وائل العدس
خسرت الأوساط الفنية التشكيلية تسعة من أهم روادها في الفن التشكيلي والنحت والخزف خلال عام 2023، منهم امرأتان وسبعة رجال.
وحصد شهر أيلول ثلاثة فنانين، في حين شهد حزيران رحيل فنانين اثنين، مقابل فنان واحد في أشهر شباط وآذار وحزيران وتموز وآب، في حين خلت أشهر كانون الثاني ونيسان وأيار وتشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول من أي وفاة، وإلى التفاصيل:
عبد المعطي أبو زيد
في السادس والعشرين من شباط، رحل رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية الفنان عبد المعطي أبو زيد عن عمر ناهز الثمانين عاماً.
شارك بكل معارض نقابة الفنون الجميلة ووزارة الثقافة في سورية، وطبع له العديد من اللوحات والملصقات وأغلفة الكتب والبطاقات، ومارس الرسم والخط والإخراج الصحفي والتصميم.
سجل التلفزيون التشيكي فيلماً عن أعماله وحياته الفنية، واتخذت مجموعة السينما الفرنسية لوحته «الجذور» ملصقاً لفيلم الزيتون.
كما أقام معارض فردية خاصة برسوماته حول القضية الوطنية الفلسطينية.
مزج بين كونه مدرّساً ومربياً وفناناً تشكيلياً حمل في جعبته ومسيرته حب الوطن الفلسطيني، ليتخرج بفضل عطائه مئات الطلاب بجميع مجالات التحصيل الدراسي، ومنها الطب والهندسة والحقوق والإعلام والفن بكل أشكاله.
نشأ في دمشق وعشقها وتعلق ببيوتها القديمة ولها مكانة خاصة في قلبه ولا سيما أنه بدأ موهبته الفنية من خلال رسمها بطريقته الخاصة.
فؤاد نعيم
في الخامس والعشرين من آذار رحل التشكيلي والنحات فؤاد نعيم عن عمر ناهز 68 عاماً.
الراحل كان عضواً في اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، وعضواً في المكتب الفرعي للاتحاد في السويداء، ولديه أكثر من مئة عمل نحتي بحجوم مختلفة وخامات متعددة أهمها البازلت، منها عمل نصبي في مدينة «شهبا».
وتنوعت أعماله بين البورتريه وأخرى تعكس التراث والمرأة، كما نشاهد فيها حضوراً لقصائد وأشعار نزار قباني مجسداً فيها الأنثى بكل ما تعنيه من جمال وانتماء وشموخ وعاطفة، واتسمت أعماله بجمالية تعكس في كل منها قصة وتاريخاً باقياً في الذاكرة، ما يعكس حسه وأسلوبه الفني المتميز.
هو خريج كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق عام 1980، ومدرّس سابق في كلية الفنون الجميلة الثانية بالسويداء، ومحاضر في كلية التربية، وأقام العديد من المعارض الفردية في النحت ورسم الكاريكاتير في السويداء ودمشق.
محمد غناش
في الخامس عشر من حزيران، رحل الفنان التشكيلي محمد غناش، وهو خريج كلية الفنون الجميلة، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها، بلغت معارضه الفردية ما يقارب 65 معرِضاً، ومعارضه الجماعية نحو 50 معرضاً، ويبلغ عدد لوحاته نحو 1700 لوحة زيتية، و400 عمل فني يصور التراث الشعبي بمنطقة الفرات.
كان رئيساً للمركز الثقافي في الميادين، وحصل على الدرع الذهبي من جامعة العين بالإمارات ودرع الرحبة من جمعية العاديات بالميادين عام 2008، ونال عدة شهادات تقديرية، وله عدة مشاركات بمعارض جماعية في فرنسا وروسيا وألمانيا، وله كتاب بعنوان «الفن والموروث الشعبي في منطقة الفرات».
التصقت لوحاته بما حوله من موضوعات شعبية في فن شعبي وأسلوب واقعي استمده من روح العادات والتقاليد المحافظة لصياغة فن محلي أصيل.
أعماله مقتناة في سورية وعدد من الدول العربية والأجنبية.
أيمن الدقر
في الحادي والعشرين من حزيران، رحل الفنان التشكيلي أيمن الدقر عن عمر ناهز 69 عاماً.
واستطاع الراحل أن يترك بصمة واضحة عند توليه مسؤوليات نقيب الفنانين التشكيليين، حيث حقق الكثير من المكتسبات للفن التشكيلي السوري، وأهمها افتتاح العديد من الفروع، وإقامة الملتقيات، وتسمية عدة مدارس بأسماء الفنانين التشكيليين.
كان له دور في البحث والعمل التوثيقي الموسوعي ومن أهم أعماله «فلسطين الأمس واليوم وغداً» الذي قدم فيه آلاف الوثائق النادرة والخرائط الدقيقة عن القضية الفلسطينية، وكذلك قام بتوثيق آثار الحرب على سورية.
ويعتبر الدقر صاحب مدرسة فنية عريقة تؤمن بالفن القوي الذي يحترم المشاهد، فلوحته تحمل فكراً وثقافة عالية، وقد التفت إلى روعة أعماله النقاد وكبار الفنانين الذين كتبوا عنه، إضافة إلى تميزه بألوانه وفكره، وخصوصاً تلك التي استوحاها من الأساطير السورية وأيقوناته التي تتميز بالخصوصية.
استطاع أن يوجه الأنظار إلى أعماله ويحصد العديد من الجوائز أهمها الجائزة الأولى للملصق السياسي في موسكو 1985، ومن أهم لوحاته «الجدارية الضخمة» في مستشفى حاميش بدمشق، ولوحته الكبيرة التي جسد فيها أسباب العدوان على سورية ونتائجه وأشكاله، والكثير من أعماله مقتناة من جهات عامة وخاصة في العديد من الدول.
هو خريج كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، شغل عدة مناصب نقابية منها نقيب الفنانين التشكيليين عام 1998، وشارك في إقامة عدة مهرجانات فنية، وصمم عدة أوسمة عسكرية وأغلفة للكتب، وكان عضو مجلس أمناء دار الأسد للثقافة والفنون لدورتين متتاليتين، ورسام كاريكاتير ورئيس تحرير مجلة أبيض أسود، وله عمل درامي بعنوان «حارة المشرقة» عام 2015.
عبد الله السيد
في الثاني والعشرين من تموز، رحل الدكتور النحات عبد اللـه السيد عن عمر ناهز 81 عاماً، وهو أحد أبرز الأسماء في النحت والفن التشكيلي السوري خلال مسيرة طويلة زاخرة بالإبداعات.
اشتهر الراحل بتنفيذ الكثير من النصب التذكارية والتماثيل في عدد من المدن، لعل أميزها وأكثرها شهرة نصب صلاح الدين الأيوبي المتاخم لقلعة دمشق عام 1992.
كما نفذ نصب الشهداء في درعا عام 1990، ونصب العيد الفضي في درعا عام 1995، ونصب سفينة نوح الدمشقي في مدينة دالاس في ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأميركية عام 2001.
درس في كلية الفنون الجميلة في دمشق – قسم النحت وتخرج فيها عام 1971.
عام 1965 درس في قسم الفلسفة والدراسات الاجتماعية في كلية الآداب في جامعة دمشق، كما حاز عام 1977 دبلوم الدراسات المعمقة بعلم الجمال في العاصمة الفرنسية باريس.
وفي عام 1980 حاز الدبلوم العالي (معادل للدكتوراه) في النحت النصبي في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس.
عمل أستاذاً في كلية الفنون الجميلة ورئيساً لقسم النحت فيها، وأستاذ علم الجمال والنقد للدراسات العليا، ويعد باحثاً جمالياً في الفنون السورية، وهو عضو في لجان التحكيم والإشراف على المهرجانات الفنية والنصب التذكارية.
كما كان عضواً في المجلس التنفيذي لنقابة الفنون الجميلة، ورئيس تحرير مجلة «الحياة التشكيلية»، وعضو في لجنة الفنون في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية.
له العديد من الأبحاث المنشورة في الدوريات الفكرية والفنية عن الفن التشكيلي السوري وعلم الجمال وتاريخ الفن، وشارك بالعديد من المعارض المشتركة.
ليلى نصير
في الخامس عشر من آب، رحلت الفنانة التشكيلية ليلى نصير عن عمر ناهز اثنين وثمانين عاماً.
تخرجت في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة – قسم التصوير، وحازت جائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون في نسختها الثالثة، وذلك تكريماً لعطائها الفني الواسع باعتبارها أحد رواد الفن التشكيلي السوري وتقديراً لإنجازها الإبداعي الذي تمخضت عنه مسيرة امتدت لخمسة عقود، اختبرت خلالها شتى الأساليب والتيارات الفنية وصولاً إلى مرحلة من النضج الفني وهو ما أفضى إلى عشرات الأعمال الفنية ذات الخصوصية المتفردة والقيمة الفكرية والإبداعية العالية.
عملت الراحلة أستاذة محاضرة في كلية العمارة بجامعة تشرين، وأعمالها مقتناة من قبل وزارات الثقافة والسياحة والداخلية وحصلت على براءة تقدير من رئاسة مجلس الوزراء عام 1989، شاركت في معارض في كل من بيروت وطرابلس وبغداد والقاهرة وعمّان والجزائر وباريس وموسكو ولينينغراد وصوفيا وبون وبكين.
كانت أول امرأة تواظب على الذهاب إلى المقاهي الشعبية في اللاذقية في فترة الستينيات، وقد رسمت وجوه العابرين بأقلام الرصاص، ما جعل صاحب المقهى الذي كانت ترتاده يحتفظ بكرسيها حتى اليوم.
إبراهيم مؤمنة
في الرابع من أيلول، رحل الفنان التشكيلي إبراهيم مؤمنة عن عمر ناهز ستة وستين عاماً.
ولد في حلب من أسرة فلسطينية كادحة، فدرس سنواته الأولى بمدارس وكالة الغوث بحلب، كما درس الفن دراسة أكاديمية في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق بعد حصوله على الثانوية العامة.
وعمل في مجال البوستر السياسي المقاوم بداية، ثم مصمماً لأكثر الصحف الفلسطينية، وبعدها توجه نحو هندسة الديكور التلفزيوني، وله ثلاثة معارض فردية، وشارك بكل معارض الاتحاد الجماعية داخل سورية وفي الخارج منذ تأسيسه حتى الآن.
وهو عضو مؤتمر عام في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وعضو الجمعية المتحدة لرعاية الآداب والفنون ومقرها القاهرة.
مقل بأعماله النحتية بسبب ضيق المكان كما يقول، على اعتبار أنه يحتاج لفضاء واسع، فاعتمد التصوير الزيتي والمائي والأكريليك في إنتاج أعماله الفنية، لتأخذه متطلبات الحياة وضرورات الواجب الوطني من ضفته الأكاديمية لمتابعة دورة الحياة عاملاً فاعلاً في مهنة الصحافة الفلسطينية، مقاوماً في مجالات تخصصه الفني والإنساني من موقعه كمخرج فني لعدد من المجلات الفلسطينية.
سعاد سليمان محمد
في الحادي عشر من أيلول، رحلت الفنانة التشكيلية سعاد سليمان محمد رئيسة فرع طرطوس لاتحاد الفنانين التشكيليين عن عمر ناهز 59 عاماً.
الراحلة خريجة كلية الفنون الجميلة اختصاص غرافيك فن الحفر، وانتسبت منذ تخرجها إلى نقابة الفنانين التشكيليين وسافرت للعمل كمدرّسة لمادة الرسم في الإمارات العربية المتحدة، وبعد عودتها درست في معهد إِعداد المدرسين بطرطوس.
وحصلت على جوائز عديدة من خلال مشاركتها في العديد من المعارض التي تخص الطفولة في بلجيكا وألمانيا، إضافة إلى شهادات تقدير من خلال عملها كمدرّسة في أبو ظبي ومشاركاتها المتعددة في معارض وملتقيات محلية.
رأفت الساعاتي
في السادس والعشرين من أيلول، رحل الخزاف رأفت الساعاتي عن عمر 83 عاماً.
هو خريج كلية الآداب «الأدب الإنكليزي»، تخصص في مركز وليد عزت للفنون التطبيقية بدمشق، اتبع دورة بالخزف في ألمانيا بطريقة الدولاب، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين، وشارك بالمعارض السنوية الجماعية التي تقيمها وزارة الثقافة السورية.
استطاع خلال مسيرته الفنية الطويلة أن يبني عوالمه الفنية، ويحقق رغباته وأحلامه، مستخدماً الخامات والألوان النارية التي تتفق في مدلولاتها الجمالية مع اتجاهات الفنانين المحدثين، قدر ما تتفق مع انضباطية الحركة في التشكيل العقلاني، وضمن صياغة لها ملامسها وجمالياتها الخاصة.
من خلال مشاركاته الدائمة في المعرض السنوي العام ساهم في إرساء تقنيات الخزف والانفتاح على خطوات التجديد والتأصيل المرتبط بالتقاليد التراثية لهذا الفن العريق، رغم أن كبار فناني القرن العشرين وفي طليعتهم بابلو بيكاسو قد أعادوا الاعتبار إلى فن الخزف وأطلقوا الآراء المتعلقة بسبل تطويره والارتقاء به وبطريقة تتلاءم مع تطلعات اللوحة والمنحوتة الحديثة والمعاصرة.
وهو في مجمل أعماله السابقة والجديدة اعتمد على منهج تقديم عمل فني لا عمل خزفي للاستعمال، واستطاع بعد خبرة عمر أن يكتشف أسرار التعامل مع عجينات السيراميك الطيِّعة واللينة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن