أكدت دائرة وقاية النبات في مديرية الزراعة بمحافظة اللاذقية خلو المحافظة من زهرة النيل السامة التي تعد من أخطر الأعشاب الضارة في العالم وتشكل تهديدا على البيئة والكائنات الحية والثروة السمكية ما لم تتم مكافحتها.
وقال الدكتور إياد محمد رئيس الدائرة في تصريح لمراسلة سانا إن الكشف عن وجود هذه العشبة الضارة يعود لأول مرة إلى عام 2016 حيث كانت تنتشر بكثرة في مصب النهر الكبير الشمالي من جسر حميشو باتجاه البحر وعلى طول المجرى الذي يمتد نحو 6ر3 كيلومترات مبينا أن المتابعة الدورية والجولات الميدانية على المسطحات والمجاري المائية بشكل منتظم ساهمت في الحد من انتشار هذه العشبة بعد التجربة الناجحة في مكافحتها واستئصالها.
وأوضح محمد أن عملية مكافحة هذه العشبة الضارة استغرقت نحو 45 يوما بفضل تضافر جهود المعنيين في محافظة اللاذقية ومديرية الزراعة وتعاون الموارد المائية والهيئة العامة للثروة السمكية من حيث تأمين العمال والآليات اللازمة من بواكر وشاحنات وقوارب لافتا إلى أنه تم استئصال كل النباتات على طول مجرى النهر ونقلها إلى مدفن خاص في تجمع مشاتل الهنادي على عمق محدد وحرقها وطمرها لضمان عدم انتشارها من جديد.
وأشار إلى أن الإجراءات شملت شق طريق ترابي على طول مصب النهر الكبير الشمالي لتسهيل وصول الآليات وتنظيف مجرى النهر والمسامك المنتشرة على المجرى وفتح المصب باتجاه البحر مع بداية الربيع حيث ساهم جريان المياه السريع في تخفيف انتشارها إضافة إلى الجولات الميدانية وتنظيم ندوات تعريفية حول هذه العشبة ومخاطرها وتنبيه أصحاب المشاتل الزراعية ومحال الزهور لعدم مكاثرتها وبيعها ولا سيما ان منظرها الجميل يجذب الأنظار ويدفع الناس الى شرائها دون الوعي بمضارها.
ولفت محمد الى مخاطر انتشار هذه العشبة التي تنشط في فصل الربيع حيث تتوافر الشروط المناسبة لنموها ولعل أبرزها فقدان كميات كبيرة من المياه وزيادة النتح الناتج عن وجودها في المسطح المائي بمقدار 3 إلى 4 مرات مقارنة بمسطح مائي خال من هذه النباتات ما يؤدي إلى حدوث انسداد في قنوات الري وإغلاق انابيب سحب المياه وإعاقة الملاحة وتدفق المياه وأثرها السلبي في نقاوة المياه والهواء نتيجة تفسخ هذه النباتات وتصاعد الغازات السامة كما أنها تشكل مكانا مناسبا للحشرات والطفيليات الممرضة للأسماك والإنسان مشيرا إلى تكاثرها بشكل كبير حيث تتضاعف مساحتها من 6 إلى 18 مرة باليوم وهي بهذا تغزو مجاري المياه بسرعة وتشكل جزرا واسعة وقد تنفصل أجزاء منها وتنتقل مع المياه لتنتشر في مناطق جديدة وتنافس النباتات المائية الأخرى على الضوء وتقلل من مستويات الأوكسجين في المياه إضافة إلى ارتفاع تكاليف استئصالها ومكافحتها.
وفيما يتعلق بما تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي حول وجود هذه النبتة وبيعها في أحد المحال باللاذقية أوضح محمد أن دائرة وقاية النبات في المديرية قامت بمتابعة الموضوع حيث تبين أن هناك من ينقلها إلى اللاذقية والبائع لا علم لديه بنوعها ولا مضارها وتمت مصادرة النباتات الموجودة وحرقها وطمرها مؤكدا حرص الدائرة على متابعة ظهور هذه العشبة والاستمرار في الجولات الدورية تلافيا لانتشارها ومنع وصولها الى المسطحات المائية.
رشا رسلان
سيرياهوم نيوز 5 – سانا