سمير حماد
أي زمن هذا الذي نعيش فيه, على الساحة العربية؟ بطولها وعرضها ، زمن يختلط فيه كل شيء بكل شيء, زمن البلطجة السياسية والدينية والديموقراطية, زمن اختلاط المعقول باللامعقول, الحق بالباطل, الوهم بالحقيقة, الدين بالديناميت, التحزيب بالتخريب, الغث بالثمين, إنها الفوضى الخلاقة فعلاً في شرقنا الأوسط العربي، وسواه , كما رسمها لنا الآخرون, إننا في زمن القوة المفرطة, بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, قوة استخدام العضلات والأصوات الجوفاء, حيث يستخدمنا الآخرون, حقل تجارب لغبائهم, قوة البترودولار وشراء الأنفس والذمم, والعمائم, قوة الدجل والشعوذة السياسية والفكرية, والقفز على كل الحبال, قوة شدّ المجتمع إلى الوراء, والعودة إلى الخيمة والقبيلة, قوة التلاعب بالفقراء دينياً ودنيوياً, قوة المتلاعبين الثملين, بالأشلاء والدماء واستفزاز الباحثين عن اللقمة, قوة الأحزاب الديكورية الوهمية, الخشبية والبلاستيكية, قوة وسائل الإعلام الخاوية, قوة المستشارين والدعاة والناشطين السياسيين الذين لايفقهون من السياسة إلا مكرها وغباءها, قوة أرباب الفتاوى , قوة المتناقضات المتجاورة , الملاليم والملايين, الدين والدنيا, الإسلام والاستسلام, الفقر والفكر, التفكير والتكفير, الثراء الفاحش والفقر المدقع……
وما زال سيزيف يدحرج صخرته إلى أعلى الجبل, وسيبقى على لائحة السقوط والتكرار المملّ, وسيبقى إنسان الشرق الأوسط على لائحة التجريب والتغييب والتغريب, مترنحاً بين أحضان العبثية’ عبثية إطلاق اللحى, وإطلاق الحريات, في عالم كل شيء مباح فيه حتى القتل, وكل شيء مشاع فيه حتى الوطن..
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)