جهاد الزعبي:
يعاني سكان العجمي من مشاكل في شبكة الصرف الصحي جراء انسداد أنابيبها وفيضان المياه الآسنة في الشوارع واستخدامها في ري المحاصيل الزراعية بسبب شح مياه الري وجفاف عيون العبد التي كانت تغذي مزارع المنطقة بمياه الري، بالإضافة لتغذية عدة مناطق بالمحافظة بمياه الشرب .
وقال المواطن رياض الجاسم أنه أجلى عائلته من منزله في قرية العجمي بريف درعا الغربي مرتين خلال فصل الشتاء الماضي، بعد طوفان مياه الصرف الصحي ودخولها المنزل إثر انسداد في الخط الرئيسي.
حالة رياض مشابهة لمعظم سكان القرية، في معاناة مستمرة لأكثر من عام، تتمثل بفيضان الصرف الصحي وخاصة في الحيين الغربي والجنوبي، وهما من الأماكن المنخفضة إذ تدخل المياه الآسنة للمنازل.
وأضاف رغم محاولات المجتمع المحلي فتح القسطل الرئيسي عبر جمع تبرعات من السكان لإحضار آليات وفرق شركة الصرف الصحي، جميعها باءت بالفشل، ما دفع البعض بتسريب المياه الآسنة إلى الوادي المحاذي للقرية، الأمر زاد من التلوث البيئي وانتشار الحشرات الضارة.
وأشار علي الحشيش ، أن أسباب فيضان الصرف الصحي التعديات على الخط الرئيسي لري المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة مثل الرمان والفواكه والخضار .
وقال الحشيش، إن البلدية قدمت كتبًا عدة لشركة الصرف الصحي في درعا، استجابت الشركة بإرسال صهريج نضح و”صاروخ تسليك” ما يقارب أربع مرات على فترات متفرقة.
وأضاف محجوب الحشيش أن مجلس بلدية تل شهاب تفتقر لآليات ومعدات الصرف الصحي، ولا يوجد لدى البلدية صهريج نضح و”صاروخ تسليك” بالإضافة إلى نقص في العمال المتعاقدين.
وعزا ذيب كيوان حدوث الفيضان كل مدة، إلى تكلس الرواسب في قطر القسطل المتشكلة بعد انخفاض منسوب مياه الشرب جراء جفاف عيون العبد القريبة من البلدة، واقتصاد السكان في استخدام المياه حين أصبحت شحيحة ويشترونها من الصهاريج.
بينما عزا إبراهيم الذيب سبب الانسداد إلى التعديات من قبل مزارعين على الخط الرئيسي للصرف الصحي لاستخدام المياه الآسنة للسقاية، عبر وضع أحجار وأكياس داخل الخط.
أوضح صلاح الحمد حين تعرض منزله لفيضان الصرف الصحي، إن السبب هو سرقة أغطية نقاط التفتيش، ما أدى إلى دخول نفايات أدى تراكمها إلى انسداد في الخط الرئيسي.
بالرغم من محاولات المجتمع المحلي وشركة الصرف الصحي لفتح الخط الرئيس، لازالت المشكلة قائمة وتزداد خطورتها صيفًا لانتشار البعوض والرائحة الكريهة وري المحاصيل الزراعية والأشجار منها بسبب شح مياه الري وجفاف عيون العبد المغذية لمزارع والأهالي بالمياه . .
وكشف إبراهيم الذيب عن دفع ما يقارب 100 ألف ليرة على فترات متقطعة عبر لجنة الحي، جمعت عن كل بطاقة عائلية 25 ألف ليرة في كل إصلاح تجريه اللجنة المحلية لفتح الخط.
وأضاف، أن اللجنة تتكفل في تأمين عمال مياومة ومحروقات وصهاريج مياه ترافق سيارات مديرية الصرف الصحي، عملت أكثر من مرة على فتح الخط الرئيسي.
وتابع رياض الجاسم ..تقع قرية العجمي في ريف درعا الغربي على كتف وادي اليرموك وتشتهر بينابيع عيون العبد مزودة بمحطات ضخ للري والشرب قبل جفافها بسبب الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية وحفر آبار في محيط المنطقة، حيث وعدد سكانها 5000 نسمة يعمل معظمهم في الزراعة وتربية المواشي.
في عام 2004 أبدت مؤسسة مياه درعا تخوفها من مشكلة تلوث مياه الشرب في عيون العبد، المجاورة للقرية من جهة الغرب المغذية لمدن جاسم وإنخل والحارة وسملين وزمرين بمياه الشرب و عدد من التجمعات السكنية في منطقة الجيدور، جراء تسرب مياه الصرف الصحي من الحفر المطمورة المستخدمة في ذاك الوقت للتخلص من مياه الصرف الصحي قبل أن تقرر مؤسسة المياه تركيب شبكة تصريف لكامل القرية ومعالجتها عبر محطة تنقية مدمجة إفرادية تقع غربي القرية لتفادي مشكلة تلوث مياه الشرب، وتوقف العمل فيها عام 2012 ، وفي عام 2018 أعادت شركة الصرف الصحي تفعيل المحطة، ولكن المياه الآسنة لم تعد تصل إليها مؤخرًا بسبب انسداد في الخط الرئيسي.
أخبار سوريا الوطن١-الثورة