| غسان شمه
مرة أخرى تبدو عبارة «هذه حدودنا» على ما فيها من وجع مستفز، هي التمثيل المباشر لواقع مشاركتنا الرياضية في أولمبياد باريس، وقد يكون حضور البطل معن أسعد هو نوع من الاستثناء والأمل، في هذا السياق، لكن للأسف لم يثمر في هذه البطولة العالمية التي كانت بحاجة إلى أكثر بكثير مما هو على أرض واقعنا الرياضي عموماً.
إذا أردنا أن نكون موضوعيين، وبالمنطق المجرد من العواطف المبالغ فيها، وبالحسابات الرقمية كانت تفاصيل الصورة تبدو واضحة لكل من نظر فيها بهدوء. ومع ذلك كان لنا أن نتمسك بأهداب الأمل بإمكانية أن يكون لبطلنا الأسعد فرصة ما، لكن المنافسات كشفت عن فارق كبير في المحصلة بين أرقام بطلنا وبين الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى، فالمقارنة مع صاحب الذهبية تشير إلى فارق تجاوز الثلاثين كيلو بالمجموع، وتجاوز العشرين مع الثاني والثالث، وهذه فوارق كبيرة في هذه اللعبة.
وفيما يخص بقية لاعبينا فإن النتائج وترتيب كل منهم يشير إلى أن طموحاتنا ما زالت في دائرة المشاركة العابرة دون أثر، وهذا يتوافق، من الناحية الفعلية، مع واقع رياضتنا المحلية التي تعاني على مختلف الصعد والوجوه، ومحاولات التجميل أو الترقيع لن تغير من واقع الحال شيئاً.
ولعلنا نذهب إلى السؤال عن ألعاب القوة التي كانت ذات يوم من الرياضات التي قدمت مواهب وأبطالاً مميزين كان لهم حضور كبير على صعيد الكثير من المشاركات والبطولات. واليوم تبدو هذه الألعاب غائبة، إلى حد لافت، عن الواجهة الرياضية التي كانت إحدى العلامات البارزة على نمط من الاهتمام والعمل. وربما نسأل أيضاً عن مشروع البطل الأولمبي الذي طرح في زمن مضى، وخاصة أن إمكانية بروز لاعب أو أكثر في الألعاب الفردية تبدو متاحة نوعاً ما.
بكل أسف الواقع الرياضي اليوم لا يسر أحداً، وإن كنا لا نتجاهل بعض الظروف العامة المؤثرة، لكن تفاصيل المشهد بعموميته، تشير إلى خلل في التخطيط والعمل وتالياً النتيجة التي لا تخرج في النهاية عن حمل خيبات وأشكال عديدة من الفشل، ولا تغرنكم بعض المشاركات في بطولات متواضعة أو شبه هامشية فهي لا تعبر بدقة عن حدود المشهد الرياضي، ولا تتجاوز مصطلحات التصدير الإعلامي في عمقها باستثناءات قليلة جداً.
تأكدوا أننا مثلكم كنا نحلم ونتمنى، وإن كانت الوقائع والفوارق حاضرة أمامنا، وهذا بالتحديد ما يدفعنا إلى المطالبة بتغيير عميق ومدروس في نمط التفكير والعمل من أجل مستقبل رياضتنا، فنحن لدينا الكثير من الإمكانيات القابلة لفتح نافذة واسعة لمثل هذا الحلم.
سيرياهوم نيوز١_الوطن