موسكو- كييف – “رأي اليوم” – رويترز – الاناضول: أقر الكرملين الخميس بوجود “خطر” من وقوع هجمات أوكرانية على مواقعه في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 واستهدفتها في الأسابيع الأخيرة عدة ضربات بطائرات مسيرة.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين “هناك مخاطر لأن الجانب الأوكراني يواصل اتباع خطه في شن هجمات إرهابية”.
وأعلنت روسيا في وقت سابق الخميس أنها أسقطت مسيرة فوق البحر الأسود قرب سيفاستوبول، كبرى مدن شبه جزيرة القرم، والتي تضم قاعدة بحرية روسية رئيسية.
وقالت الرئاسة الروسية “الكرملين”، الخميس، إن الصراع في أوكرانيا يمكن أن ينتهي “غدا”، إذا أظهرت كييف إرادة سياسية تجاه ذلك.
جاء ذلك ردا على تصريحات سابقة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال فيها إن “الحرب من المحتمل أن تنتهي في مايو المقبل”.
وقال متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي بالعاصمة موسكو، إن “زيلينسكي يعرف متى يمكن أن ينتهي كل شيء، يمكن أن ينتهي كل شيء غدا إذا كانت لديه إرادة”.
وفي سياق آخر، انتقد بيسكوف قرار مجلة “تايم” الأمريكية اختيار الرئيس زيلينسكي “شخصية العام 2022”.
وقال إن “مجلة تايم تستخدم معاييرها الخاصة ضمن سياستها التحريرية الخاصة، ولكن تظل التوجيهات التحريرية للمجلة ضمن حدود الاتجاه السائد في عموم أوروبا، والذي يتسم بقصر النظر ومعاداة روسيا”.
والأربعاء، أعلنت مجلة “تايم” الأمريكية زيلينسكي “شخصية العام 2022” ووصفته بأنه “روح أوكرانيا”.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
وقال ميخائيل رازفوجاييف حاكم منطقة سيفاستوبول الإدارية “كالعادة، قام جيشنا بعمله بشكل جيد”.
وضمت روسيا شبه الجزيرة عام 2014 بعد استفتاء لم تعترف به أوكرانيا والغرب.
“الهجوم الكبير”
واستخدم الجيش الروسي منطقة القرم لإطلاق عمليته العسكرية في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير بينما تعرّضت شبه الجزيرة لهجمات متكررة نفذتها طائرات مسيّرة.
واستهدف هجوم “كبير” أسطول روسيا في البحر الأسود في سيفاستوبول الشهر الماضي، في هجوم حمّلت موسكو أوكرانيا المسؤولية عنه، وفق “العربية نت”.
جاء إسقاط المسيرة الخميس بعد سلسلة هجمات في عمق الأراضي الروسية استهدفت إحداها قاعدة إنغلز العسكرية الجوية الاستراتيجية. ولم تتبن أوكرانيا الهجوم.
“تجسس”
على صعيد منفصل، أوقفت أجهزة الأمن الروسية شخصين يشتبه بأنهما تجسسا لصالح أوكرانيا في القرم واتهمتهما بـ”الخيانة”، بحسب ما ذكرت الخدمة الإعلامية التابعة لجهاز “إف إس بي”.
وأفاد بيان “إف إس بي” أن الأجهزة الأمنية “أوقفت الأنشطة غير القانونية لمواطنين روسيين يشتبه بأنهما ارتكبا خيانة عظمى عبر التجسس لمصلحة جهاز الأمن الأوكراني”.
وأضاف أن أحد المعتقلين “مؤيد للفكر القومي الأوكراني وجنّدته أجهزة الاستخبارات الأوكرانية عام 2016”.
ويشتبه بأنه “نقل بيانات عن موقع منشآت وزارة الدفاع الروسية إلى وكالة أمنية أجنبية، يمكن استخدامها ضد أمن روسيا”، بحسب البيان.
من جهتها فرضت أوكرانيا انقطاعا طارئا للتيار الكهربائي اليوم الخميس في الوقت الذي حاولت فيه إصلاح البنية التحتية للطاقة التي تضررت من الضربات الجوية الروسية التي قالت شركة تشغيل الشبكة الوطنية إنها تسببت في نقص كبير في الإمدادات.
وقصفت روسيا منشآت الطاقة في أنحاء أوكرانيا في أحدث موجة كبيرة من الهجمات يوم الاثنين، في وقت من العام يرتفع فيه استهلاك الطاقة عادة بسبب حلول فصل الشتاء.
وقالت شركة أوكرانرجو المشغلة لشبكة الكهرباء “اعتبارا من الساعة 11 صباحا يوم 8 ديسمبر، بسبب الأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية لمحطات الطاقة وشبكة الجهد العالي، يعاني النظام من نقص كبير في الكهرباء”.
وأضافت أن الطقس زاد الوضع سوءا، إذ تواجه المناطق الغربية الصقيع والأمطار والثلوج والرياح العاتية التي تسببت في تجمد الأسلاك، لكن أصعب الأوضاع كانت في المناطق الشرقية حيث كان القتال أعنف.
وقال أولكسندر ستاروخ حاكم منطقة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا “في جميع المناطق، هناك نقص في الطاقة يصل إلى ثلث ما هو مطلوب”.
بدأت هجمات يوم الاثنين بينما كان مقررا انتهاء انقطاع التيار الكهربائي الطارئ مع إصلاح الأضرار السابقة. وقالت شركة دي.تي.إي.كيه، أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا، إن هناك انقطاعات طارئة للكهرباء الآن في العاصمة كييف ومحيطها ومنطقة أوديسا الجنوبية وفي دنيبرو بوسط البلاد.
وزادت روسيا، التي غزت أوكرانيا في فبراير شباط، هجماتها على منشآت الطاقة في الأسابيع القليلة الماضية، قائلة إن الضربات على البنية التحتية الحيوية مشروعة عسكريا. وتقول أوكرانيا إن الهجمات التي تهدف إلى التسبب في معاناة المدنيين تعتبر جريمة حرب.
سيرياهوم نيوز4-راي اليوم