| حلب- خالد زنكلو
لا يزال مرجل الحرب في مناطق شرقي نهر الفرات متقداً، بعدما وضعت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، ومن خلفها الاحتلال الأميركي، ريف دير الزور الشرقي على صفيح ساخن قابل للانفجار في أي وقت، على خلفية المواجهات الدامية مع مسلحي العشائر العربية، من دون أن تبادر إلى إزالة مقومات الصراع الكامنة معهم.
وأكدت مصادر عشائرية مطلعة على الواقع الميداني في المناطق التي شهدت مواجهات بين «قسد» والعشائر العربية بريف دير الزور الشرقي مطلع الشهر الجاري وعلى مدار 10 أيام، أن طبول الحرب قد تقرع مجدداً في أي لحظة، لأن بذور الصراع بتهميش المكون العربي لا تزال قائمة في منطقة تشهد تجاذبات إقليمية ودولية متنافرة تغيّب أبناءها عن اتخاذ قرار حكم مناطقهم.
وبينت المصادر لـ«الوطن» أن العشائر العربية لا تثق مطلقاً بـ«قسد» ومتزعميها ولا بالاحتلال الأميركي، الذي ينهب النفط والغاز السوري ويتخذ من قاعدتي «العمر» و«كونيكو» العسكريتين غير الشرعيتين مقراً لقواته، ويدعم الميليشيات التي تحمي قواته وتنفذ أجندته وتوفر ذريعة بقائه كقوات احتلال.
وأشارت إلى أن «قسد» والاحتلال الأميركي احتويا التصعيد شرقي الفرات مؤقتاُ، إذ إن الأخير لم يف بوعوده، خلال جولتي المفاوضات اللتين جمع فيهما متزعمين من الميليشيا وبعض زعماء العشائر العربية، وأنه اكتفى لحد الآن بالإيعاز إلى الميليشيات بسحب بعض حواجزها الطيارة والفرعية بشكل جزئي وشكلي للإيهام بتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه «بإنصاف» المكون العربي وتشكيل مجالس محلية للعشائر العربية في قراهم وبلداتهم وإعادة تشكيل «مجلس دير الزور العسكري» على أسس جديدة، لا تلزمه بالتبعية الكاملة للميليشيات.
وأضافت المصادر: «قسد» اتخذت قرار تصفية التشكيلات العسكرية المناهضة لوجودها في المنطقة وأي معارضين لسياستها القمعية، ما جعل وقود الصراع صالحاً للاشتعال.
لذلك، وحسب المصادر؛ فإن «الهدنة» الحالية المفروضة في المناطق التي شهدت انتفاضة أبناء العشائر العربية ضد «قسد»، غير صامدة بدليل الاشتباكات التي تجري يومياً بين الطرفين واستمرار الميليشيات بعمليات التمشيط واعتقال «مسلحين» وناشطين مناوئين لها من أبناء العشائر.
ميدانياً، كشفت مصادر محلية بريف دير الزور الشرقي، أن قيام «قسد» بتقطيع أوصال قرى وبلدات الريف لم يفلح في درء هجمات أبناء العشائر العربية ضدها، على الرغم من فرضها منع التنقل بين جميع التجمعات السكنية، بما فيها التي رفضت عودة السكان إليها، كما في ذيبان معقل شيخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل الذي تزعم قتال الميليشيات ولا يزال يدعو عبر تسجيلاته الصوتية إلى استمرار التصدي لها وطردها من المناطق العربية.
وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن مسلحي العشائر شنوا أمس هجومين بالأسلحة الرشاسة، الأول باتجاه مقر ما يسمى «قوات الأمن الداخلي- الأسايش) التابعة لـ«قسد» ببلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي، أسفر عن جرح 3 مسلحين، والثاني نحو حاجز للميليشيات في بلدة السوسة في المنطقة ذاتها لم يعرف حصيلة قتلاه وجرحاه، وشنت حملة مداهمة داخل البلدة أفضت إلى اعتقال 5 أشخاص.
واعترفت «قسد» بمصرع أحد مسلحيها أمس الأول بطلق ناري خلال هجوم شنه «مسلحون» يستقلون دراجة نارية قرب بلدة الحجنة، كما أقرت الميليشيات بهجوم بالأسلحة الرشاسة استهدف مقر عسكري تابع لها في بلدة الصبحة شرقي دير الزور من دون ذكر أعداد ضحاياها. وبثت صفحة محلية على «الفيسبوك» مشاهد لاشتــباكات انــدلعت بين الميليشيات ومسلحي العشــائر العربية في بلدتي جمّة ودرنج، وذلك إثر هجومين مماثلين شنهما مسلحو العشائر الخميس على نقاط عسكرية لـ«قسد» في بلدتي ذيبان وجديد عكيدات، وهجوم آخر على نقاط للميليشيات قرب آبار الصيجان والحريجي بالريف الشمالي الشرقي للمحافظة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن