قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأربعاء إن موسكو سترد “بحزم شديد” على التوغلات المسلحة المستقبلية، بعد يوم من هجوم شنته مجموعات عبرت من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.
وأوضح شويغو خلال اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين “سنواصل الرد بسرعة وبحزم شديد على مثل هذه الأعمال”.
وأفاد أن القوات الروسية قتلت “أكثر من 70 إرهابيا أوكرانيا” ودمّرت مركبات مسلحة خلال الاشتباكات، وهي ادعاءات لم تتمكّن وكالة فرانس برس من التحقق من صحتها بشكل مستقل.
وقالت موسكو إن المقاتلين المتبقّين أجبروا على التراجع عبر الحدود.
وأشار شويغو إلى أن “الجنود الجرحى وعائلات القتلى” سيحصلون على إعانات تصل إلى خمسة ملايين روبل (62,550 دولارا)، بالإضافة إلى سداد القروض.
وأعلن أعضاء مجموعتين مناهضتين للكرملين مسؤوليتهما عن التوغل فيما نفت كييف تورطها رسميا.
كما اتهمت روسيا الأربعاء أوكرانيا بمهاجمة سفينة حربية تابعة لها كانت تقوم بدورية في المياه الإقليمية التركية، مؤكدة أنها دمرت ثلاثة زوارق مسيرة خلال هذا الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على منصة تلغرام إن “القوات المسلحة الأوكرانية حاولت من دون جدوى مهاجمة السفينة إيفان خورس التابعة لأسطول البحر الأسود … في المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا”.
وقع الهجوم وفق موسكو الساعة 2,30 ت غ عندما كانت السفينة الروسية “تنفذ مهاما تهدف إلى ضمان التشغيل الآمن لخطي أنابيب الغاز التركي تركيش ستريم وبلو ستريم”، اللذين يقومان بتصدير الغاز الروسي إلى تركيا.
وقالت الوزارة الروسية إن “جميع زوارق العدو دمرت بنيران منتظمة انطلقت من سفينة روسية على بعد 140 كيلومترا شمال شرقي مضيق البوسفور”.
ولم يصدر عن تركيا على الفور أي تعليق على الحادثة.
وقعت عدة حوادث طالت سفنا حربية أو طائرات روسية في البحر الأسود منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022.
في آذار/مارس اعترضت مقاتلتان روسيتان طائرة أميركية بدون طيار مما تسبب في سقوطها في المياه. تسبب ذلك في تصعيد محدود للتوتر بين واشنطن وموسكو.
في نيسان/أبريل 2022 أعلنت أوكرانيا أنها أغرقت السفينة الرئيسية للأسطول الروسي في البحر الأسود، موسكفا، بالصواريخ مشيرة إلى حادث لذخيرة على متنها.
تُستخدم المنطقة أيضًا لتصدير الحبوب الأوكرانية، وهي سلعة أساسية لبلدان في إفريقيا وآسيا، وذلك بموجب اتفاقية برعاية الأمم المتحدة وتركيا. تم تمديد هذه الاتفاقية الأسبوع الماضي لمدة شهرين.
من جهته أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء على دعم بكين لمصالح موسكو “الأساسية” خلال اجتماع عقده مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين.
عززت الصين وروسيا في السنوات الأخيرة التعاون الاقتصادي والدبلوماسي، وازداد التقارب بينهما منذ غزو أوكرانيا رغم إصرار بكين على أنها تلتزم الحياد تجاه النزاع.
تعد زيارة ميشوستين الأعلى مستوى التي يجريها مسؤول روسي إلى الصين منذ الغزو العام الماضي.
وأفاد شي رئيس الوزراء الروسي في نص لتصريحاته نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة أن البلدين سيواصلان “تقديم الدعم الثابت لبعضهما البعض بشأن القضايا المرتبطة بمصالح كل منهما الأساسية وتعزيز التعاون في المحافل متعددة الأطراف”.
وأضاف أن على روسيا والصين “الدفع بالتعاون في مختلف المجالات إلى مستويات أعلى” و”رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري”.
والتقى ميشوستين بنظيره الصيني لي كه تشيانغ الأربعاء بعد حفل استقبال كبير أقيم له خارج قاعة الشعب الكبرى في بكين الأربعاء “بلغت العلاقات بين روسيا والصين مستويات رفيعة إلى حد غير مسبوق”.
وتابع أنها “تتسم بالاحترام المتبادل لمصالح كلا الطرفين والرغبة بالاستجابة بشكل مشترك للتحديات المرتبطة بازدياد الاضطرابات في الساحة الدولية وضغط العقوبات غير الشرعية من الغرب بأسره”.
أشاد لي بدوره بـ”شراكة التعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين وروسيا في الحقبة الجديدة”.
وتابع “أعتقد أن زيارتكم إلى الصين في هذا التوقيت ستترك بصمة كبيرة”.
تعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا إذ بلغت التجارة بين البلدين مستويات قياسية فقُدّرت بـ190 مليار دولار العام الماضي، وفق بيانات صادرة عن الجمارك الصينية.
ولفت لي الأربعاء إلى أن حجم التجارة الثنائية بلغ 70 مليار دولار حتى الآن هذه السنة.
وقال “إنها زيادة من عام لآخر تتجاوز الأربعين في المئة”.
وأضاف أن “حجم الاستثمارات بين البلدين يزداد بشكل مستمر أيضا.. تتطور المشاريع الاستراتيجية واسعة النطاق بشكل ثابت”.
وبعد المحادثات، وقّع وزراء من البلدين على سلسلة اتفاقيات تتعلّق بالتعاون في تجارة الخدمات والرياضة إضافة إلى براءات الاختراع وصادرات حبوب روسية إلى الصين.
– الطرف الأقوى –
قدم ميشوستين هذا الأسبوع برفقة كبار المسؤولين بينهم نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك الذي يتولى ملف السياسات المرتبطة بالطاقة.
أصبحت الصين العام الماضي أهم جهة تشتري الطاقة التي تنتجها روسيا علما بأن صادرات الأخيرة من الغاز تراجعت بعد سلسلة عقوبات غربية فُرضت عليها ردا على غزو أوكرانيا.
وبحسب وسائل إعلام روسية رسمية، أفاد نوفاك منتدى صينيا روسيا للأعمال الثلاثاء في شنغهاي أن إمدادات الطاقة الروسية إلى الصين ستزداد بنسبة 40 في المئة من عام لآخر في 2023.
ويشير محللون إلى أن الصين تعد الطرف الأقوى في العلاقة مع روسيا وهو أمر تزيده عزلة موسكو في الساحة الدولية.
وقال الباحث لدى معهد بروكينغز في واشنطن والذي كان مسؤولا في البيت الأبيض رايان هاس إن زعيمي البلدين “تجمعهما المظالم المشتركة والمخاوف أكثر من الأهداف المشتركة”.
وتابع “يشعر كلاهما بالاستياء والتهديد من قادة الغرب في النظام الدولي ويؤمنان بوجوب مراعاة بلديهما في القضايا المرتبطة بمصالحهما”.
في شباط/فبراير، أصدرت بكين وثيقة من أجل “تسوية سياسية” للنزاع ذكرت بلدان غربية أنها قد تمكن روسيا من إبقاء أجزاء كبيرة من الأراضي التي انتزعتها من أوكرانيا تحت سيطرتها.
وخلال قمة في موسكو في آذار/مارس، دعا الرئيس الصيني نظيره الروسي لزيارة بكين.
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الكرملين غير مهتم بوقف الحرب مع أوكرانيا.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن بيسكوف القول اليوم الأربعاء إن روسيا مستمرة في ” عملياتها العسكرية الخاصة” حتى النهاية، حتى تؤكد مصالحها وتحقق أهدافها، إما من خلال القتال أو عبر ” سبل أخرى متاحة”.
ووفقا لبيسكوف، فإنه لا توجد حاليا أي دلالات على احتمالية التوصل لحل سليمي. وأضاف أن المفاوضات مع كييف مستحيلة لأن القيادة الأوكرانية نفسها ” حظرت المفاوضات من أي نوع مع روسيا”.
وكان الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي قد اعتبر انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة شرطا أساسيا لإجراء مباحثات سلام.
من ناحية أخرى، تحدث الرئيس الروسي فلادمير بوتين عن “الاضطراب المتزايد في العالم” في ظل الحرب التي أمر بشنها منذ نحو عام ونصف العام، وذلك في رسالة عبر الفيديو موجهة لمؤتمر أمني في موسكو.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم