تساهم زراعة البطاطا في محافظة درعا، في توفير فرص عمل لعدد كبير من العائلات، ورفد السوق المحلية بهذا المحصول الأساسي، حيث تعتبر هذه المحافظة من أبرز المحافظات السورية في جودة إنتاج هذا المحصول، إلا أن المزارعين يواجهون تحديات كبيرة تتعلق بغلاء مستلزمات الإنتاج من البذار والأسمدة والمبيدات وحوامل الطاقة.
إنتاج جيد يستوجب الدعم
رئيس غرفة زراعة درعا أنيس المفعلاني أوضح في تصريح لمراسل سانا، أن كميات إنتاج محصول البطاطا خلال الموسم الحالي جيدة مقارنة مع المساحة المزروعة، رغم عدم وجود دعم للمزارعين من صناديق وزارة الزراعة، مشيراً إلى أهمية طرح بذار البطاطا بأسعار منافسة تتوافق مع الأسعار في دول الجوار.
وشدد المفعلاني على ضرورة اتخاذ عدد من الإجراءات لدعم المزارعين وتحسين المحصول كتطبيق التقنيات الحديثة في زراعة البطاطا، ومنع استيرادها في ذروة الإنتاج، وإطلاق مشروع دعم للمزارعين من صناديق وزارة الزراعة، لافتاً إلى معاناة المزارعين في مجال شح المياه، وارتفاع مستلزمات الإنتاج واليد العاملة وأجور النقل، وضرورة تنظيم أسواق الهال ووضع آلية لتسويق المنتجات بأسعار تتناسب مع تكاليف الإنتاج.
صعوبات وتحديات
وخلال جولة كاميرا سانا على أحد حقول البطاطا في درعا، أشار المزارع نعمان خليل، إلى أن إنتاج البطاطا هذا العام جيد ولكنه لم يصل إلى درجة الممتاز، لأسباب تتعلق بالعوامل الجوية وغلاء مستلزمات الإنتاج.
وقال: “واجهنا في هذا الموسم تحديات تتعلق بالأدوية الزراعية والمبيدات والأسمدة وقلة كميات البذار الموزعة عن طريق فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار مقارنة مع المساحة المزروعة”، مطالباً بزيادة كميات البذار وساعات الكهرباء المخصصة للآبار الزراعية، ودعم مستلزمات الإنتاج بما يؤمن تغطية التكاليف مع هامش ربح للمزارع.
تأثير الجفاف على انخفاض الإنتاج
رئيس دائرة الاقتصاد والتخطيط الزراعي في مديرية زراعة درعا المهندس حسن الأحمد أوضح في تصريح مماثل، أن محصول البطاطا في محافظة درعا يحتل المرتبة الثانية بزراعة الخضراوات بعد البندورة من حيث مساحة الأراضي المزروعة، والإنتاج الذي يتجاوز سنوياً 100 ألف طن للعروتين الخريفية والربيعية.
وبين الأحمد أن المساحة المخططة لزراعة محصول البطاطا للعروة الربيعية، بلغت في هذا الموسم 1150 هكتاراً، تم تنفيذ 1557 هكتاراً بزيادة بلغت 407 هكتارات، مشيراً إلى أن إنتاج هذا الموسم بلغ نحو 62 ألف طن، وهو أقل من المعدل لكل المحاصيل بما فيها البطاطا والبندورة، بسبب ظروف الجفاف وانخفاض المساحات المزروعة مقارنة مع الأعوام السابقة.
ولفت إلى أن خبرات المهندسين الزراعيين في محافظة درعا جيدة جداً، وتساعد المزارعين في إيجاد الحلول للمشكلات الفنية التي تواجههم، وخصوصاً الآفات الزراعية، وانتقاء الأصناف المناسبة لظروف المحافظة، وتقديم عمليات الخدمة بصورة علمية وهي تتكامل مع جهد وخبرة المزارعين.
اخبار سورية الوطن 2_سانا