عامر إلياس شهدا
السيد وزير الطاقة السوري المحترم
سمعتك تقول ان إدارة الكهرباء كانت ناجحة بالتجربة الادلبيه وكانت اشادتك واضحة بالعداد الالكتروني المعتمد على البطاقة .
سبب النجاح ليس العداد سيادة الوزير انما السبب يكمن في نسبة سعر الخدمة الى الراتب .سألنا احد إخوتنا بإدلب فقال انه كان يدفع ٢٠ دولار كرصيد وهذا دفع مسبق وهو يختلف عن الدفع اللاحق ماليا . ولن ادخل بشرح ذلك .
لكن عندما سألناه عن دخله قال ٢٠٠ دولار وهو حد أدنى فقيمة الكهرباء تشكل ١٠% من الراتب .
اليوم فاتورة الكهرباء تشكل ٤٨% من الراتب فالفاتورة بالدورة لن تقل عن ٥٤٠ الف ووسطي الراتب ١١٢٥٠٠٠ . فهل هناك منطق في إسقاط التجربة الادلبية على هذه الحالة ؟ هل المنطق يقول ان يقبض شرطي سير من ادلب ٤٥٠ دولار وشرطي من دمشق ١٥٠ دولار . /فاذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل /.أين العدل ؟ وكيف لوزير الماليه والحاكم ان يحققوا اندماجاً مالياً عالمياً . وانجاح العلاقات مع منظمات ماليه دولية وانتم تعتمدون ميزانيتين ببلد واحد ؟بالأمس كان الهتاف يقول الشعب السوري واحد .
فقر الدولة يقاس بمستوى معيشة مواطنيها . وليس بتناقض توجهات القائمين على إدارتها. فالرئيس الشرع طرح موضوع الاعتماد على الموارد الوطنيه من خلال رفضه للقروض . كيف سينجح ذلك وانتم تضعون سياسات تنهك المواطن المنهك اصلا وتطلبون الصبر والفرص .
لا اعلم كيف ستصح هذه المعادلة .كيف يطلب الصبر والفرصة من الضحية . الذي خضع لمنهجية /الصمود/ التي انهكته وانهكت اقتصاده وادت لانهيار كل المنظومات التي تقوم عليها الدولة . الصمود رديف الصبر . مما يشير لنفس النهج .
العالم كله يقول لكم الشعب السوري ظلم وانهك ورفع العقوبات أتى على خلفية ظلم الشعب وفقره . وهذا ما أكده ترامب والكونغرس الاميركي . فبأي عقلانيه نقوم بزيادة الضغوط المعيشية على المواطن ونرفع من منسوب انهاكه ؟!
سيادة الوزير عذرا منكم هناك الكثير من المتناقضات التي قد تلحظونها او لا تلحظونها . ومنها سيادتكم من قال ان استمرار الكهرباء ٢٤ ساعه يتوقف على الموارد مما يشير إلى شح الموارد نتيجة فقر الشعب وتراجع الإنتاج والاعتماد على الاستيراد وقرارات متهورة عاطفيه لا تمت للاقتصاد بصله وبالذات الحالة الاقتصادية بسورية . ثم يأتيك السيد وزير المالية ويقول ان زيادة الرواتب مرتبط بالموارد نفس القضيه . انتم بهذه الحالة مدركين لفقر المجتمع وعوزه ومستمرين بالضغط تحت مسمى الصمود او الصبر وإعطاء الفرصة . وهذا الامر أدى سابقا الى انهيار كل منظومات الدولة .
النصيحة . الشعب هو الرافعه الحقيقية لاقتصاد الدولة .وافقار الشعب يفضي لافقار الدولة وشاهدنا السياسات الاقتصادية والنقدية للنظام البائد .
النصيحة تقول لا ترفعوا سقف حقن المجتمع بالأمل من خلال استثمار عملية رفع العقوبات . المشكلة ان العقوبات تشكل ١٠% من مشاكل الاقتصاد . اما ٩٠% الباقية فتتعلق بسوء الإدارة والفساد والانحطاط الأخلاقي الذي كان يتبناه النظام السابق في تعامله مع الشعب .
النصيحة تقول ان تطرحوا سيناريوهاتكم . للمرحلة التي تتم فيها إقرار رفع العقوبات لنقاشها مع الشعب . ان تطرحوا رؤيتكم للمنظومة التي ستقود الاقتصاد الوطني . وتحقق رؤية الرئيس الشرع بالاعتماد على الذات والتوقف عن الاستجداء لمنحة او مساعده. وهذا يلزمه خبرات للإدارة واحترام الذاكرة الوطنية الاقتصادية والاعتماد عليها .
في الواقع وبعد رفع العقوبات .نقود المجتمع للوقوف على الاطلال . التذكير بالماضي لن يفيد بشيء فالماضي اصبح خلف ظهورنا . وما نحاوله هو الارتقاء بنمط التفكير بما يخدم مصالح بلدنا والنظر للمستقبل / فجثت لونا الشبل لن تضيف اي قيمة مضافة على المستوى الاقتصادي والمالي والنقدي انها اطلال هي وكلب الحراسة التي كان يرافقها .
لنجلس ونتشاور ونضع الرؤية والسيناريو الذي ينهض باقتصادنا وينتشل مجتمعنا من الفقر . ونعتمد سياسة التدرج في الأسعار المتناغمه مع سلم الأجور والرواتب . فكلمة صمود او صبر و تحليق الحكومة بفضاءات بعيده عن فضاءات الشعب افضت إلى انهيار كل المنظومات . يدنا بيدكم لنبني فنقلنا للمقارنة مع الاطلال مضيعه للوقت .
سيادة الوزير إصلاح الوضع المعيشي للمواطن اهم من إصلاح قطاع الطاقة فالمواطن هو نواة رفع امكانيات إصلاح الطاقة . في وقتنا الحالي ونظرا لوضعنا الاقتصادي استثمار المتاح هو الذي يحقق الموارد لإصلاح الطاقة وليس زيادة الاعباء .
والله من وراء القصد .دمتم بخير وعذرا للأطالة .
يتبع ..بالنصيحة ٣

(أخبار سوريا الوطن-1)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
