آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » زرعات الأسنان المزوّرة!!

زرعات الأسنان المزوّرة!!

علي عبود

 

لاجدال بكون أسنان الإنسان هي الأكثر عرضة للتلف، وهي تختلف عن غالبية الأمراض الأخرى، إذ لايمكن ان تتعافى بتناول الأدوية لفترات طويلة أو قصيرة، ولا يُمكن أن تشفى لحالها بعد عدة أيام كالزكام والرشح، بل ان إهمال تلف الأسنان سيزيد من تدهورها وقد تؤثّر على بعض أعضاء الجسم، وبالتالي لايمكن أن تتعافى ولا يُمكن علاجها إلا لدى طبيب الأسنان!

والشائع جدا أن الغالبية الساحقة من المرضى لايراجعون الطبيب دوريا، وهم لايفعلونها إلا بعد استفحال وضع سن لهم أو أكثر، وتحديدا بعد تعرضهم لآلام شديدة، ولعدم قدرتهم على مضغ الطعام والإستمتاع به جيدا!

المسألة ليست بمراجعة طبيب الأسنان فقط، وإنما في الحصول على نتائج جيدة ومُريحة، ولا شك إن مامن طبيب أسنان إلا ويعرض على مريضه خيارات عدة لتخليصه من مشكلة تلف سن أو أكثر (الخلع، الحشوة، الجسر، الزرع..الخ)، ودائما تميل غالبية الناس إلى الخيارالمناسب لقدرتهم المالية، باستثناء قلة تختار الحل الأفضل (أيّ الزرع) لأنه البديل الصناعي الطبي الأفضل للسن الطبيعي من جهة، ولأنه يدوم لسنوات طويلة من جهة أخرى.

وخلافا لما يتوهم الكثيرون، فإن أطباء الأسنان لايربحون كثيرا من عمليات زرع الأسنان، فهم يتقاضون أجرا مقابل تقديم خدمة لمرضاهم، ومهما كان هذا الأجر فهو لايُقارن بأرباح من يستورد الزرعات!

وقبل أن يسأل المريض عن أجر كلفة الزرعة الواحدة أو عدة زرعات فليدقق في نوعية زرعات الأسنان ويسأل طبيبه: هل زرعات الأسنان في بلادنا أصلية أم مزورة؟

نعم، لدى الطبيب أنواع مختلفة من الزرعات (سويسرية وألمانية وصينية وكورية..الخ) وكلها (شغّالة) مهما كان سعرها، وهو يشرح لك مواصفات كل واحدة منها، وينصحك بالأفضل، والسؤال: هل تقول غالبية أطباء الأسنان لمرضاهم بأن الزرعات التي يستخدمونها أصلية أم مزورة.. ؟

باعتراف عدد من أطباء الأسنان فإن غالبية المستوردين (كي لانقول جميعهم) يقومومن باستيراد زرعات مزورة عن طريق الإمارات العربية المتحدة، ويبيعونها لأطباء الأسنان على أنها ماركات أصلية، وقلة من الأطباء تدقق في الزرعات التي تستخدمها لتتأكد من انها أصلية وليست مقلدة أو مزورة!

والسؤال: هل عمليات زرع الأسنان هي الأرخص في سورية مقارنة بكثير من الدول الأخرى لأن أجور الأطباء أقل أم لأن سعر الزرعات أرخص لأنها مزورة؟

كشف بعض أطباء الأسنان أن 90 % من غرسات الأسنان الموجودة في السوق مصنعة في الإمارات من مواد أولية صينية ومن ثم تُعلّب على أنها منتج أوروبي وأميركي وتورد إلى لبنان وسورية، وتباع الزرعة بسعر لايقل عن 800 دولار في حين لاتتجاوز سعر الغرسة الصينية 100 دولار.

ويلفت قلة من أطباء الأسنان إلى محاذير استخدام الزرعات المزورة فهي غير جيدة ونتائجها غير مضمونة خاصة لجهة مدى درجة العقامة التي تتمتع بها كونها ستزرع في عظم الفك مكان جذر السن المفقود، عدا عن تكلفتها العالية مقارنة بزرعات أخرى متوفرة ومعروفة المصدر.

ونسأل مجددا: هل يعلم الأطباء بأن الزرعات المزورة بماركات أوربية وأميركية هي صينية ومع ذلك لايُخبرون مرضاهم بحقيقتها؟

ويرى أطباء آخرون أن الزرعات الكورية أفضل وأجود من الزرعات المزورة فهي على مستوى عال من العقامة ومضمونة ومجربة في سورية وسعرها مناسب للسوريين، والمهم أنها متوافقة مع الستاندرد العالمي.

حتى الزرعات الألمانية التي اكتسبت دعاية كبيرة في السنوات الأخيرة يتم تصنيعها خارج ألمانيا، وتباع بأسعار عالية جدا، وبدلا من السؤال على الماركات فإن مايهم طبيب الأسنان المتمرس هو اختيار زرعات متوافقة مع الإجراءات العالمية المطبقة حاليا، فالزرعات تحتاج إلى اكسسوارات مواكبة لتطور الزرع وهذا غير متوفر في الزرعات القديمة.

ومن المهم الإشارة إلى ماكشفه عدد من الأطباء بأن الشركات في شرق آسيا لاتقوم بتصنيع الزرعات وفق المواصفات العالمية وإنما بناء على طلب الزبائن وبماركات محددة ، لكن الدولة غير مسؤولة عن مواصفاتها.

نستنتج من كل ذلك أن الطبيب هو الجهة الوحيدة الضامنة لجودة الزرعة، فما من جهة حكومية (وزارات الصحة والتجارة والمالية) تقوم بتدقيق مواصفات الزرعات المستوردة.

الخلاصة: بما أن شركات زرعات الأسنان الموثوقة والحريصة على سمعتها تضع عنوانها الألكتروني على أغلفة منتجاتها مع السيريال أو الكود على كل زرعة، فبإمكان طبيب الأسنان (وحتى المريض) الدخول إلى موقع الشركة للتأكد بأن الزرعات المستخدمة أصلية وليست مزورة؟

(موقع أخبار سوريا الوطن-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لاتتوقعوا استثمارات بلا إذن أمريكي!!

    علي عبود   يُتحفننا المنظرون باقتراحات ومشاريع لاترجمة لها على أرض الواقع، فهي ليست أكثر من نظريات يُدرّسونها ، لتلامذتهم، متجاهلين بأن الاقتصاد ...