آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » زيت بطعم النصر والتحرير.. عودة الروح لطقوس قطاف الزيتون في إدلب

زيت بطعم النصر والتحرير.. عودة الروح لطقوس قطاف الزيتون في إدلب

رغم شح إنتاج الزيتون هذا العام بسبب الظروف المناخية التي ضربت المنطقة إلا أن الطقوس المتوارثة أثناء عمليات قطاف الزيتون التي غابت جراء حرب النظام البائد على مدار 14 عاماً تعود اليوم بطعم آخر كما يعود الزيت منتشياً بطعم النصر والتحرير .
موسم هذا العام يحمل الكثير من الحزن بسبب مخلفات الحرب التي تركها خلفه النظام البائد وهرب، تحمل الكثير من الألم والحزن فالمزارع لم يتمكن من تقديم الرعاية اللازمة لشجرة الزيتون بسبب الألغام ومخلفات الحرب ونقص الإمكانات.

قطاف الزيتون

تقول ابتسام مزنرة: كنا نعد فعاليات شعبية خلال قطاف الزيتون لتعريف الناس بأهميته خاصة الأطفال لكن كل شيء جميل غاب عن مواسم قطاف الزيتون خلال سنوات الحرب بسبب القصف 14 سنة على التوالي، غابت الطقوس الشعبية عن موسم قطاف الزيتون في محافظة إدلب بسبب الحرب الظالمة التي شنها النظام البائد منذ آذار 2011.
وتضيف مزنرة في حديثها لـ”الحرية”، في الأعوام الماضية، كان موسم الزيتون في إدلب يشهد طقوساً شعبية تراثية، إذ تتشارك العائلات إعداد إفطار يتضمن أكلات تقليدية مثل الزيت والزعتر مع خبز الصاج، بينما يتكون الغداء من المجدرة أو المغمومة أو المخلوطة المطبوخة على نار حطب بقايا أغصان الزيتون اليابسة.

أغاني التراث القديمة والدبكة الشعبية

وحسب ما ذكر المزارع محمد خيرو هرموش، لم تكن الطقوس الجميلة المرافقة لقطاف الزيتون من أغاني التراث القديمة والدبكة الشعبية تغيب عن المزارعين الذين يخرجون منذ الصباح الباكر لقطاف الزيتون وحتى المساء، حيث يستمرون في العمل لعدة أسابيع.
لكن تلك المشاهد غابت عن محافظة إدلب خلال سنوات الحرب التي أشعلها النظام البائد، وحلّت محلها مشاعر الخوف والألم نتيجة القصف على إدلب وما خلفته من معاناة على مدى قرابة 14 عام قتل فيها البشر ودمر الحجر واقتلع الشجر .
وعلى مساحة واسعة من أشجار الزيتون، يقطف اليوم المزارع الإدلبي مصطفى السعد وأفراد عائلته الزيتون من أرضهم التي كان قد نزح منها بفعل الحرب، وعاد إليها بعد التحرير وسط مشاعر خوف وقلق من أي انفجار لغم قد يكون مدفون تحت شجرة زيتون .
ويشير السعد إلى أنه صحيح هذا العام لم يكن الزيتون فيه وفيراً بسبب الظروف المناخية وقلة الأمطار وتداعيات الحرب التي انتهت بسقوط النظام البائد، إلا أنه يحمل الكثير من الفرح والتفاؤل فما كنا محرومين منه أيام المخلوع عاد إلينا بعد انتظار، المزارعون اليوم عادوا بعد غياب يهتمون بأراضيهم، فلم يقوموا بحرثها ولا تسميدها في الأعوام الماضية بسبب الحرب.

تتساقط ثمار الزيتون قبل نضوجها

يقول المزارع علوش علوش: مواسم الزيتون السابقة كانت سيئة بسبب الحرب والقنابل التي كان يرميها النظام البائد على حقول الزيتون، حيث تتساقط ثمار الزيتون قبل نضوجها في أغلب الأحيان، كما أننا لم نقدم الرعاية اللازمة للأشجار بسبب الحرب ونقص الإمكانات.
ويضيف لـ”الحرية”: في الأعوام الماضية، كانت مواسم الزيتون مجبولة بالدم والخوف والحزن والقهر، اليوم كل هذا لم يعد موجوداً، وهذا أهم من كل شيء، سنحرث الأرض ونعيد للشجر حيوتيه بالاهتمام والرعاية أفضل مما كان، لطالما توفرت العزيمة والإرادة الصلبة والإصرار، وتحقق النصر والتحرير.
ويشير إلى أنه لم يعش هذا الحال من الفرح في السنوات الماضية بسبب الحرب، لكنه سيجمع ما يستطيع من ثمار الأشجار لتكون زاداً له في ظل الشح الذي يعانيه محصول الزيتون هذا العام.
لقد اعتاد المزارع في إدلب وفي الشمال السوري ككل وعائلته كل موسم أن يأتوا إلى أرضهم التي قد لا تتجاوز مساحتها الكثير في ساعات الصباح لقطاف الزيتون، حيث يعدون إفطارهم وغداءهم على نار الحطب ويستمعون لأغانٍ تراثية.
اليوم وبعدما أقفلت الحرب ملفاتها وبعد غياب طويل لطقوس قطاف الزيتون المتوارثة تعود شجرة الزيتون لتتنفس وزيتها يضيء من جديد.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تحولهم إلى فاعلين بالمجتمع.. رعاية ذوي الإعاقة من أولويات جمعية البرّ بدرعا

تزايد عدد الأشخاص ذوي الاعاقة كثيراً من جراء اضطهاد النظام البائد للشعب السوري وخاصةً من الأطفال، ومن باب إيلائهم الاهتمام الإنساني المطلوب، عملت جمعية البرّ ...