في عالم يعاني فيه الكثير من الشباب من البطالة، وضغط الظروف المعيشية، وسعي دائم لتحسين الدخل، تظهر شركات تستغل هذا الواقع لتروّج أحلام الثراء السريع. واحدة من أشهر هذه الشركات هي QNET، والتي تمثل نموذجًا واضحًا للنظام الهرمي المغلف بشعارات النجاح والتحفيز الكاذب.
الغريب أن أغلب من يدعون الشباب للانضمام لا يذكرون اسم الشركة في البداية انما يبدأ الأمر بعبارات فضفاضة مثل: “في فرصة رح تغير حياتك”، أو “مشروع بسيط بدخل ممتاز”، وعندما يدخل الشاب في التفاصيل ويبدأ في التعلّق بالفكرة، يتم كشف اسم الشركة أخيرًا: (كيونت)
في هذه المرحلة، يتم إقناع الشخص بأنه إذا أراد النجاح فعليه أن “يبني فريقًا”، أي أن يجلب أقاربه وأصدقاءه وأي شخص يعرفه ليشترك تحت اسمه. وهنا يبدأ النظام الهرمي فعليًا، حيث لا يتحقق الربح من بيع منتج حقيقي بقدر ما يتحقق من استقدام أشخاص جدد… وهكذا دواليك.
يُباع لك وهم الحرية المالية، وتُعرض عليك قصص لأشخاص نجحوا – أو هكذا يزعمون – لكنك لا ترى الوجه الآخر: شباب خسروا أموالهم، علاقاتهم، وحتى ثقتهم بأنفسهم بعد أن اكتشفوا أنهم كانوا مجرد أدوات في سلسلة استغلال لا تنتهي.
أنا لا أكتب هذا لأثبّط الطموح، بل على العكس تمامًا. أؤمن أن كل شاب يملك القدرة على النجاح وتحقيق الاستقلال المالي. لكن النجاح لا يأتي من الانضمام لمشاريع رمادية وغامضة مثل QNET. النجاح يحتاج إلى معرفة، خبرة، صبر، وعمل حقيقي يعطي قيمة للناس، لا مجرد تسويق وهم.
رسالتي لكل شاب وفتاة: لا تندفعوا خلف العبارات المنمقة والقصص المزيفة. اسأل، ابحث، تحقّق. ولا تكن أداة في مخطط لا يخدم إلا من هم في القمة.
الطريق الصحيح قد يكون أطول، لكنه أكثر أمانًا وأكثر احترامًا لنفسك.
*ارسل لنا هذه الرسالة شاب جامعي نعرفه خسر الف دولار نتيجة الفخ الذي وقع به فاراد ان يحذّر الجميع حتى لايتعرضوا لما تعرض له
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)