رنا بدري سلوم :
لا تقوى أجسادهم على النهوض من أسرّتهم، كأوراق الخريف الذابلة التي أعطت حتى جفّ ماء الحياة في عروقها، فتساقطت مرتان مرّة على أرصفةِ الزمن ومرّة من الحضن الأًسري الذي كانوا عماداً له، فتوقف عندهم الزمان وخلا مكانهم، راحوا يتقاسمون مرارة فراق أحفادهم في دار العجزة، يخبئون خلف دمعتهم الخجولة ألف غصّة لأحلام لا تعود، وأمنياتٍ لا تتحقق، إن أحاديثهم التي دارت على مسامعنا أثناء زيارتنا لهم مع الممرضة لبنى أبو فخر مسؤولة لقاح كوفيد 19 منطقة داريا الصحية في دار “الحنان” للعجزة يوم أمس صباحاً، جعلتنا نتيقن أن الحياة تستحق أن تعاش رغم كل الجوائح التي قد تقتلنا بصمت! فبمبادرةٍ إنسانية من المركز الصحي وبموافقة مديرية الصحة في ريف دمشق انطلقت حملة التلقيح إلى زيارة دور المسنين، فمنهم امتلك مقومات الحياة واستعدَّ لأخذ جرعات اللقاح الوقائي والمضاد لجائحة كوفيد 19 أسترازينكا،
أما البعض الآخر بدا متخوفاً من أعراضه الجانبية وفقا لما سمعه من أقاربه عن آلام المفاصل والحمى والوهن العام، فمعظم المسنين المتواجدين في دار العجزة فوق الخامسة والخمسين عاماً وقد أجروا الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من السلامة الجسدية ، وبأنهم مستعدون لتلقي اللقاح الوقائي، ربما ظروفهم الحياتية بأنهم يعيشون كمجموعة يتقاسمون الفراغ والوحدة وحتى الأمل جعلهم يتبصّرون أهمية الوقاية ويقدّرون قيمة الحياة بعكس من هم في أعمارهم يعيشون بحرية ولا يشعرون بالمسؤولية تجاه أنفسهم وأجسادهم ومن حولهم، مشيرة مسؤولة لقاح كوفيد 19 منطقة داريا ” للثورة ” إلى أنه بلغ عدد المستهدفين في دار الحنان 23 مستهدفاً، عشرة منهم لم يتلقوا اللقاح بسبب الأبناء إما مخافة أو شك في نتائج اللقاح الوقائي، ومن هنا كان لابد من الحديث مع المسن لتشجيعه وإقناعه باللقاح قبل إعطائه ليطمئن ولنحقق النتائج المرجوة في التوعية الصحية لدى الآباء والأبناء على حد سواء، فبالرغم من أن اللقاح متوفر ويعطى مجاناً إلا أننا نصادف الكثير من المسنين يمتنعون الحصول عليه لأسباب مجهولة المصدر وغير مقنعة.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة