| خالد عرنوس
تتواصل اليوم منافسات دور الستة عشر لبطولة كأس أمم أوروبا بنسختها السابعة عشرة بمباراتين، تجمع الأولى الجارين (ديوك) فرنسا و(شياطين) بلجيكا في قمة خاصة تعتبر الأقوى في هذا الدور وموعدها في السابعة مساءً بتوقيت دمشق ويقودها الحكم السويدي غلين نيوبيرغ ومسرحها ميركور سبيل أرينا في دوسلدورف، ويلتقي في الثانية السيليكيسيون البرتغالي نظيره السلوفيني الذي يخوض مباراة إقصائية للمرة الأولى في البطولة وتقام على ملعب دوتش بنك أرينا في فرانكفورت ويقودها الحكم الإيطالي دانيللي أورساتو وموعدها العاشرة مساءً.
وكان أول أيام الدور الثاني شهد خلع الآتزوري الإيطالي عن عرش البطولة بخسارته أمام الناتي السويسري بهدفين وهي النتيجة ذاتها التي تغلب بها المضيف الألماني على نظيره الدانماركي.
وفي كوبا أميركا التي تقام نسختها الثامنة والأربعون في الولايات المتحدة الأميركية يختتم الدور الأول من خلال مباراتي المجموعة الرابعة والأولى تجمع منتخبي كولومبيا والبرازيل من أجل الصدارة، على حين يتقابل منتخبا الباراغواي مع كوستاريكا في مواجهة مهمة للأخير الذي ينتظر سقوط السيليساو وفوزه بفارق كبير لبلوغ ربع النهائي.
نصف مفاجأة
حقق الناتي السويسري ما يمكن وصفه بالمفاجأة عندما تغلب على حامل اللقب (الآتزوري) الإيطالي نظراً لمكانة الفريقين تاريخياً إلا أن ما حدث على ملعب برلين الأولمبي لم يكن مفاجئاً، فالفريق الذي قاده المدرب مراد ياكين قدم مباراة العمر أمام نجوم سباليتي بل يمكن الجزم أن أفضل لاعبي إيطاليا هو الحارس العملاق دورناروما وبدا الفريق البطل مشتتاً وتائهاً ولم يهدد مرمى سويسرا إلا متأخراً، حتى إن الحارس السويسري سومير لعب دور المتفرج لوقت طويل من المباراة التي أنهاها ريمو فيريليه وروبين فارغاس بهدفين على مدار الشوطين ثأر بهما الناتي من هزيمة نسخة 2020 بثلاثية ومجرداً البطل من لقبه ومسجلاً الفوز الأول على الآتزوري خارج سويسرا في المنافسات الرسمية علماً أنه سبق له الفوز 3 مرات كانت كلها على أرض سويسرا، وضرب الناتي موعداً مع الفائز من مباراة إنكلترا وسلوفاكيا.
مانشافت على الموعد
وفي المباراة الثانية لم يجد صاحب الأرض المانشافت الألماني صعوبة كبيرة في تجاوز نظيره الدانماركي بهدفي الشوط الثاني عبر ركلة جزاء نفذها كاي هافيرتز مسجلاً للمرة الثانية لبلاده في البطولة بهذه الطريقة وجمال موسيالا الذي سجل هدفه الثالث مشاركاً الجورجي ميكوتادزي صدارة الهدافين علماً أنه لم يسجل أكثر من هدفين خلال 29 مباراة لعبها قبل البطولة، وتوقفت المباراة أواخر الشوط الأول بسبب عاصفة رعدية ضربت مدينة دورتموند وخرج اللاعبون لدقائق خارج الملعب قبل أن يعودوا ليستكمل الحكم الإنكليزي جاك تايلور المباراة ومرّ الفريق الدانماركي بدقائق جيدة إلا أنه اصطدم بدفاع صلب يقوده روديغير نجم المباراة ثم بالحارس المخضرم مانويل نوير الذي قام بواجبه عند الحاجة وقد خاض مباراته رقم 19 في البطولة فأصبح أكثر لاعب ألماني ظهر فيها، وبذلك بلغ المنتخب الألماني ربع النهائي للمرة العاشرة في البطولة (وهذا رقم قياسي) وسيلتقي مع الفائز من مباراة إسبانيا وجورجيا.
جاران لدودان
كحال معظم الجيران في عالم كرة القدم سواء على المستوى المحلي أم على الصعيد الدولي هناك تنافس بين فرق ومنتخبات الجيران ومنها منتخبا فرنسا وبلجيكا (الدولتان الوحيدتان اللتان تتكلمان الفرنسية في القارة العجوز) وقد بدأا مسيرتهما الكروية معاً، ورغم البداية العادية لكلا المنتخبين إلا أن شياطين بلجيكا الحمر كانوا سباقين للعالمية من خلال ذهبية أولمبياد أنفرس 1920 ثم عاد المنتخب الأحمر ليبلغ نهائي بطولة أوروبا قبل جاره إلا أن ما حدث بعد ذلك كان تفوقاً فرنسياً على الأصعدة كافة مع تراجع بلجيكي كبير حتى العقد الأخير، فالديوك أصبحوا أبطالاً للعالم مرتين وكذلك أبطالاً لأوروبا مرتين وباتوا من كبار المنتخبات العالمية، وفي السنوات الأخيرة عاد البلجيكيون إلى دائرة المقدمة لكنهم بقوا خارج الألقاب وإن بلغوا مربع المونديال للمرة الثانية بتاريخهم، واليوم يتقابل الفريقان في أبرز مواجهات ثمن نهائي اليورو والهدف لقب أول للشياطين وختام مثالي لبقايا جيل رائع، بينما الديوك يطمحون باستعادة لقب غاب منذ قرابة ربع قرن بجيل متميز من اللاعبين المنتشرين في كبرى الأندية الأوروبية تحت قيادة كليان مبابي المنتقل إلى ريال مدريد هذا الصيف ومعه ثلة من أبطال العالم الطامحين للقب أوروبي يضاف إلى سجلهم مثل غريزمان وبافار وثيو هيرنانديز وكانتي وجيرو وكومان.
الديوك أثقل
وتميل الكفة نظرياً جهة الديوك وخاصة أن معظم لاعبي التشكيلة الحالية سبق لهم الفوز على الشياطين في نصف نهائي دوري الأمم قبل ثلاثة أعوام وكذلك لخبرة المدرب ديديه ديشان المدرب الأقدم بين مدربي البطولة والطامح بدوره لدخول سجل المدربين المتوجين باللقبين العالمي والأوروبي وكذلك التتويج باللقب القاري مدرباً وهو المتوج لاعباً عام 2000 مثلما فعل على صعيد كأس العالم، ولم يخسر الديوك سوى مرة واحدة هذا العام كانت ودياً أمام المانشافت لكن يؤخذ على الفريق في البطولة أنه لم يسجل الكثير من الأهداف على الرغم من أفضليته الواضحة على المنافسين، وبالمقابل فإن على المدرب الإيطالي دومينكو تيديسكو قيادة الشياطين إلى أول ألقابه الكبيرة وهو الذي لم يخسر معه سوى مباراة واحدة (أمام سلوفاكيا في الدور الأول) خلال 17 مباراة منذ تسلمه المهمة مطلع العام الماضي وهو يخوض أولى البطولات الكبرى بتاريخه.
صيد سهل
يعد المنتخب البرتغالي صاحب السلسلة الأفضل للفرق التي تجاوزت دور المجموعات في البطولة فقد بلغ أدوار الإقصاء للنسخة الثامنة على التوالي فلم يسبق له أن غادر دور المجموعات منذ 1996 إلا أنه عاد من المباراة الأولى بعدها في ثلاث مناسبات آخرها في النسخة الماضية أمام بلجيكا، واليوم يبدو السيليكيسيون مرشحاً لتجاوز نظيره السلوفيني وخاصة أن التاريخ والحاضر يقفان إلى جانب رونالدو ورفاقه رغم أن اللقاء الوحيد الذي جمع الفريقين انتهى لسلوفينيا رغم الهزيمة التي أنهى بها فريق المدرب روبرتو مارتينيز الدور الأول أمام جورجيا، فمن جهة التاريخ فإن الفريق السلوفيني لم يسجل أي فوز خلال 6 مباريات خاضها في مشاركتيه في البطولة على حين يحفل تاريخ البرتغالي بالعديد من الإنجازات على مستوى البطولة فقد توج بلقبها 2016 وبلغ النهائي 2004 وبلغ مربع الكبار 2000 و2012، وحتى عند المقارنة بين نجوم الفريقين نجد أن الفريق البرتغالي يعج بالنجوم من الصف الأول أمثال رونالدو وبرناردو سيلفا وبرونو فيرنانديز وجوتا ولياو وسواهم، بينما لا يوجد أشهر من الحارس يان أوبلاك في صفوف المنتخب السلوفيني من خلال تألقه مع أتلتيكو مدريد وإن كان زميله بنيامين سيسوكو تألق في الآونة الأخيرة مع لايبزيغ الألماني.
وبذلك فإن البرتغالي مرشح بقوة لتجاوز منافسه لكن ما فعله المنتخب الجورجي بات يشكل حافزاً للاعبي المدرب ماتياس كيك لقلب التوقعات وتسجيل مفاجأة كبيرة وخاصة أن الفريق سجل نتائج كبيرة خلال العام المنصرم فلم يخسر سوى مباراة من 14 مباراة خاضها منذ خريف 2023 في الإطارين الرسمي والودي، بينما خسر البرتغالي ثلاث مرات خلال الفترة ذاتها.
مواجهات مباشرة
– 75 مباراة جمعت الجارين بلجيكا وفرنسا والغلبة للشياطين الحمر بواقع 30 فوزاً مقابل 26 للديوك وتعادلا 19 مرة والأهداف 162/13، ومنها 13 مواجهة رسمية وهنا الغلبة للفرنسيين بواقع 7 انتصارات مقابل 3 للبلجيكيين و3 تعادلات، ومنها فوز بنتيجة 5/صفر للديوك في نهائيات يورو 1984 وكذلك 3 انتصارات في نهائيات المونديال، وبالمقابل سجل البلجيكي فوزين وتعادلين ضمن تصفيات أمم أوروبا، يذكر أن لقاءات الفريقين بدأت عام 1904 وقد كانت مباراتهما التي انتهت بالتعادل 3/3 هي الأولى لكليهما على الصعيد الدولي.
– لقاء وحيد جمع منتخبي البرتغال وسلوفيينا كان في آذار (مارس) الماضي في الإطار الودي وفاز به السلوفيني بنتيجة 2/صفر.
علامة كاملة للبطل
في كوبا أميركا حصد البطل الأرجنتيني العلامة الكاملة بشباك عذراء عقب فوزه الثالث على نظيره البيروفي بهدفين دون مقابل في ختام المجموعة الأولى التي شهدت مفاجأة باحتلال المنتخب الكندي المركز الثاني وبلوغه ربع النهائي علماً أنها مشاركته الأولى وقد فرض الفريق الذي يقوده المدرب الأميركي جيسي مارش التعادل السلبي في المباراة الأخيرة على اللاروخا التشيلياني الذي اكتفى بنقطتين مقابل 4 نقاط للكندي الذي سبق له الفوز على البيرو في الجولة الثانية بهدف وخسر قبلها من الأرجنتين بهدفين والذي ضرب موعداً مع العنابي الفنزويلي في دور الثمانية.
وبالعودة إلى فوز المنتخب الأرجنتيني على نظيره البيروخا البيروفي فقد خاضها الفريق البطل من دون قائده ليونيل ميسي المصاب والذي جلس على مقاعد البدلاء، وسجل مهاجم إنتر ميلانو لاوتارو مارتينيز هدفي الفوز في الشوط الثاني بعد مشاركته أساسياً للمرة الأولى في البطولة علماً أنه سجل هدفاً في مرمى كندا وهدف الفوز بمرمى تشيلي ليرفع رصيده إلى 4 أهداف متصدراً لائحة الهدافين، وهو هدفه التاسع في البطولة (هدفان عام 2019 و3 أهداف 2021) علماً أنه سجل بالمجمل 28 هدفاً دولياً خلال 61 مباراة منذ عام 2018.
وهي المرة الأولى التي يخرج بها المنتخب الأرجنتيني من الدور الأول بشباك نظيفة منذ نسخة 1989 ولم تهتز شباكه يومها في أربع مباريات إلا أنه تعادل في اثنتين منها مقابل فوزين ويومها حلّ بالمركز الثالث، وقد وصل حالياً إلى 11 مباراة بلا هزيمة في البطولة التي مازال حامل لقبها.
من جهة أخرى وعلى الصعيد ذاته تختتم فجر الثلاثاء منافسات المجموعة الثالثة حيث يسعى المنتخب الأميركي صاحب الأرض إلى تجاوز الدور الأول لكنه يصطدم بالسيليستي الأورغوياني صاحب النقاط الست والذي ضمن إلى حدٍ كبير بلوغ ربع النهائي، بينما أبناء العم سام مهددون بالخروج بعدما اكتفوا بفوز يتيم على بوليفيا بهدفين قبل الخسارة أمام بنما 1/2 وهم بحاجة إلى الفوز على السيليستي وانتظار تعثر البنميين أمام البوليفيين، وسجل لاعبو الأورغواي فوزين كبيرين وهزوا شباك المنافسين ثماني مرات وخرجوا بشباك نظيفة، وسبق للسيليستي الفوز على الأميركي في اللقاء الرسمي الوحيد بينهما في كوبا أميركا 1993 بهدف وحيد.
سيرياهوم نيوز1-الوطن