شكلت الظروف المناخية التي مرت بها سوريا مؤخراً تحدياً كبيراً ألقى بظلاله على موسم الزيتون لهذا العام، ما انعكس سلباً على إنتاج الزيتون وجودة محصوله، وألحق ضرراً واسعاً بالمزارعين والمساحات المزروعة، وأثر في جودة الإنتاج.
جهود بحثية لحماية أصناف الزيتون السورية
وفي هذا السياق، تعمل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية عبر برامجها المتخصصة للحفاظ على التنوع الوراثي لأصناف الزيتون السورية، واعتماد الأنواع القادرة على مقاومة الجفاف والأمراض، إلى جانب تطوير ممارسات زراعية قادرة على مواجهة الظروف المناخية القاسية.
رئيسة قسم بحوث الزيتون في الهيئة، الدكتورة غادة قطمة أكدت في تصريح لـ سانا، أن سوريا تمتلك نحو 72 صنفاً من الزيتون، تتوزع بين أصناف مخصصة للمائدة، وأخرى لإنتاج الزيت أو للاستخدام المزدوج، موضحة أن لكل منطقة خصائصها البيئية التي تحدد الأصناف الأنسب لها، ما يعزز أهمية الحفاظ على هذا التنوع الوراثي عبر أساليب علمية دقيقة.
خارطة بيئية ودليل للأصناف الملائمة
وبينت قطمة أن قسم بحوث الزيتون أصدر بالتعاون مع وزارة الزراعة دليلاً وطنياً للأصناف الملائمة للزراعة في مختلف المناطق، يتضمن أوصافاً تفصيليةً وهويات بصريةً لتسهيل تعرف المزارعين على الأصناف، كما أُعدّت خارطة بيئية للزيتون باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، لتحديد الصنف الأنسب لكل منطقة بدقة، وتحديث البيانات باستمرار بما ينسجم مع التغيرات المناخية.
ومن أبرز الأصناف الملائمة للزراعة، وفق قطمة، صنف الخضيري في اللاذقية، والدعيبلي في طرطوس، والسكري والعيروني في المناطق المعرضة للإصابة بمرض عين الطاووس، والقيسي والصوراني في معظم المحافظات، بينما تنتشر الأصناف التدمريّة في شرقي حمص.
توصيات للمزارعين وتوجهات مستقبلية
وأوضحت قطمة أن التجارب البحثية أظهرت قدرة صنفي القيسي والصوراني على تحمل الإجهادات الناتجة عن نقص الأمطار، لكنها شددت على ضرورة تنفيذ عمليات خدمة إضافية تشمل الري التكميلي والتسميد للحفاظ على الإنتاجية.
ودعت قطمة إلى الالتزام بالممارسات الزراعية السليمة من تقليم وتسميد عضوي ومراقبة الآفات، ولا سيما ذبابة ثمار الزيتون، مع الاعتماد على مشاتل وزارة الزراعة لتأمين الغراس المحلية الملائمة، وتجنب الأصناف المستوردة التي تحتاج كميات كبيرة من المياه والأسمدة.
كما أشارت قطمة إلى أهمية تأسيس تعاونيات زراعية متخصصة لدعم المزارعين وتأمين مستلزمات الإنتاج، إلى جانب الاستفادة من المخلفات الزراعية لإنتاج الأسمدة العضوية، مثل الكمبوست والبوكاشي والفيرمي كمبوست، ما يسهم في تعزيز مقاومة الأشجار للجفاف وتحسين امتصاصها للعناصر الغذائية.
ورغم التحديات المناخية التي تواجه هذا القطاع الحيوي، تواصل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية جهودها في تطوير أصناف مقاومة للجفاف، وتنفيذ برامج إرشادية توعوية، لتمكين المزارعين من التكيف مع المتغيرات المناخية، حفاظاً على مكانة الزيتون وزيت الزيتون السوري المعروف بجودته العالية على المستويين المحلي والعالمي.
اخبار سورية الوطن 2_سانا
syriahomenews أخبار سورية الوطن
