فنّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طبيعة الهجمة الغربية الشرسة على بلاده، ووصف رهان الغرب على الكارهين للروس وعلى النازيين الجدد بأنه سلاح جيوسياسي جديد، فأصبحت أوكرانيا بذلك مادة قابلة للاستهلاك في الحرب ضد موسكو.
كلام بوتين تزامن مع مواصلة روسيا الحرب على الجبهتين الدبلوماسية والعسكرية، حيث فرضت عقوبات على 287 عضواً في مجلس العموم بالبرلمان البريطاني وطردت 8 دبلوماسيين يابانيين، في حين حققت على الجبهة الثانية تقدماً ونجاحاً كبيرين من خلال تدمير شحنة ضخمة من الأسلحة الغربية على أرض معمل الألمنيوم في زابوروجيه جنوب أوكرانيا.
وفي التفاصيل نقلت وكالة «تاس» عن بوتين قوله في كلمة ألقاها أمام جلسة لمجلس المشرعين التابع للجمعية الفدرالية الروسية عقدت في بطرسبورغ أمس الأربعاء: إن خصوم روسيا في العالم لا يحتاجون ببساطة إلى دولة كبيرة مثلها، وذلك ظناً منهم أن وجودها بحد ذاته يمثل خطراً عليهم في الغرب، مع أنهم في الحقيقة هم من يشكل تهديداً للعالم أجمع.
ووصف بوتين رهان الغرب على الكارهين للروس وعلى النازيين الجدد بأنه سلاح جيوسياسي جديد، لافتاً إلى ظهور أعداد متزايدة من النازيين الجدد والمرتزقة الأجانب في أوكرانيا.
وشدد بوتين على أن الغرب حوّل أوكرانيا الجارة إلى بلد عدو لروسيا، وأصبحت أوكرانيا ببساطة مادة قابلة للاستهلاك في الحرب ضد روسيا.
وحذر الرئيس الروسي من أنه «لو حاول طرف خارجي التدخل في الأحداث الأوكرانية»، عليه أن يعرف أن «ضرباتنا ستكون صاعقاً»، وأضاف: إن روسيا في حال وجود تهديد لها، ستستخدم في ردها الوسائل التي لا يمتلكها بعد أي من خصومها.
وجدد بوتين التأكيد على أن كافة أهداف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا سيتم تحقيقها من دون أدنى شك، وأن هذه العملية ستضمن أمن دونباس وشبه جزيرة القرم الروسية وروسيا بأسرها مستقبلاً.
وأشاد الرئيس بوتين بأداء الاقتصاد الروسي في وجه العقوبات الغربية، وأشار إلى أن الاقتصاد الوطني ثبت ولم ينهر تحت تأثير العقوبات التي اعتبرها الغرب ساحقة، وقال: إن «خطط معارضي روسيا لخنق البلاد بالعقوبات باءت بالفشل».
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الأربعاء، أن روسيا فرضت عقوبات شخصية على 287 عضواً في مجلس العموم بالبرلمان البريطاني.
وجاء في بيان صدر عن الخارجية: «رداً على القرار الذي اتخذته الحكومة البريطانية في 11 مارس الماضي بشأن إدخال أسماء 386 نائباً لمجلس الدوما الروسي في قائمة العقوبات، تفرض على أساس المعاملة بالمثل قيود شخصية على 287 نائباً بمجلس العموم بالبرلمان البريطاني».
وذكر البيان أن قائمة العقوبات الروسية تشمل رئيس مجلس العموم البريطاني، ليندسي هارفي هويل.
كما أعلنت الخارجية عن طرد 8 دبلوماسيين يابانيين، مضيفة: إنه يجب عليهم مغادرة الأراضي الروسية قبل 10 أيار القادم.
وأضاف البيان: إن الوزارة دعت، أمس الأربعاء، ممثل السفارة اليابانية لدى موسكو إلى الوزارة حيث تم إبلاغه بأن طوكيو اتخذت نهجاً معادياً بشكل صارخ لروسيا بعد بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، قائلاً: اتخذت اليابان علانية موقف الدعم الكامل للوحدات النازية العاملة في الأراضي الأوكرانية وتقديم المساعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية لنظام كييف. وكل ذلك مصحوب بتصاعد الهيستيريا المعادية للروس في المجتمع الياباني وخلق عقبات خطيرة أمام العمل الطبيعي للبعثات الخارجية الروسية خلافاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961».
ميدانياً أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت بصواريخ «كاليبر» مستودعات تحتوي على شحنة ضخمة من الأسلحة والذخيرة الأجنبية على أرض معمل الألمنيوم في زابوروجيه بجنوب أوكرانيا.
ونقلت «تاس» عن المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قوله أمس: إن «صواريخ عالية الدقة طويلة المدى من طراز كاليبر أطلقت من البحر، دمرت حظائر للطائرات في أرض مصنع زابوروجيه للألمنيوم احتوت على دفعة كبيرة من الأسلحة والذخائر الأجنبية التي قدمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية للقوات الأوكرانية».
وأوضح أن طيران الجيش الروسي استهدف 59 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الليلة الماضية، كما أدت ضربات القوات الجوية الفضائية الروسية خلال ليل الأربعاء إلى مقتل أكثر من 120 من عناصر الوحدات القومية المتطرفة وتدمير 35 قطعة من المدرعات، إضافة إلى منظومة Buk-M1 للدفاع الجوي.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية 18 طائرة مسيرة أوكرانية، بينها اثنتان من طراز «بيرقدار تي بي 2»، وصاروخاً تكتيكياً من طراز «توتشكا أو».
وأشار كوناشينكوف إلى أن القوات الصاروخية المدفعية أنجزت 573 مهمة إطلاق نار في أوكرانيا خلال الليل وأصابت جراءها 432 منطقة تمركز للقوات والمعدات العسكرية و67 موقعاً مدفعياً وبطاريتين لراجمات الصواريخ و7 مستودعات ذخيرة.
إلى ذلك نشرت وكالة «فيستي» الروسية فيديو لتبادل موسكو وواشنطن المواطنين الروسي قسطنطين ياروشينكو، والأميركي تريفور ريد، في أحد المطارات التركية.
وحطت طائرتان في أحد المطارات التركية تقل إحداها السجين الروسي وأخرى السجين الأميركي.
ونزل السجينان كل من طائرته بشكل متزامن والتقيا في منتصف الطريق الفاصل بين الطائرتين من دون أن يلمس أحدهما الآخر، بعدها استقل كل منهما طائرة الآخر لتقله إلى بلاده.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الأربعاء، أنه تمت صفقة تبادل المواطن الأميركي تريفور راودي ريد مقابل الطيار الروسي المدان في الولايات المتحدة قسطنطين ياروشينكو. واعتقل المواطن الروسي ياروشينكو في 28 أيار عام 2010، في ليبيريا بتهمة التحضير لنقل كمية كبيرة من الكوكايين، ثم نقل إلى الولايات المتحدة حيث قضت عليه محكمة في أيلول عام 2011، بالسجن مدة 20 عاماً.
يذكر أن الطالب الأميركي تريفور راودي ريد، حكمت عليه محكمة في موسكو عام 2020 بالسجن 9 سنوات لمهاجمته ضباط شرطة في صيف عام 2019.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن