سعاد سليمان
لأنك ابن البطة السوداء ..
لا بد أن تقف ثلاث ساعات على الأقل بانتظار وصول الفرج !!!
الفرج الذي اعنيه اليوم ، في سيارة شاحنة كبيرة تحمل كنزا من اسطوانات الغاز الى ساحة سادكوب بطرطوس ..
الساحة التي تمتلئ ومنذ الصباح الباكر بالسيارات الخاصة ، والعامة ، والشاحنات ، وأصحابها ، وبالمواطنين التعساء ، وبانتظار وصول الفرج .
فرج يحتاج الى صبر ، وتحمل ، وسعة صدر ، فالكل حولك مدعوم – هكذا ترى – أو يتبع لجهة عامة تأخذ مخصصاتها من اسطوانات الغاز ودون بطاقة ذكية طبعا ، عبر الشركة المختصة – سادكوب –
البطاقة الذكية عفوا الغبية التي تختصر ساداتها ، فيتحول الجمع الذي تراه هنا الى عبيد للحاجة …
شراء الغاز هنا بسعر خاص ، يختلف عن المدعوم طبعا .. والكل راض ، وينتظر الفرج تحت شمس حارقة ، او مطر غزير .. ولا يهم .. المهم النتيجة .
وتصل الى النتيجة بعد ساعات عناء ..
تشتري اسطوانة الغاز بثمانين ألف ليرة سورية.. سعر بسيط قياسا بسعرها من تاجر مخضرم ، يعرف من أين تؤكل الكتف .
يعني اذا كنت موظفا لسنين طوال في الدولة ، واحتجت لاسطوانة غاز اضافية عن التي تأخذها بالسعر المدعوم عليك دفع مائة ألف فوق راتبك الشهري لتحصل على هذه الثروة الوطنية التي صارت دولية .. اسطوانة غاز قد لا تكفيك شهرا !!!
لذلك تجد الازدحام عند سادكوب والفرح حين تصل الشاحنة المنتظرة ..
يفرح المنتظرون ، المتزاحمون ، وتفرح السيارات الواقفة في الطريق بانتظار الفرج ، ويبدأ ” التدفيش ” من كل ناحية وصوب … ويبدأ التوزيع :
المفاجأة أن معظم الاسماء في جدول التوزيع أسماء لشركات عامة تتبع للدولة ..
كل منها تأخذ عدة اسطوانات !!!
ثم يأتي دور المواطنين الذين ينتظرون منذ الصباح الباكر ومعظمهم ممن لم يحصل على بطاقة ذكية – داعمة – وانت وحظك !!!
قد يحالفك الحظ ، وتحصل على مبتغاك ، بعد طول عناء ، وانتظار ، وقد تنتهي الكمية التي وصلت قبل أن يصل دورك !!!
مأساة يعيشها الموظف هناك ، والمواطن المحتاج لهذه النعمة ، وسائق السيارة او الشاحنة الذي يمضي بين المتزاحمين بقوة اذ لا ينفع الضعف مع هذه الجموع !!!
سؤال : هل يمكننا أن نصل الى حل يرضي كرامة المواطن قبل جيبه ؟!!
وهل هناك من يرى ، ويسمع ، أو يحس بمن ينتظر الفرج في ساعة دفء ، او نار ليأكل لقمة هانئة ؟!
أسئلة أوجهها للمسؤول عن هذا الاجراء ، واقترح وقد عشت التجربة ووقفت ساعات للحصول على اسطوانة غاز احتاجها بشدة ، وهي ليست للترف ،أو للتدفئة – لا سمح الله – وقد صار الدفء ترفا في الشتاء حيث لا غاز ولا كهرباء .
أقترح أن توزع هذه الكميات على موزعي وبائعي الغاز أصحاب الثقة ، والمحلات الرسمية لتباع عن طريقهم بدل هذا الصخب ، والازدحام ، والانتظار الذي يزيدنا كآبة وذلا .. واما المؤسسات العامة فلها الحلول الرسمية !!!
رفقا بنا ..
نحن أبناء سورية الحرة الأبية .. ذات الرسالة الخالدة .. وقد عشنا على أمل الحياة بعد الموت المعلن في بعض المدن المنسية .
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٣)