الدكتورة حسناء نصر الحسين
معركة الشرق السوري تبديل للعناوين وتغيير في الموازين . فهل بدأ النجم الأمريكي بالأفول ؟
تتصاعد حدة الحراك الأمريكي في الأراضي السورية لفتح معارك في أكثر من جبهة فكانت أحداث السويداء التي حاولت امريكا من خلالها تحويل المطالب الشعبية المحقة لمنصة تقذف من خلالها اسرائيل سموم أحلامها ، ومن الشمال حيث هيئة تحرير الشام والجماعات الارهابية المتعددة الجنسيات التي شنت عدة هجمات على مواقع الجيش العربي السوري ، واشعال الجبهة الشرقية حيث تكمن الغاية الأمريكية منذ غزوها للعراق ورسالة كولن باول للرئيس الأسد حتى يومنا هذا المتمثلة بفك ارتباط سورية ببقية دول محور المقاومة ، أمام هذه الغاية التي فشلت امريكا في تحقيقها لحوالي العقدين سخرت واشنطن كل الوسائل التي تسهم في تحقيق هذه الغاية وما نشهده اليوم على الساحة السورية لمحاولات واشنطن بإشعال معارك في اكثر من جبهة في سورية الا لتحقيق هذه الغاية فكان لابد من تشتيت قوة الجيش السوري والحلفاء على اكثر من جبهة وفتح بؤر توتر جديدة على كافة الجبهات .
فكان الحراك الأمريكي في الاراضي السورية والعراقية والتحضيرات الضخمة في البلدين وارسال تعزيزات للقوات الامريكية المحتلة ورفد هذه التعزيزات بالمجموعات الارهابية المسلحة من قسد ومن يدور في فلكها من قوات العشائر مثل الصناديد بالإضافة لهيئة تحرير الشام الارهابية في منطقة التنف السورية المحتلة من الجيش الارهابي الأمريكي لحمايتها من ضربات المقاومة الشعبية وتحسبا لأي رد من الجيش العربي السوري وحلفائه عند اعلان ساعة الصفر ، لتأتي الحشود العسكرية للدولة السورية والحلفاء على مستوى الفكر الامريكي ويتم التحضير أيضا لخوض هذه المعركة في جبهاتها لتنطلق من الشرق السوري صفارة العد التنازلي للمشروع الأمريكي فكان السيناريو الأمريكي بافتعال الأزمات بين قسد ومجلس دير الزور العسكري الذي استطاع التقدم وتحرير عدة مناطق من سيطرة الادارة الذاتية قسد لتتقهقر قوة قسد أمام أبناء العشائر الذين يشكلون ما يعرف بالمجلس العسكري في دير الزور .
والعارف للاستراتيجية الامريكية الخبيثة يدرك جيدا الهدف الأمريكي من اشعال الحرائق في هذه الجغرافية البالغة الاهمية للدولة السورية والحلفاء والذي ستكون ادواتها عربية – كردية ، و عربية عربية .
تعمل أمريكا على إضعاف العشائر العربية كونهم يشكلون الثقل الأكبر في الجزيرة السورية من خلال هذه المعركة فوجود تنظيمات من بعض ابناء العشائر داخل الإدارة الذاتية وامكانية سقوط قتلى في صفوف ابناء العشائر من قبل الطرفين المتحاربين سيحول هذه المنطقة لبحيرة من الدماء .
تدرك واشنطن العقلية العشائرية القائمة على الثأر لذا قامت بوضع ابناء العشائر العربية في حرب تصفية لبعضهم بعضا وهنا تكمن قذارة الفكر الأمريكي الذي يحول أبناء الوطن لبيادق يقتلون بعضهم بعضا .
وهنا لابد من ان يتنبه إخوتنا في الجزيرة السورية لهذا المشروع الأمريكي والعمل على خروج المكون العربي من تحت راية الادارة الذاتية وتغليب المصلحة الوطنية على الفردية الضيقة والعمل تحت راية الوطن .
ان تعمل القيادة السورية على تفعيل دور الحكماء والعقلاء وشيوخ العشائر الكبار لما لهم من دور مهم في عملية التحرير .
ان تقدم الدولة لأبناء العشائر في الجزيرة السورية الدعم الكامل فهم قادرين على افشال المشروع الامريكي واجبار المحتل على الخروج ذليلا.
تحويل معركة الشرق التي تريدها واشنطن لاعلان انتصارها على محور المقاومة الى الموت القادم من الشرق وفي هذا تبديل للعناوين وتبديل في الموازين.
وفي الختام يبقى الرهان الاكبر في هذه المعركة على أبناء العشائر الذين أثبتوا في أكثر من ميدان قوتهم وأصالتهم ورباطة جأشهم وقدرتهم على دحر المحتل من على أراضيهم بما يسهم في تسريع أفول النجم الأمريكي .
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم