رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس “بشدة” الأربعاء تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورغبته باحتلال قطاع غزة وبالتهجير القسري للفلسطينيين منه.
وجاء في بيان تلاه المتحدث باسمه نبيل أبو ردينة إن “الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية يرفضان بشدة الدعوات للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين من وطنهم… الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وقطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967”.
وقال أبو مازن ردا على الدعوات الأميركية لتهجير الفلسطينيين من غزة، إن “هذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي … لن نسمح بانتهاك حقوق شعبنا”.
وقال عباس إن “السلام والاستقرار لن يتحققا في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية … على أساس حل الدولتين”.
وصل عباس إلى عمّان الأربعاء، حيث من المقرر، وفق مكتبه، أن يلتقي الملك عبد الله الثاني الذي سبق أن أعرب عن معارضته الشديدة لمقترحات ترامب بترحيل فلسطينيي غزة إلى مصر أو الأردن.
كما رفضت منظمة التحرير الفلسطينية أي خطة لنقل “الشعب الفلسطيني خارج وطنه”. وقال أمين عام المنظمة حسين الشيخ على موقع “إكس” إن القيادة الفلسطينية “تؤكد رفضها لكل الدعوات لتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا سنبقى”.
ورفضت فصائل فلسطينية، الأربعاء، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نيته الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
جاء ذلك في بيانات منفصلة صدرت عن عدة فصائل، واطلعت عليها الأناضول.
ومساء الثلاثاء، قال ترامب في مؤتمر صحفي إنه يدعم فكرة “التوطين الدائم” لفلسطيني غزة في مناطق أخرى، فيما تلاها بتصريح صادم تحدث فيه عن عزم بلاده الاستيلاء على القطاع.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
**حماس: رفض احتلال غزة
قالت حركة “حماس”، في بيانها، إن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضه أو فرض الوصاية عليه.
وعبرت عن إدانتها الشديدة لتصريحات ترامب الأخيرة، واصفة إياها بـ”العدائية للشعب الفلسطيني وقضيته”.
وأضافت أن تصريحات ترامب “لن تخدم الاستقرار في المنطقة وستصب النار على الزيت”، داعية الرئيس الأمريكي للتراجع عن تصريحاته “غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني”.
**الجهاد: تصعيد خطير
بدورها، عدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تصريحات ترامب الأخيرة “تصعيدا خطيرا يهدد الأمن القومي العربي والإقليمي خاصة في مصر والأردن”.
وقالت الحركة في بيانها، إن الولايات المتحدة تريد أن تضع “مصر والأردن في مواجهة الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وأضافت: “تصريحات ترامب وهو يستقبل الهارب من المحكمة الدولية، بنيامين نتنياهو، وتأكيده على مخطط تهجير أهلنا في قطاع غزة عن أرضهم، ليست سوى نسخة جديدة من وعد بلفور المشؤوم؛ الذي وعد فيه من لا يملك لمن لا يستحق”.
وأوضحت أن تصريحات ترامب تدل بما لا يدع مجالا للشك أن “إدارته هي التي تقود حرب الإبادة والتهجير وتوسيع الاحتلال على حساب دول المنطقة وشعوبها”.
وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني أصبح “أكثر تصميما وإصرارا على مواجهة المؤامرات”، داعية الشعوب العربية والإسلامية لـ”الوقوف في وجه المشروع التآمري الذي يستهدف جميع شعوب المنطقة وينبئ بتهديدات خطيرة قادمة”.
**الجبهة الشعبية: إعلان حرب
من جانبها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات ترامب، معتبرة إياها “إعلان حرب على الشعب الفلسطيني”.
وقالت في بيانها: “هذه التصريحات محاولة لإعادة إنتاج نكبة جديدة، لن تمر إلا على جثث شعبنا المقاوم والصامد في غزة وكل فلسطين”.
وذكرت أن طرح ترامب “يكشف النوايا الحقيقية للإدارة الأمريكية الجديدة في تصفية القضية الفلسطينية عبر بوابة التهجير وتوطين اللاجئين”.
وتابعت: “غزة ليست للبيع، وأهلها لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948، ولن تُحبط هذه المؤامرات إلا بالمقاومة، كما أُحبطت مشاريع سابقة حاولت اقتلاع شعبنا من أرضه”.
وطالبت الجبهة الشعبية بـ”تحويل الموقف العربي الرسمي والشعبي الرافض لمخططات التهجير إلى إجراءات وقرارات وخطوات ملموسة على الأرض ومن بينها استخدام كل مقدرات الأمة كأوراق ضغط على الإدارة الأمريكية”.
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لدعوة ترامب الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال: “لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقودا طويلة.. هذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “وفا”.
وأضاف عباس أن مواطني بلاده لن يتنازلوا عن أرضهم وحقوقهم ومقدساته، “وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967”.
وأكد أن الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض، “ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المؤتمنة على ثوابته، وهي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها”.
وطالب عباس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي “بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف”.
وأكدت سلطنة عُمان، الأربعاء، رفضها القاطع لأي محاولات ترمي إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعت إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية العُمانية، غداة تصريحات صادمة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كشف خلالها عن تخطيط بلاده للاستيلاء على قطاع غزة، بعد تهجير سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.
وأكّدت سلطنة عُمان في البيان، “موقفها الثابت ورفضها القاطع أي محاولات لتهجير سكان غزّة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق المشروعة لإقامة دولته المستقلة على أرضه”.
وشددت السلطنة على أن “أي خطط ترمي إلى نقل الفلسطينيين من أراضيهم تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدوليّة، وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة”.
ودعت “المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية حقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستندُ إلى قرارات الشرعية الدوليّة ومبادرة السلام العربية، ويضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأكّدت الإمارات الأربعاء رفضها أيّ محاولة لـ”تهجير” الشعب الفلسطيني، وذلك غداة طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقترحا لترحيل سكان غزة وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع الفلسطيني.
وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أنّ أبوظبي “أكّدت رفضها القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره”، ودعت “ودعت إلى “ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش”.
وكرّر الرئيس الأميركي مؤخرا القول إنّ سكان قطاع غزة الذي دمّرته حرب استمرت 15 شهرا بين إسرائيل وحماس يمكنهم الذهاب والعيش في الأردن أو مصر لكنّ الدولتين أعربتا عن معارضتهما لهذه الفكرة.
والثلاثاء ذهب ترامب إلى أبعد من ذلك بقوله إنّ “الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة” الذي بات أشبه بـ”موقع للهدم”، مؤكّدا أنّه بفكرته هذه يمكن تحويل هذه الأرض إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وأثارت الخطة التي تفتقر إلى تفاصيل حول كيفية نقل أكثر من مليوني فلسطيني أو السيطرة على غزة، صدمة واستهجانا دوليا واسعا، من حركة حماس والسلطة الفلسطينية والجامعة العربية إلى الصين وأستراليا، مرورا بفرنسا وبريطانيا وتركيا وألمانيا.
وأكّدت الخارجية الإماراتية في بيانها على “أهمية تجنّب كلّ ما يمكن أن يؤدي إلى اتّساع رقعة الصراع في المنطقة”.
وأضافت أنّ “الأولوية الآن بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن تنصبّ على إنهاء التطرف والتوتر والعنف وحماية أرواح المدنيين كافة وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ومستدام إلى القطاع”.
من جهتها ردّا على تصريحات ترامب بشأن السيطرة على غزة، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن القطاع “ملك للفلسطينيين” وينبغي أن يكون “كما الضفّة الغربية والقدس الشرقية” جزءا من “الدولة الفلسطينية مستقبلا”.
وصرّحت بيربوك في بيان أن “السكان المدنيين في غزة ينبغي ألا يطردوا وينبغي ألا تخضع غزة لاحتلال دائم أو للاستيطان من جديد”.
بدورها قالت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريما الأربعاء إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة ونقل الفلسطينيين الذين يعيشون فيه “تهدد الاستقرار وعملية السلام”.
وأكدت أن “فرنسا تعارض تماما تهجير السكان. نحن متمسكون بسياستنا وهي: عدم تهجير السكان والسعي إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى عملية سلام وحل الدولتين”.
من جهتها رفضت “منصة أنقرة للتضامن مع فلسطين” التي تضم نحو 40 منظمة مجتمع مدني تركية، خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
وفي حديث للأناضول، الأربعاء، أشار متحدث المنصة علي دالاز، إلى أن “أكثر من 50 ألف فلسطيني” فقدوا أرواحهم خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.
وأكد دلاز أن إسرائيل التي تحظى بدعم غير محدود من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية “لم تستطع احتلال غزة بشكل كامل وكسر مقاومة الشعب الفلسطيني”.
وقال: “غزة التي لم يتمكن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو من السيطرة عليها رغم كل الوسائل التي استخدمها، تبدو الآن وكأنها في مأزق كبير بسبب الولايات المتحدة الإمبريالية”.
ووصف دلاز تصريحات ترامب بأنها مثابة “إعلان تطهير عرقي” في غزة، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وأضاف: “ترامب الذي يحكم بلاده بعقلية سمسار عقارات يهدف إلى الاستيلاء على غزة وتحويلها إلى منتجع سياحي وتسليمها لإسرائيل المحتلة”.
وأردف: “يجب على دول المنطقة، لا سيما تركيا، أن تقف ضد خطة الاحتلال هذه، وعلى الدول العربية والإسلامية أن تقف ضد هذا التحدي وتمنع عمليات الإبادة الجماعية الجديدة وانتهاكات حقوق الإنسان والمجازر”.
وخلال مؤتمر صحفي جمع ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، كشف الرئيس الأمريكي عن عزمه تهجير الفلسطينيين من غزة واستيلاء واشنطن على القطاع.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع الفلسطيني.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم