رواية «الكوكب ساسون» تطرح أسئلة وجودية وفلسفية ومعرفية مهمة

 

 

| مصعب أيوب

 

قصة أخبرها أحد الأعضاء الذين كانوا ضمن فريق وصل مؤخراً من الفضاء بعد رحلة دامت لعدة سنوات للكاتبة والروائية طيبة الإبراهيم التي أصغت إليه وبكل حماسة واستخدمت لغتها وبلاغتها لتصوغ رواية الخيال العلمي «الكوكب ساسون» خلال سبعين يوماً وتصدر عن اتحاد الكتاب العرب في سورية ضمن سلسلة الأدب العالمي.

 

تقرير مزيف

 

العلماء يريدون إنجازاً مركزاً على النواحي التقنية البحتة بعيداً عما يدخلها من أمور الحياة الإنسانية إلا من ناحية المنفعة، والمثقفون والأدباء غالبيتهم يهوون الجانب الأدبي الاجتماعي الصرف الذي يغلب عليه طابع الرومانسية، وهذا ما لا يستطيعه رائد الفضاء الذي صادفته الراوية في مصر أثناء إقامتها في شقة شقيقتها أثناء زيارتها لإلقاء محاضرة فيها، فكان أن طلب هذا الرجل من الراوية الاستماع إلى قصته وقصة الفريق الذي كان معه في رحلتهم إلى الكوكب ساسون، وهي أن العلماء أنكروا نجاح رحلتهم وتكتموا عليها ولم يطلعوا أحداً على نتائجها ولم يصدروا أية تقارير عنها، وأنه حجر عليهم عند وصولهم إلى الأرض، وعوملوا أسوأ معاملة، وقد تبين لهم في وقت لاحق أنهم احتجزوا بطريقة قاسية لأكثر من عام لأسباب أخرى غير التي كانوا يظنون أنها من أجل التأكد من خلوهم من أمراض أو جراثيم وفيروسات حملوها من ذلك الكوكب، وعندما أفرج عنها كانت الكارثة، فقد أصدر مجموعة من الأطباء المشرفين عليهم بياناً جاء فيه أن هؤلاء الأشخاص «من كانوا في رحلة الفضاء» تعرضوا للخلل العقلي نتيجة للإصابات البالغة في أدمغتهم، وأن ما حدث لهم هو عبارة عن شروخات وتشققات في القشرة المخية، نتيجة للسرعة المهولة التي لم تتحملها أجهزة التحكم في أبدانهم الطبيعية.

 

وأوضح التقرير أيضاً أن كل ما قيل من أحد الرواد حول هذا الموضوع ناتج عن تشوش فكري بسبب تلك الشروخات التي كانت طفيفة فقط.

 

أسئلة وجودية

 

رواية الكوكب ساسون هي التاسعة للمؤلفة والسادسة من نوعها ضمن روايات الخيال العلمي، إلا أنها تضم منحى جديداً والعديد من الآراء الفلسفية، التي تغلب عليها الغرابة.

 

هي تبحر بالقارئ إلى عوالم من الخيال العلمي تقارع بها العديد من أعمال الرواية العالمية التي تتفرد بفن الخيال العلمي صاغتها المؤلفة بإحكام بالغ، ووضعت بين أيدينا أسئلة وجودية وفلسفية ومعرفية عميقة.

 

ويؤخذ على الكاتبة أنها أشبعت الكثير من الأسئلة وتفردت فيها أكثر مما ينبغي، على حين اختزلت مواضيع عدة أخرى، كان بالإمكان التوسع بها أكثر.

 

براعة توصيفية

 

في الرواية قصة عن كوكب ساسون صاحب القوانين الخاصة والمختلفة والجغرافيا الغريبة، فهو عبارة عن مخروطين ضخمين يتصلان في الرأس بزاوية محددة، وشعبه بطبيعة الحال له فلسفة خاصة ومعتقدات وعادات غريبة.

 

إضافة إلى براعة المؤلفة في مجال الخيال العلمي فقد برعت في مجال الكتابة الأدبية والتقنية السردية العالية، متسلحة بحصيلة معرفية وعلمية عاليتين، وتمتلك القدرة والموهبة في جعل المعلومات والقضايا العلمية مادة مشوقة، ملزمة المتلقي على متابعة القراءة.

 

المؤلفة في سطور

 

طيبة الأمير الإبراهيم: روائية كويتية عملت مدرسة للرياضيات، بدأت كتابة روايات الخيال العلمي نهاية السبعينيات، وحصلت على الجائزة الرابعة في مسابقة وزارة الإعلام الكويتية للقصة القصيرة ١٩٨٠.

 

من أبرز أعمالها: مذكرات خادم- لعنة المال- أشواك الربيع- القلب القاسي- حذار أن تقتل.

 

وفي مجال أدب الخيال العلمي: الإنسان الباهت- الإنسان المتعدد- انقراض الرجل- ظلال الحقيقة.

 

توفيت في الكويت عام ٢٠١١.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الوطن