اشتكى الفنان السوري رضوان عقيلي وحدته التي يشعر بها خلال الوقت الحالي، بالإضافة لتغير طبيعة الوسط الفني عمّا سبق مما سبب له شعورًا بالغربة.
وقال عقيلي إن علاقته بزملائه حاليًا لا تتجاوز الزمالة ولا تتعدى إلى أن تصبح صداقة راسخة، مثل الزمن الجميل حيث كانت تحوي العلاقات الكثير من الود والحب، كما كان الفنانون يوجهون النقد البناء لبعضهم البعض مما كان يتسبب في نجاح الجميع، بينما حاليًا فالنجوم لا يلتقون إلا بالصدفة.
تابع خلال لقاء إذاعي حديث، قائلا إن الدراما السورية سابقًا كانت تقترب من الواقع والشخصيات الحقيقية بصورة كبيرة، فكان المشاهد يشعر بأنه يشبه شخصياتها، وكان العمل الدرامي هادفًا بامتياز، غير أن الحال تبدل والأعمال الشامية أصبحت ظالمة للبيئة الواقعية لأنها أصبحت غريبة عنها ولا تشبه الواقع في شيء.
أوضح عقيلي أن الأعمال الدرامية أصبح هدفها تخدير المشاهد، ومصنعة خصيصًا لإلهائه، بما تحتويه من مشاهد غير لائقة وعنيفة في بعض الأحيان، وابتعدت عن تسلية المشاهد بالقصص الكوميدية والخفيفة المريحة للأعصاب.
وفي سياق متصل تحدث عقيلي عن سر نجاح مسلسل كان يا ما كان، وقال إنه استغرب لوهلة بسبب حب الكبار للمسلسل في حين أنه كان موجهًا في الأصل للأطفال، ولكنه بالتدريج أدرك أن السبب هو ربط الكبار لقصص الأجداد بالمسلسل، وتابع أنه لم يشارك في الجزأين الثاني والثالث بسبب عدم استعانة فريق العمل به، مشيرًا إلى أنه لا يعلم السبب ولم يسأل عنه.
كشف رضوان عقيلي أنه قد تم اقتباس مسلسل كان ياما كان عن الأدب العالمي لقصص الأطفال من دول مختلفة حول العالم، بين أوروبا والعالم العربي ولفت إلى أن ما ينقص الدراما لإعادة إنتاج أجزاء جديدة من أي عمل هو النص الجيد الذي يعتبر العمود الفقري لأي عمل درامي.
وأكد رضوان عقيلي أن المقابل المادي لا يغريه، وقد يرفض أي عمل مهما كان المقابل والأجر إذا كان النص سيئًا، وأشار إلى أنه نادمًا بسبب قبوله لآداء بعض الأدوار في وقت سابق احتياجًا للعائد المادي.
لماذا قدم رضوان عقيلي أدوار الشر؟
أوضح رضوان عقيلي أنه قدم شخصيات كثيرة من نوعية الشرير وأدورًا مركبة وسلبية، لاحتياج الدراما إلى هذا النوع من الشخصيات، فليس من المنطقي أن يقوم العمل على الطيبين فقط، فالشر يعد محركًا رئيسيًا للأحداث، وقيام عمل على الطيبة والإيجابية فقط سيتسبب في ملل المشاهد لأن العمل افتقد في هذه الحالة إلى عنصري الإثارة والتشويق.
الأدوار المناسبة لرضوان عقيلي حاليًا
أكد رضوان عقيلي أنه متصالح مع سنه، لذلك لا يمكنه القيام إلا بالأدوار التي تناسب هذه السن، مشيرًا إلى أنها حقيقة واقعة على كل شخص، وأشاد عقيلي بالفنانين قصي خولي وباسم ياخور ومكسيم خليل لأنهم مجتهدون وحققوا النجاح والتواجد في الخارج، مؤكدًا أنهم يشبهونه ويذكرونه بانطلاقته الفنية الأولى.
وعن أعمال الدراما المشتركة، أبدى عقيلي انصرافه عن مشاهدة مثل هذه الأعمال، برغم اتجاه القطاع الخاص لإنتاجها، لأن تضارب اللهجات يزعجه ويراه غير مقنع للمشاهد، واقترح التحدث بالفصحى لأن العامية هي التي تحدث هذا التضارب.
رأي رضوان عقيلي في مسلسل الكندوش
وقال عقيلي إن مسلسل الكندوش لا يختلف كثيرًا عن بقيّة الأعمال، ولكن يميزه الصدق والعفوية أكثر من أعمال أخرى، فيتناول حياة البسطاء وطريقة تعاملهم دون تشويه لصورة دمشق مثل أعمال أخرى، مبديًا أسفه على المشاركة ببعضها نظرًا لاحتياجه المادي لهذه المشاركة، ومسلسل الكندوش تأليف حسام تحسين بيك، وإخراج سمير حسين، وإنتاج مجموعة ماهر برغلي للإنتاج والتوزيع الفني.
رضوان عقيلي ينتقد باب الحارة
وأكد رضوان عقيلي أن تغييب شخصية في أي عمل درامي ثم إعادة إحيائها في جزء آخر أو حلقة أخرى، يعتبر كذبًا وتضليلًا للمشاهد وخللًا في العمل الدرامي، لافتًا إلى أن هذا حدث مثلا في مسلسل باب الحارة من خلال شخصيتين هما أبو عصام التي جسدها الفنان عباس النوري والإدعشري التي قدمها الفنان بسام كوسا.
على صعيد آخر رفض رضوان عقيلي التقاعد من نقابة الفنانين السوريين، لأنه يعتبر أنه بذلك يقوم بالتقاعد من العمل الفني كلية، مشيراً إلى أن النقابة تقوم بواجباتها إلى حد ما، مضيفاً أنه قد يكرر تجربة الكتابة التي قدمها منذ حوالي 20 سنة في مسلسل ضباب الرجل، كما أن فكرة كتابة مذكراته اليومية تتبادر إلى ذهنه في الوقت الحالي.
سيريا هوم نيوز _ رأي اليوم