- الحسناء عدره
- الثلاثاء 7 تموز 2020
بـ«حيلة»، يعتقد أصحابها أنها تنجح في كل مرة وتصلح لكل زمن، ترفع وزارة التجارة وحماية المستهلك أسعارها بنسبة 100 في المئة، لتشعل بذلك غضب الشارع السوري وسخطه، ثم ما تلبث أن تخفضه إلى 50 في المئة، فيشكرها الناس على «تقديرها» ظروفهم!
معظم الزبائن امتنعوا عن شراء السلعتين وأرجأوا ذلك إلى حين انخفاض الأسعار
الباحث في الشأن الاقتصادي عمار يوسف يصف إدارة الأزمة الاقتصادية بـ«المتخبّطة»، ويقول إن «الفريق الاقتصادي الحكومي منفصل عن واقع المواطن، فضلاً عن العجز التام عن السيطرة على حالة التذبذب في سعر الصرف، وما يرتبه على الأسعار من سلسلة ارتفاعات وانخفاضات متلاحقة، يرتفع فيها سعر الدولار 20 في المئة مثلاً، فيقابله ارتفاع في الأسعار بنسبة 40 في المئة، بينما في حال شهد سعر الصرف انخفاضاً، تبقى الأسعار على حالها، إلى حين ارتفاعه مجدداً لترتفع معه». أمّا الباحث الاقتصادي شادي أحمد، فيتجنّب تحميل المسؤولية للأجهزة الحكومية، ويذهب إلى إلقاء اللوم على قانون «قيصر» والحصار الاقتصادي المحكم على البلاد، إضافة إلى «ضعف التوريدات الخارجية والتبدّلات الكبيرة في سعر الصرف الذي وصل إلى 3 أضعاف». ويتابع: «الأولوية، في ظل هذه الظروف الاقتصادية تكون لصالح تأمين المادة أوّلاً، ثم يأتي بعدها تحديد السعر المناسب لها». ويصف أحمد قدرة الحكومة على ضمان استمرار تدفق هذه المواد الأساسية إلى سوريا عبر التجار بـ«الخطوة الممتازة»، في ظل الحصار المطبق.
الحمية… غصباً!
في ظل الغلاء المطّرد في أسعار السلع، وأخيراً رفع سعر السكر والأرز المدعومَيْن، قرّرت ناهد (أم لطفلين) اتباع حميات خالية من السكر، وإدخالها في النظام الغذائي لعائلتها، في محاولة منها لتقليل المصروف أوّلاً، ثم استغلال الظرف الصعب لإنقاص وزنها، ولو مرغمة. وتوضح: «نستهلك كميات قليلة من السكر، لكن مع ذلك قرّرت إلغاءها كلياً لوجود أولويات أخرى، كالحصول على الزيت مثلاً… وبدل تحلية الشاي عند وجبة الفطور بالسكّر، استبدلتها بملعقة دبس تمر محلّى كنت قد ادّخرته منذ سنوات». وتضيف: «كما أنني أواسي نفسي بنفسي بالقول إنها فرصة مناسبة للتخلص من الوزن الزائد والحصول على جسم رشيق». وبالنسبة إلى «أبو إبراهيم»، الذي يحبّ تناول السكريات بكثرة، فهو قد لجأ إلى سياسة «الملعقة الواحدة»، وذلك بالاكتفاء بتحلية مشروبات الشاي والقهوة والزهورات بها، بدلاً من ثلاث ملاعق.
حصص «هزيلة»
تستهلك شذى قرابة 12 كلغ من الأرز شهرياً، غير أن البطاقة «الذكية» تمدّها بثلاثة فقط، وفقاً لعدد أفراد أسرتها المكوّنة من ثلاثة أشخاص. وبذلك، تضطّر إلى شراء البقية من المحال التي يصل ثمن السلعة فيها إلى الضعف وأكثر، بحسب جشع البائع و«مزاج الدولار». وتصف شذى الحصص الغذائية بـ«الهزيلة»، وتعتبر أنها لا يمكن أن «تسدّ جوع عائلة لشهر كامل، ولا سيما أن الأرز مادة أساسية في وجباتنا اليومية لا يمكن الاستغناء عنه».
(سيرياهوم نيوز-الأخبار)