علاء الدين محمد:
“رسالة إلى سيدة ” عنوان ملفت سرعان ما يدفع القارئ للوقوف عنده للغوص في مضمون هذه الرسالة وسبر أغوارها،لكن بعد أن يقرأ صفحات قليلة يتساءل عن أي امرأة يتحدث الكاتب؟ عن وجه أنثوي من نسج الخيال ،أم من صلب الحقيقة والواقع ،وبعد الإبحار في معالم هذه الرسالة .. تارة يشعر أن هذه المرأة هي صورة الجمال أو صورة الوجود ، وتارة أخرى يشعر أنها من الواقع لكثرة الأوصاف التي تحمل محاسنها الأنثوية وتبرز من فضائلها القيمية التي تداعب المشاعر .
“رسالة الى سيدة ” كتاب صادر عن وزارة الثقافة – الهيئة العامة للكتاب ..للكاتب يوسف سامي يوسف ..هذا النص لايبتغي وصف شيء كان له وجود فعلي في دنيا الواقع، بل يهدف إلى إنشاء أخيلة وأفكار تنتسب الى قبيل الأدب دون سواه ،وهذه حال لا تشين الرسالة ، فعالم الخيال أمتع وأحلى من عالم الواقع وأكثر امتلاء بالعذوبة والجاذبية لأنه يخطف النفس ويأخذها إلى البعيد .
ولعل مايبتغيه الكاتب من وراء تدبيجه له هو أن يتمكن من الإسهام في تجاوز الضعف الذي راح يعتور الأدب العربي خلال الطور التاريخي الراهن .
نوه الكاتب أن هذه الرسالة لاتتوجه الى أي امرأة بعينها بل تتوجه إلى كنه الأنوثة أو الجوهر النسوي بوصفه تجريدا شاملا لجميع النساء ،وهذا يعني أنها تلتقي مع ابن عربي حين يقول في الجزء الثاني من الفتوحات المكية :وألطف مافي الحب أن تجد عشقا مفرطا يعتلج في نفسك ،ولا تدري في من ولا يتعين لك محبوبك . فإن النفس تجهل حالها ولا تدري بمن هامت ولا في من هامت .ولا ما هيمها وعندي أن هذا الشأن دليل على أن ذروة الغرام هي الحنين الى جوهر الأنوثة .
الرسالة منسوجة من مادة واقعية ، لكنها خام ، أو من حادثة حقيقية ، لكنها نحيلة ،وهذا يعني أن كاتب النص قد حاك من الأخيلة الشيء الكثير وأضافه إلى الواقعية التي لا تؤلف من هذه الرسالة إلا عظامها.
(سيرياهوم نيوز-الثورة)