على عزم الدولتين الصديقتين على المضي في هذا المسار والبناء على هذه العلاقات التاريخية من أجل المستقبل .
لا تخفى رسائل بكين بالوقوف إلى جانب سورية ، وتقديمها المساعدات الكبيرة التي كان من شأنها التخفيف عن الشعب السوري ، وهو موقف مقدر يلقى كل التقدير من جانب سورية التي تبادل بكين الدعم والتأييد في وجه الحملات الغربية التي تحاول ضرب الاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا وبحر الصين الجنوبي، والتدخل في شؤون الصين الداخلية ، ولا تخفى أيضاً تقدير سورية لهذه المواقف ورد الجميل لبكين وحقوقها وخياراتها بمواجهة المحاولات المحمومة من قبل واشنطن للتدخل في شؤونها وتوتير الأجواء في جنوب شرق آسيا انطلاقاً من تمسك البلدين معاً بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفضهما الهيمنة وسياسة القوة، والمحافظة على المصالح المشتركة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا