سالم الحسين
ظلت زراعة القطن لسنوات طويلة من الزراعات المفضلة لدى فلاحي منطقة الغاب ولكنها تراجعت بشكل ملحوظ خلال سنوات الأزمة وتقلصت المساحات إلى أقل من 300 هكتار سنوياً بعد أن كانت تتجاوز هذا الرقم بعشرات الأضعاف.
وفي لقاء مراسل سانا الاقتصادية مع عدد من مزارعي القطن بمنطقة الغاب أشار وفيق عبدو من قرية شطحة إلى أنه من محبي زراعة هذا المحصول الاستراتيجي منذ سنوات طويلة وبسبب الظروف الحالية التي شهدت ارتفاعاً بأسعار مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة وأيد عاملة بينما سعر الاستلام من الجهات الحكومية لا يراعي ذلك تراجعت المساحات المزروعة بهذا المحصول في منطقة الغاب.
وبين المزارع حسن جعفر أن المزارعين امتنعوا عن زراعة القطن وتحولوا إلى زراعات بديلة أكثر ربحاً وذلك بسبب تكاليف زراعة القطن الكبيرة جداً وعدم توافر كامل حاجة المزارعين من مازوت لري المحصول إضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمدة وتكاليف الحراثة وسعر الخيش وتدني سعر تسويق المحصول.
أما المزارع سامر الدغموش من منطقة محردة فأشار إلى أن نوعية البذار الحالي ذات إنتاجية متدنية كما أن أجور الأيدي العاملة غالية جداً إضافة إلى أن دورة إنتاج القطن طويلة ما دفع الفلاح للبحث عن زراعة محاصيل أكثر ربحاً وأقل تكلفة نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة.
من جهته لفت مدير الثروة النباتية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس وفيق زروف في تصريح لنشرة سانا الاقتصادية إلى أن المساحات المزروعة بالقطن في منطقة الغاب بدأت بالتناقص تدريجياً منذ عام 2012 حيث كانت المساحة المزروعة 5895 هكتاراً حتى وصلت العام الماضي إلى 294 هكتاراً بينما بلغت هذا الموسم 252 هكتاراً من إجمالي الخطة المقررة والبالغة 1490 هكتاراً مبيناً أن إنتاج الغاب من القطن تراجع من 22 ألف طن عام 2010 إلى 350 طناً فقط خلال الموسم الماضي.
وأوضح زروف أسباب عزوف الفلاحين عن زراعة القطن وأهمها ارتفاع سعر مادة المازوت وخاصة للمساحات التي تعتمد على الآبار الارتوازية وارتفاع مستلزمات الإنتاج وبيع مستلزمات إنتاج المحصول نقداً للمزارعين من قبل المصارف الزراعية وارتفاع أجور النقل وظهور محاصيل منافسة للقطن أقل تكلفة وأكثر ربحاً مثل الفول السوداني والنباتات الطبية والعطرية.
وقدم زروف عدداً من المقترحات التي تساعد على زيادة المساحات المزروعة بالقطن في منطقة الغاب منها تخفيض أسعار مستلزمات الإنتاج ووضع سعر منافس للمحاصيل الأخرى التي يقبل عليها الفلاحون وترك هامش ربح جيد للمزارعين لتشجيعهم على الزراعة وتسويق كامل إنتاج القطن إلى المحالج بأجور نقل مخفضة وتأمين مستلزمات الإنتاج من المصارف الزراعية قبل موعد زراعة القطن بالتقسيط.
بدوره بين مدير فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار بحماة المهندس عبد الغني الأسود أنه تم توزيع 22 طناً من بذار القطن صنف حلب 124 في الموسم الحالي على المصارف الزراعية بالمحافظة وهو صنف جيد وذو إنتاجية عالية ومقاوم للأمراض لافتاً إلى أنه تم توقيع عقود مع الفلاحين المستلمين للبذار لتسليم محصولهم للمحالج واستخراج بذور صناعية وزراعية منه.
سيياهوم نيوز 6 – سانا