آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » روسيا وأوكرانيا تتبادلان الأسرى والهجمات… ماذا سيقرّر ترامب بعد تلاشي الآمال بهدنة قريبة؟

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الأسرى والهجمات… ماذا سيقرّر ترامب بعد تلاشي الآمال بهدنة قريبة؟

 

سميح صعب

 

تترافق أوسع عملية تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا، مع تصعيد غير مسبوق في الهجمات الصاروخية وبالمسيّرات على موسكو وكييف ومدن أخرى على جانبي الحدود. هذا التصعيد ينطوي على احتمالين: إما أن جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب قد بلغت نقطة حاسمة، وإما أن الآمال بقرب التوصل إلى تسوية سياسية قد تلاشت لمصلحة المضي في الخيارات العسكرية.

 

 

 

بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين الماضي، تبين أن وقف النار ليس قريباً، وأن عملية تبادل الأسرى ليست سوى عملية فنية بحتة، أراد فيها الجانبان استعادة أكبر عدد من الأسرى لأسباب مرتبطة بالداخلين الروسي والأوكراني.

 

 

 

في الأسابيع الأخيرة، لجأت روسيا وأوكرانيا إلى استخدام أعداد كبيرة من المسيّرات في الهجمات المتبادلة. هذه الأعداد تفوق مئتين من كل جانب يومياً، مما يدل على نمط يستهدف إظهار القوة والقدرة على مواصلة الحرب (لأشهر وربما لسنوات)، وأن القبول المبدئي بالركون إلى الوساطة الأميركية لا يعني ضعفاً.

 

 

المسألة التي تحيّر الأوروبيين الداعمين لأوكرانيا، هو كيف أن ترامب لا يزال يراهن على اقناع بوتين بوقف الحرب، إذا كان غير قادر حتى الآن على اقناعه بهدنة تستمر شهراً فقط. وهم يخشون الآن أن يعمد ترامب، أمام عناد بوتين، إلى التخلي عن مساعيه، بدلاً من تغليظ العقوبات على روسيا، وزيادة المساعدات لأوكرانيا؟

 

 

 

إن العثور على جواب لتساؤلات الأوروبيين ليس عسيراً. إنها العلاقات المهتزة بين ترامب وأوروبا. وآخر تجلياتها التهديد الذي أطلقه الرئيس الأميركي الجمعة بفرض زيادة 50 في المئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي، مما أذهل بروكسل مجدداً، بينما على الجانب الآخر يراقب بوتين الفتق الذي لا يني يتسع بين ضفتي الأطلسي. إذن، لماذا الاستعجال بقبول وقف النار؟

 

 

 

أضف إلى ذلك، أن التماسك الأوكراني الداخلي آخذ في الارتخاء. والمزاج الشعبي صار أكثر تقبلاً لتسوية يدفع فيها ثمناً مؤلماً. يجدر التوقف ملياً عند ما نقله موقع “آر بي كيه أوكرانيا” الإخباري عن رئيس الأركان الأوكراني السابق الجنرال فاليري زالوجني الذي يشغل حالياً منصب سفير بلاده في لندن. زالوجني قال لمنتدى في كييف الأسبوع الماضي: “آمل ألا يكون هناك أشخاص في هذه القاعة لا يزالون يأملون في حدوث معجزة تجلب السلام لأوكرانيا وحدود عام 1991 أو 2022… رأيي الشخصي هو أن العدو لا تزال لديه الموارد والقوات والوسائل لشن ضربات على أراضينا ومحاولة القيام بعمليات هجومية محددة”.

 

 

 

ينظر الأوكرانيون إلى زالوجني على أنه أيقونة الحرب، بعد الدور الرئيسي الذي اضطلع به في صد الهجوم الروسي عن كييف في 2022، ومن ثم الهجمات المضادة التي شنها الجيش الأوكراني لدفع القوات الروسية إلى خارج منطقتي خاركيف وسومي. لكن الواقعية التي بدأ يظهرها إزاء إمكان تحقيق نصر عسكري كامل على روسيا، ذرت قرن الخلاف بينه وبين الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فقرر التنحي.

 

 

 

ويتفوق زالوجني في استطلاعات الرأي على زيلينسكي، ويعتبر مرشحاً محتملاً في حال إجراء الانتخابات الرئاسية في أي وقت.

 

 

 

لا شك في أن بوتين يقرأ المستقبل الغامض للعلاقات الأميركية-الأوروبية، ويراهن على تنامي أصوات معارضة لزيلينسكي في الداخل، على رغم أن هذه الظاهرة غير موجودة بالحجم الذي يؤرق الرئيس الأوكراني.

لم تعد الحرب متوقفة على قرار من بوتين أو من زيلينسكي. الكثير يتوقف الآن على ترامب، وعلى أي جهة سيميل، وهل يفكّر فعلاً في الانسحاب من الوساطة وترك الأمر للأوروبيين، والعمل بمقولة نائبه جي دي فانس الذي قال: “هذه ليست حربنا”!

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ترامب: بوتين يلعب بالنار

تأتي أحدث تعليقات ترامب في أعقاب بعض من أكبر الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي الشامل أوائل عام 2022. قال الرئيس ...