آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » رفض إسرائيلي لدور تركي في غزّة | نتنياهو لمعارضيه: لسنا «محميّة أميركية»

رفض إسرائيلي لدور تركي في غزّة | نتنياهو لمعارضيه: لسنا «محميّة أميركية»

 

 

انطلقت، أمس، في العاصمة المصرية القاهرة، لقاءات جمعت عدداً من الفصائل الفلسطينية، بدعوة مصرية وبرعاية من رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء حسن رشاد، وذلك في سياق البحث عن موقف موحّد من المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وشاركت في اللقاءات كلّ من «حماس»، و«الجهاد الإسلامي»، و«الجبهة الشعبية»، و«الجبهة الديمقراطية»، و«المبادرة الوطنية»، و«القيادة العامة»، إلى جانب التيار المحسوب على القيادي المفصول من حركة «فتح»، محمد دحلان.

 

وتهدف هذه الاجتماعات إلى بلورة توافق وطني بشأن قضايا شائكة تتعلّق بـ«اليوم التالي» للحرب، وفي مقدّمتها مسألة إدارة القطاع، ومصير سلاح المقاومة، والتعاطي مع فكرة «القوة الدولية» التي يُفترض أن تنتشر في غزة في إطار الخطة الأميركية.

 

ويأتي ذلك فيما من المُنتظر أن يصل وفد رفيع من السلطة الفلسطينية اليوم إلى القاهرة، للقاء المسؤولين المصريين وبحث سبل الانخراط في الترتيبات الجديدة. وكانت «هيئة البث الرسمية» الإسرائيلية تحدّثت، قبل يومين، عن رعاية مصرية لـ«توافق» أوّلي بين حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية حول تشكيل «حكومة تكنوقراط» تُكلّف بإدارة غزة في المرحلة الانتقالية. ووفق القناة العبرية، فإن هذا التوافق يتضمّن أن تقوم «حماس» بتسمية نصف أعضاء الحكومة، فيما تسمّي السلطة النصف الآخر.

 

من جهتها، أفادت مصادر فلسطينية مطّلعة، «الأخبار»، بأن النقاشات في القاهرة، تشمل كذلك ما يُعرف بـ«مجلس السلام»، الوارد في خطة ترامب، والذي كان من المُفترض أن يترأّسه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير. غير أن معلومات دبلوماسية أشارت إلى «تحفّظ كل من قطر وتركيا ومصر على تولّي بلير هذا المنصب»، وسعيها إلى إقناع إدارة ترامب بالعدول عن تعيينه.

 

وعلى المقلب الإسرائيلي، نقلت «القناة 13» العبرية عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحذيرها للقيادة السياسية من أن «حركة حماس تعود تدريجاً إلى تثبيت حكمها في غزة»، من خلال تقديم خدمات بلدية، وجمع الضرائب، وفرض النظام. وأفادت القناة بأن التوصية الأمنية الإسرائيلية تدعو إلى التسريع في تطبيق المرحلة الثانية من «خطة ترامب»، في ظل ما وصفته بـ«ثغرات وخلافات» تعيق تنفيذ الاتفاق، ما يمنح «حماس» فرصة لإعادة ترسيخ نفوذها. لكن في الوقت نفسه، أعرب مسؤولون إسرائيليون، في حديث إلى قناة «كان»، عن خشيتهم من أن تمضي الولايات المتحدة في تنفيذ المرحلة الثانية على حساب ما يسمّونها «الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية».

 

تحفّظ كل من قطر وتركيا ومصر على تولّي بلير رئاسة «مجلس السلام»

 

 

أما «القناة 12»، فقد كشفت عن مضمون اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بنائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، موضحةً أن نتنياهو أبلغ ضيفه رفضه القاطع لأي دور تركي محتمل في إدارة غزة، رغم طرح هذا الخشيار من قبل عدّة دول خلال النقاشات الجارية. ونقلت القناة عن فانس طلبه في المقابل من نتنياهو «منح الاتفاق في غزة فرصة للنجاح، وهو ما ردّ عليه الأخير بإبداء الاستعداد للتعاون شرط ضمان مصالح إسرائيل».

 

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو في القدس المحتلة، حرص فانس على التوضيح أن سلسلة زيارات كبار المسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل، لا تهدف إلى «مراقبة طفل صغير»، وذلك في ردّ غير مباشر على ما أوردته صحيفة «معاريف» بشأن إرسال ترامب لـ«جليسة أطفال» للإشراف على نتنياهو. وأكّد فانس أنه لا يرغب في أن تتحوّل إسرائيل إلى دولة «تحت الوصاية الأميركية»، بل أن تبقى «حليفاً وشريكاً».

 

وبحسب «القناة 12»، فإن هذا التصريح نقله مكتب نتنياهو إلى الصحافيين بهدف «امتصاص غضب اليمين من التنازلات التي تُفرض على الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما في ما يتعلق بالموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار وعدم قطع المساعدات عن غزة، وفق ما كان هدّد به نتنياهو». ومن جانبه، نفى نتنياهو تحويل إسرائيل إلى «محميّة أميركية»، مؤكّداً أن العلاقة مع واشنطن تقوم على «الشراكة والمصالح المتبادلة»، وأن أمن إسرائيل «مسؤولية إسرائيلية أولاً».

 

وفي ما يتصل بمستقبل التهدئة، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن مصادر في إدارة ترامب، مخاوفها من «إمكانية تراجع نتنياهو عن الاتفاق المُبرم في شرم الشيخ»، في حين ذكرت قناة «كان» أن «الولايات المتحدة تراقب عن كثب جميع التحركات في قطاع غزة»، وذلك عبر مقر قيادة خاص أُقيم حديثاً في «كريات غات»، ضمن ترتيبات التنسيق الأمني. ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الأميركيين باتوا «يتحكّمون بالقرار الميداني في غزة، ويمنعون في بعض الحالات الجيش الإسرائيلي من تنفيذ عمليات قد تهدّد الاتفاق».

 

وفي هذا السياق، أشار فانس إلى أن «واشنطن لا تزال ملتزمة بملف الأسرى الإسرائيليين، رغم تعقيد قضية استعادة الجثامين»، معتبراً أن الاتفاق «هشّ»، لكنه لا يسقط عند أول خرق. وفي ختام تصريحاته، شدّد على أن المهمة لم تنته بعد، وأنّ ثمة الكثير مما يجب إنجازه لإنجاح خطة «غزة للسلام».

 

ويتواجد حالياً في إسرائيل نائب الرئيس الأميركي، إلى جانب المبعوثيْن الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، في حين يصل اليوم وزير الخارجية ماركو روبيو، لمواصلة بحث الخطوات المقبلة.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حرب أميركا على «الناركو»: جبهة مزدوجة ضدّ فنزويلا وكولومبيا

  سعيد محمد   في تصعيد قد يكون الأخطر منذ عقود، لم تَعُد سياسة إدارة دونالد ترامب، في أميركا اللاتينية، تقتصر على ملف «الأعمال غير ...