آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » زمن الانتصارات الناقصة لايجب أن يعود..اي انتصار ناقص هو بمثابة هزيمة ..

زمن الانتصارات الناقصة لايجب أن يعود..اي انتصار ناقص هو بمثابة هزيمة ..

 

 

نارام سرجون

 

لن أنسى ان اقسى لحظة عشتها في حياتي كانت لحظة سقوط بغداد لما مثله هذا السقوط من انتصار للكذب والفجور .. وانتصار للزور والباطل .. وانتصار للبلطجة وعقل القراصنة .. وعندما اندلعت الحرب السورية كنت أعيش لحظة أكثر ألما وأنا ارى بأم عيني ان اجمل مساحة باقية للكرامة العربية والمقاومة العربية تنهشها الكلاب .. ورغم انني كنت على يقين اننا سننتصر لكني كنت أتحرق شوقا للانتقال الى مرحلة نعاقب فيها هذا الغرب على مااقترفت يداه بحق هذا الشرق .. وكنت أتساءل عن تلك اللحظة التي سنرد فيها على اسرائيل التي وقفت كلها على هضبة الجولان تراقب المذبحة التي اطلقها الغرب والعرب في سورية ..

اليوم أحس وكأن السيد حسن نصرالله قد قرأ عقلي وأمنيتي عندما قال انها لحظة او فرصة تاريخية لتحرير كل الاراضي اللبنانية .. وفي أن نكمل المعركة الى لحظة تحقيق انتصار .. ولكنها أمنية لايجب ان تكون فقط خاصة بأراضي لبنان .. بل بكل أرض عليها وجود غربي امريكي ..

 

أنا لاأعرف ماهو السبب الذي يجعلنا نقبل ان نعود ال قواعدنا سالمين اذا ماتوقفت حرب غزة .. لأننا نعلم ان نهاية حرب غزة لن تكون الا بخروج امريكيا من الشرق الذي سيتلوه وهن بين العنكبوت عندما يتعافى هذا الشرق من هذا الكابوس الاميركي ..

أنا على يقين ان اميريكا اذا مااستمرت الحملة المقاومة عليها دون توقف من سورية الى اليمن والعراق والبحر الاحمر فانها قد تصاب بالجنون وتنتقم بعنف الا انها ستضطر لتقديم ثمن باهظ .. والثمن الذي يجب ان نقبله يجب ألا يقل عن انسحاب كامل ونهائي للوجود الاميريك من المنطقة التي تشكل الهلال الخصيب او مايسميه العربان والاميريكون ومحور الخيابة الهربي (الهلال الشيعي) الذي هو في الحقيقة الهلال الخصيب الذي كنا دوما ننادي بوحدته .. سوراقيا وبلاد الشام والعراق .. هذه الارض المسماة الهلال الخصيب هي التي أطلق عليها اعداؤنا عمدا وبسوء نية اسم الهلال الشيعي لخلق نفور نفسي بين الشعوب العربية ومشروع تحرير الهلال الخصيب .. باعطائه مذاقا مذهبيا وسرقة معناه التحرري والاستقلالي والنهضوي ..

 

مشكلتي مع كل انتصاراتنا هي اننا ننهض عن مائدة النصر قبل أن نشبع .. في العراق توقفت المعركة في لحظة حاسمة قبلنا فيها ببقاء اميريكي في اضخم سفارة لاميريكا في العالم .. سفارة فيها ىلاف الموظفين الذين لاأشك انهم ضباط استخبارات وعملاء موساد .. يتغلغلون في كل المجتمع العراقي ووطوائفه لخلق بيئات صراع وفساد .. ومن هناك نشأت داعش .. ولو أكمل العراقيون المقاومون المعركة لما بقي اي نفوذ اكريكي في العراق .. ولكن بعد كل هذه السنوات على ماسميناه تحرير العراق من الاميريكيين نكتشف ان الاجواء العراقية ليست للعراقيين بل للاميريكيين والبريطايين .. ونكتشف ان اميريكا قادرى على اغتيال من تريد ومن تشاء في العرق وسورية انطلاقا من قواعدها وسفاراتها في العراق ..

 

وفي سورية انتصرنا على المشروع الاميريكي الا اننا توقفنا بعد أن قطعنا ثلاثة ارباع الطريق نحو النصر الكامل .. وواكتشفنا ان الاميريكي لم يهزم بعد لكنه بدل داعش بميليشيات انفصالية كردية وتقاسم الكعكة مع الاتراك الذين أوكل لهم الشمال السوري .. ولكن الاميريكي لايزال قادرا على تحريك داعش وتحريك القاعدة والجولاني ..والتلاعب بخبزنا ووقودنا ويفرغ مجتمعاتنا من الشباب والخبرات عبر سياسة التهجير الاقتصادي بالافقار ..

اليم نحن في غزة ولبنان امام حالة شبيهة .. لاتقدر اسرئيل واميريكا ان تنتصرا في هذه المعركة .. ولكنهما سيحولان الانجاز العسكري الي تحقق الى نصر ناقص .. وكل الجولات المكوكية للساسة الامريكيين الى تركيا ومصر وقطر والاردن هي لنسج نصر ناقص .. وللاسف فان النصر الناقص هو هزيمة ملفوفة ملمعة مخادعة ..

 

هذه العواصم التي تدير اميريكا المعركة الديبلوماسية فيها هي عواصم لصناعة النصر الناقص بحيث تبقى اميريكا واسرائيبل .. في حالة كمون وانتظار لاطلاق مؤامرة حقيرة ضد انتصار غزة ..

 

أنا أتمنى ألا نعتبر توقف معركة غزة سببا في توقف مشروع اكمال النصر .. واكمال اخراج الاميركي من المنطقة .. الاميريكي سيجد انه يدير معركة كبيرة بلا توقف من باب المندب حتى الموصل ومن أربيل الى الناقورة مرورا بقواعده في التنف والجزيرة السورية .. هذه فرصة لاتتكرر دائما عندما ندفن خلافات المجتمعات العربية في الرمال .. ونقود الوعي العربي الى مرحلة التركيز على العدو الحقيقي الغربي .. واكمال النصر هو الوحيد الذي سيؤدي الى حالة انهاض وبعث جديدة للشعور القومي والشعور بوحدة الشعوب العربية .. التي ستتسابق للالتحاق بموكب المنتصرين وتذوق النصر من مائدة النصر ..

 

أتمنى ألا ننهض عن مائدة النصر دون أن نشبع .. وهانحن نأكل من جسد اسرائيل التي كانت تأكلنا .. ونعيد اليها الربيع العربي بتتذوقه كما جرعتنا اياه بالقوة اميريكا واسرائيل .. ودفعته في قلوبنا وحلوقنا حتى غصصنا به .. وكدنا نموت به ..

اليوم فرصة تاريخية للجميع أن نواصل الضربات المتواصلة كما قال شيشرون (بأن الضربات المتواصلة ولو بأصغر فأس كفيل بتحطيم أكبر أشجار الوجود ) ..

(سيرياهوم نيوز ٣-مدونة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صواريخ نيسان

  رأي عامر محسن   «جون ميرشهايمر: من الضروري لإسرائيل أن تكون لها الهيمنة المطلقة في حالة التصعيد من أجل الحفاظ على الرّدع … لو ...