يوسف فارس
غزة | سيُسجَّل يوم أمس باعتباره واحداً من أكثر أيام القتال اشتعالاً؛ إذ شهدت جبهتا القتال في خانيونس جنوب قطاع غزة، وحي الزيتون شمال وادي غزة، عشرات الهجمات، التي اضطرّت مروحيات الاحتلال على إثرها إلى تنفيذ عدّة عمليات إخلاء للجرحى والمصابين، وسط تضارب الأنباء حول أعداد القتلى. ففيما نشر الإعلام العبري حصيلة أولية عن إصابة سبعة جنود بجروح خطيرة جداً في حي الزيتون، نشرت مصادر إعلامية عبرية غير رسمية خبراً عن مقتل أربعة جنود في كمين محكم في مدينة خانيونس. ووسط ذلك كلّه، لا يبدو أن تقادم عمر المعركة ساهم في إضعاف زخم المقاومة الميداني وحضورها، بل إن عامل الوقت يساعد في زيادة تأقلم المقاتلين مع ظروف الميدان، وتشرّبهم أكثر لتحرّكات جيش الاحتلال وأساليبه، ما يسهم تالياً في نجاح توقعاتهم لخطوات العدو المقبلة، من مثل المنازل المرغوبة أكثر من غيرها للتمركز والاعتلاء، والتجهز لاستقبال القوات بالعبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع.وفي خانيونس جنوب القطاع، قالت قناة «العربية» السعودية إن جنود الاحتلال تعرّضوا لحادث صعب، إذ استهدف المقاومون مبنى كانوا يتخذونه موقعاً للتمركز والتخييم، بعدة صواريخ مضادة للتحصينات، ما تسبّب بمقتل أربعة جنود وإصابة آخرين، فيما أعلنت «كتائب القسام» أنها دمرت دبابة صهيونية بقذيفة «الياسين 105» في منطقة البلد غرب المدينة، وكذلك «سرايا القدس» التي قالت إنها دكّت تحشدات العدو بوابل من قذائف الهاون الثقيلة في بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس. أمّا حي الزيتون، فقد سجّل زخماً ميدانياً هو الأكبر منذ بدء التوغل البري الأخير، إذ نفّذت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة 11 مهمّة قتالية. وأعلنت «القسام» مسؤوليتها عن تفجير دبابة «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105» في منطقة المصلبة في الحي، وعن تدمير جرافة «دي 9» بقذيفة من الطراز نفسه، ما تسبّب في اشتعال النيران فيها، وكذلك دكّ تحشدات العدوّ بوابل من قذائف الهاون النظامية الثقيلة.
أما الحدث الأبرز الذي سجله نهار أمس، فهو عملية نوعية نفّذتها وحدات الهندسة في «سرايا القدس»، بعدما تمكّن مقاوموها من تفخيخ منزل بصاروخ أطلقته الطائرات الحربية ولم ينفجر. وقالت «السرايا» إن مقاوميها أعادوا تشريك الصاروخ الثقيل، ثم فجّروا المبنى الذي تحصّنت فيه القوات الراجلة، ما تسبّب بتدميره ومقتل وإصابة كل مَن فيه. كذلك، أعلنت «السرايا» أنها تمكّنت من تفجير دبابة «ميركافا» بعبوة من نوع «ثاقب»، في محيط دوار دولة في حيّ الزيتون، كما فجّرت دبابة أخرى في شارع السكة بعبوة مشابهة، فيما أعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» أنها تمكّنت من إطلاق رشقات تكتيكية من الصواريخ وقذائف الهاون، تجاه القوات المتوغّلة في حي الزيتون وشرق غزة. بدورها، قالت «كتائب المجاهدين» إنها تمكّنت من تفجير دبابة بقذيفة مضادة للدروع، فيما تمكّنت «كتائب شهداء الأقصى» من تفجير دبابة بعبوة «عاصف»، ثم أتبعتها بقذيفة «آر بي جي» في الحيّ ذاته.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية