أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع حكومي أمس الثلاثاء، أن معدل البطالة في روسيا بلغ في شهر نيسان الماضي مستوى هو الأدنى في تاريخ البلاد، على حين نفت موسكو تقارير إعلامية حول رفض روسيا مناقشة وضع خيرسون وزاربوروجيه في المفاوضات مع أوكرانيا مثل قضيتي القرم ودونباس، وذلك بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع تحرير مدينة سفياتوغورسك في جمهورية دونيتسك الشعبية من القوات الأوكرانية، على حين جدد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، استعداده لإجراء محادثات سلام مع بوتين، رافضاً تصدير الحبوب من موانئ بلاده بالسفن الروسية.
بوتين أشار، وحسبما ذكرت وكالة «تاس» خلال اجتماع حكومي أمس الثلاثاء، إلى أن المخاطر في سوق العمل الروسية لا تزال قائمة، لذلك من الضروري العمل على إبقاء الوضع تحت السيطرة.
وقال: «تمت ملاحظة معدل بطالة منخفض، ففي نيسان الماضي كان مستوى البطالة في روسيا عند مستويات منخفضة تاريخية، وفي حزيران لم يزد عدد العاطلين عن العمل المسجلين رسمياً فحسب بل انخفض أيضاً بشكل طفيف، بلغ معدل البطالة في نيسان 4 بالمئة، وهو أدنى مستوى خلال فترة مراقبة تسجيل البيانات».
ودعا الرئيس الروسي السلطات الروسية للعمل على تحفيز الطلب بنشاط في الاقتصاد، بما في ذلك عن طريق زيادة دخل المواطنين وتزويد الشركات بأموال ائتمانية إضافية.
وأوضح أن السلطات الروسية تمكنت من تحقيق الاستقرار في سوق العملات المحلية، وقال: إن «الوضع في سوق الصرف الأجنبي مستقر. وقد أتاح ارتفاع الروبل إمكانية تخفيف الضوابط على المصدرين. أولاً وقبل كل شيء، نحن نتحدث عن تقليص حجم البيع الإلزامي لعائدات النقد الأجنبي من 80 بالمئة إلى 50 بالمئة».
من جهة ثانية نفى المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، حسبما ذكرت وكالة «نوفوستي» تقارير إعلامية حول رفض روسيا مناقشة وضع خيرسون وزاربوروجيه في المفاوضات مع أوكرانيا مثل قضيتي القرم ودونباس، ونقلت صحيفة «إزفستيا» سابقاً عن مصدر روسي رفيع المستوى، أن موسكو لا تعتزم مناقشة وضع منطقتي خيرسون وزابوروجيه، في الاتفاقية الجديدة مع أوكرانيا، إذا ما أجرت كييف اتصالات مع موسكو، مثلما حدث مع قضية شبه جزيرة القرم التي عادت إلى روسيا ودونباس التي اعترفت روسيا رسمياً باستقلال جمهوريتيها دونيتسك ولوغانس الشعبيتين.
وسيطر الجيش الروسي على منطقة خيرسون من منطقة زابوروجيه في جنوب أوكرانيا، حيث تم تشكيل إدارات مدنية- عسكرية في تلك المناطق، وبدأت القنوات التلفزيونية والإذاعية الروسية بثها المباشر، وعادت العلاقات التجارية بين تلك المناطق وشبه جزيرة القرم الروسية.
من جانب آخر نقلت صحيفة «فايننشيال تايمز» عن زيلينسكي، استعداده لإجراء محادثات سلام مع بوتين، ونقلت الصحيفة، التي نظمت مؤتمراً بالفيديو مع زيلينسكي قوله: إن «النصر يجب أن يتحقق في ساحة المعركة»، لكنه في الوقت نفسه أكد أنه منفتح على محادثات السلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، كما أشار إلى أن الجمود في الصراع مع روسيا ليس خياراً بالنسبة لكييف، داعياً الغرب مرة أخرى إلى تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.
وفي سياق ثانٍ قال زيلينسكي: إن أوكرانيا لن توافق على تصدير الحبوب من موانئها بالسفن الروسية، وأضاف: «الكل يعلم جيداً أننا لن نسمح للسفن الروسية بدخول الموانئ الأوكرانية، فيما يهاجمنا الروس كل يوم»، مضيفاً: إنه من المستحيل التوصل إلى أي اتفاقيات مع موسكو في هذا الشأن.
وأشار إلى أن كييف توصلت إلى مبادرة لإنشاء «ممر بحري آمن يمكن استخدامه من قبل جميع البلدان باستثناء روسيا» لتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
إلى ذلك أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس الثلاثاء تحرير مدينة سفياتوغورسك في جمهورية دونيتسك الشعبية من القوات الأوكرانية، ونقلت «روسيا اليوم» عن شويغو قوله: «تم تحرير جزء كبير من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين على طول الضفة اليسرى لنهر سيفرسكي دونيتس، بما في ذلك مدينتا كراسني ليمان وسفياتوغورسك، بالإضافة إلى 15 بلدة أخرى».
وأكد أنه تم أيضاً تحرير المناطق السكنية في مدينة سيفيرودونيتسك بجمهورية لوغانسك بشكل كامل، وقال: «يستمر بسط السيطرة على المنطقة الصناعية للمدينة وعلى البلدات المجاورة، كما يتطور الهجوم على محور بوباسنايا»، مضيفاً: إنه «تم حتى اليوم تحرير 97 بالمئة من أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية».
وأكد شويغو أنه تم فتح الاتصالات البرية من أراضي روسيا على طول البر الرئيسي إلى شبه جزيرة القرم، مضيفاً: إنه تمت أيضاً تهيئة الظروف اللازمة لاستئناف حركة القطارات بين روسيا ودونباس وأوكرانيا وشبه جزيرة القرم في 6 أجزاء من خطوط السكك الحديدية، فيما بدأ بالفعل إيصال الشحنات إلى ماريوبول وبيرديانسك وخيرسون.
وكشف شويغو أن القوات الروسية دمرت خلال الأيام العشرة الماضية من العملية في أوكرانيا 51 قطعة من المعدات العسكرية التي تم توريدها للجيش الأوكراني من الخارج.
بدورها أفادت شرطة جمهورية دونيتسك الشعبية في بيان على موقعها في «تلغرام» بأن قوات الجمهورية قضت خلال الساعات الـ24 الماضية على 30 عسكرياً ودمرت دبابتين ومركبة مشاة قتالية و3 نقاط لإطلاق النار في منطقة مدينة أفدييفكا.
وفي سياق آخر ارتفعت أسعار الوقود في فرنسا الأسبوع الماضي بأكثر من 13 سنتاً للتر، وسط ارتفاع أسعار النفط بعد قرار الاتحاد الأوروبي مقاطعة الإمدادات من روسيا.
وذكرت وكالة «نوفوستي» أمس أنه وفقاً لبيانات وزارة التحول البيئي في البلاد، ارتفع سعر وقود الديزل الأكثر استهلاكاً في فرنسا بقيمة 13,3 سنتاً، ليصل إلى 1,961 يورو للتر الواحد، فيما ارتفع سعر البنزين «سوبر إس بي 95-إي 10» بمقدار 13,7 سنتاً، ليصل إلى 2,066 يورو للتر.
وبهذا، فإن تكلفة البنزين في أوائل الشهر الحالي حطمت الرقم القياسي. وفي آذار، بلغ سعر بنزين «سوبر إس بي 95-إي 10» 2,0286 يورو، وبعد ذلك انخفضت قيمته إلى أقل من 2 يورو وظلت عند هذا المستوى لعدة أشهر.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن