رشا رسلان
قطعة أرض صغيرة في قرية الطارقية بريف اللاذقية الشمالي مع منزل ريفي متواضع والكثير من الهمة وإرادة الحياة كانت كفيلة للسيد أبو هاني وزوجته ليلى لتجاوز محنة استشهاد ابنهما الوحيد الذي قضى شهيدا أثناء أداء واجبه الوطني في محافظة حلب ليؤسسا لمشروع زراعي يؤمن احتياجات أسرتهم ويحقق دخلا إضافيا من بيع فائض الإنتاج.
ويقول أبو هاني في حديث مليء بالشجون والأمل في الوقت ذاته: إرادة الحياة لا تتوقف فرغم المصاب الذي ألم بهم بعد استشهاد ولده وتقاعده من عمله الوظيفي قرر الانتقال مع زوجته وابنته من حمص إلى اللاذقية ليستثمرا قطعة أرض زراعية بمختلف أنواع الخضراوات الموسمية من باذنجان وفليفلة وبندورة وبامياء وفاصولياء تساعدهم في تأمين احتياجات المنزل مضيفا إنه في ظل الظروف الحالية من عدم وفرة المياه وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج بدأ رحلة البحث عبر الانترنت عن أفكار بديلة واستوقفته فكرة زراعة السمسم التي باتت من الزراعات النادرة في المنطقة.
وأضاف أبو هاني إن له تجربة في زراعة التبغ لكنها تتطلب عائلة كبيرة أو استقطاب يد عاملة لا نقدر على تكاليفها بمختلف مراحل القطاف والشك والتجفيف والتوضيب إضافة إلى الكثير من الاهتمام والعناية للوقاية من أي أمراض قد تصيبها مبينا أن من مزايا زراعة السمسم أنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من مياه الري كما لا تتطلب زراعته تكلفة كبيرة من حيث الأسمدة أو المبيدات فهو مقاوم للأمراض إلى حد كبير.
وأوضح أن الوقت الأفضل لزراعة السمسم في الفترة من منتصف نيسان إلى نهاية أيار ويمكن نثر البذور بعد حراثة الأرض بشكل عشوائي أو غرسها على عمق معين في التربة يليها موسم الحصاد حيث يتم تجميع النباتات على شكل أكوام في أرض مستوية ونظيفة وتبويقها وترتيبها في حزم صغيرة منعا لتعفنها وتكون القرون متجهة إلى الأعلى وتترك تحت أشعة الشمس بين 5 و10 أيام مع تقليبها خلال هذه المدة حتى جفافها بشكل كامل لتتفتح حباتها وتقلب بالعكس وتضرب بالعصي لاستخراج البذور لتتم تنقيتها وغربلتها وتعبئتها في أكياس لتخزينها أو بيعها.
وقدر المتقاعد أبو هاني أن يصل إنتاج العام الحالي إلى نحو 40 كغ مقارنة بالعام الماضي حيث حصد نحو 14 إلى 15 كغ وعزا ذلك إلى كونها التجربة الأولى وقلة الخبرة مشيراً إلى أنه يعتمد على تسويق إنتاجه في المنطقة أو بالاتفاق مع أحد المحال التجارية في سوق المدينة حيث يصل سعر الكيلوغرام إلى 7500.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا