syriahomenews أخبار سورية الوطن
في الثامن من آذار (مارس) 2016، نشر الشاعر السوري نزيه أبو عفش نصاً في «الأخبار» بعنوان «رسالة إلى قاتل»، يقول فيها: «أكرهكَ حتى وأنا واقفٌ (هكذا) قدّامَ مذبحِ الربّ، أضمُّ أصابعي على صواعقِ يأسي، فيما شفتاي الآثمتان (شفتا الخائف) تُواصلان اجترارَ ما فسدَ مِن تراتيلهما البائتة «أحِبّوا أعداءكم ومبغضيكم!».
ومن من الصدف الحزينة، أن تضطر صبية سورية أن تعيد كتابة رسالة جديدة إلى قاتل آخر، ربما كان القاتل نفسه الذي كتب له أبو عفش. لكن هذه المرة تقرر رشا صادق في رسالتها، أن تدعو قاتل أهلها أن «يقيم بينهم لشهر واحد».
تحاول رشا في رسالتها التي انتشرت بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي وتُرجمت إلى اللغة الإنكليزية لإيصال صوتها لأكبر عدد ممكن من الآذان، أن تشارك القاتل عادات وتفاصيل أهلها. ثم تعده: «لن أوقظك في الليل على نوبات بكائي المستمرة.. ولن أدعك ترى دموعي.. لكنني قد أطالبك بمعرفة كيف كانت لحظات أهلي الأخيرة». ثم تطرح سؤالها الصعب: «هل ترجّتكم أمي كي لا تقتلوا أبناءها؟ هل الرصاصة التي اخترقت بطن أخي فارس قتلته فوراً أم أنّه ظلّ بجوار جثمان أمه وأخيه يتعذب حتى سلم روحه لله؟».
وفي ختام الرسالة، تؤكد رشا لقاتل عائلتها التي قضت خلال مجازر الساحل السوري في الأسبوع الأول من الشهر ذاته الذي نشر فيه أبو عفش رسالته، كأن آذار هنا ينطوي على أسرار الموت والكتابة: «سأدعك تحاول أن تزيل دماءهم التي تأبى أن تزول على أرض الصالون، ذات الصالون الذي ضحكنا وبكينا وعشنا فيه لربما تزول على يديك».
وفي محاولتها تخليص القاتل من ذنبه بغسل دم المظلومين، تتعالى رشا على مشاعر الحقد لتتمكن من العيش، فتأتي كلماتها الأخيرة كمرادف لختام رسالة نزيه أبو عفش عندما يقول «أكرهكَ لأعرفَ أنني لا أزال قادراً عل الحياة وصالحاً لها».
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار
