د.يحيى أبوزكريا
حبيبي المصطفى الرسول العملاق الذي غيرّ وجه التاريخ السلام عليكم و رحمة الله وبركاته , مبدئيا دعني أخبرك يا حبيبي أنني معتز و فخور بالإنتماء إليك و التزوّد من مدرستك التي شكلّت واحدة من أعظم مدارس الأخلاق و القيم و الآداب في تاريخ البشر و راهنهم ومستقبلهم ..
من أين أبدأ رسالتي إليك يا حبيبي , من إسلامك العظيم الذي أساء إليه المسلمون قبل الصهاينة و الإرادات الغربية , أأشكو إليك واقع العالم العربي و الإسلامي اللذان يزدادان إنهيارا و إنكسارا و تراجعا و إستلابا .
أأحدثك عن الفقهاء الذين ينتمون إليك ظلما و زورا و قد ملأوا الدنيا جورا و فسقا و ذبحا و إغتصابا و سحلا و إنحرافا و عبثوا بقرآن ربك و أحكام شرعك , فأجازوا ذبح الرقاب و سلخ الجلود و إغتصاب النساء و قطع الرؤوس وأكل الأكباد و إستجلاب أحلاف الغرب العسكرية إلى بلادك العربية و المسلمة .
أأحدثك عن مساجدك التي باتت مسرحا للقتال و الفتن و الصراعات الطائفية و المذهبية و الجهوية والعشائرية , هل أحدثك عن الفتنة الكبرى التي تعصف بالعالم العربي و الإسلامي هذه الفتنة التي أشعلها جهلاء أطلقوا لحاهم إدعوا زورا وبهتانا أنهم فعلوا ذلك تيمنوا بلحيتك المباركة , الدماء تراق في كل عاصمة عربية و إسلامية , سيارات مفخخة , مسلمون إنتحاريون , قذائف هاون تسقط هناك وهناك , قتل بالجملة و المفرق , صراعات على المساجد , منابرك يا رسول الله إحتلها شياطين الإنسن من فقهاء الناتو و الدولار و الريال و كل عملة نجسة في هذه الأرض ..
أأحدثك عن خيانة كثير من العرب و المسلمين لشرعك ووصاياك و أنت الذي قلت في خطبة الوداع :
” لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ “
لقد قطع المسلمون رقاب بعضهم البعض يا رسول الله , بل لقد أكل بعضهم قلوب البعض ..
يا رسول الله , التخلف كل التخلف في بلاد المسلمين , و الأمية و الجهل و الفساد والإستبداد و الأمراض و إنعدام التربية …
الدماء التي نهيت عن إراقتها باتت عنوان مرحلتنا العربية و الإسلامية , و اللون الأحمر هو الأكثر إنتشارا و شيوعا في بلادنا العربية والإسلامية ..
حبيبي رسول الله , أنا لا أريد أن أزعجك و أنت من أنت العملاق بلا منازع , قبور أصحابك فجرّت , و مقامات أهل بيتك هدمت , و قرآنك نجسّه من يدعي الإنطلاق منه في التمكين لحركته ..
يا رسول الله إسلامك صار إسلامات , لكل شارع إسلامه و لكل حي إسلامه , و لكل قرية إسلامها , خطبة الجمعة التي أردتها واحدة باتت خطبا , و باتت خطب الجمعة مصداقا للسباب و الشتائم و اللعن و القذف و هتك الستر و الكراهية , كثرت الملل و النحل يا رسول الله , و الصرح العملاق الذي أقامته تلاشى , تبعثر , تدنس يا رسول الله ..
لم يعد هناك أنصار و مهاجرون فقط , و لا الأوس و الخزرج , أصبح المسلمون ملايين الفرق و الجماعات و الكل يدعّي أنه منك يستقي و يستلهم …
لا داعي أن أحدثك عن فلسطين و مسراك المقدس الذي عجز المسلمون عن تحريره و إسترجاعه , و ما زال في أيدي أعدائك و أعداء الأنبياء ا لذين والاهم و حباهم كثير من المسلمين الذي نقلوا القتال و الجهاد إلى الداخل الإسلامي مسلمّين فلسطين ربما إلى الأبد للصهاينة الذين سيهدمون لا محالة المسجد الأقصى قريبا …
قتلتنا الردة يا رسول الله , أصبح الداعي إلى الوحدة وحقن الدماء و تلاقي المسلمين زنديقا و مجوسيا , و أصبح صوت الحق نشازا , و خروجا عن المألوف …
المسلمون الذين أوصيتهم بالدنيا و الآخرة , أضاعوا الدنيا و الآخرة , و جعلوا من حلف الناتو الغربي الذي دمر بلاد المسلمين صحابيا جليلا مبشرا بالجنة و أضافوه إلى بقية المبشرين بالجنة ..
الناطقون بإسمك كثر و لا يحصى عددهم , و لعمرى فاقوا يأجوج و مأجوج في خبثهم و مكرهم و لؤمهم , لقد أشعلوا فتنة المائة عام في بلادك يا رسول الله …
أنا متيقن أنك تعرف ما آل إليه أمر العرب و المسلمين , و أعمالنا تعرض عليك صباح مساء , مصداقا لقوله تعالى : ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “
هل أحدثك يا رسول الله عن الفتاوى الغريبة التي نسبت ظلما وزوا إلى شرعتك السمحة , هل أحدثك عن عودة الإلحاد بقوة إلى العالم العربي و الإسلامي , أم أحدثك عن إضطهاد الأقليات التي أمرت بتوقيرها و إحترامها و حمايتها …
يا رسول الله يا رسول الله عد إلينا و أنقذنا مما يدمرنا من فتنة تأكل الأخضر و اليابس , و أغثنا بلطفك يا رسول الله .
(سيرياهوم نيوز-الميادين)