اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، روسيا بأنَّها “تحشد 150 ألف جندي قرب حدود بلاده، في مسعى لضمِّ أراضٍ جديدةٍ من أوكرانيا”، محذِّراً من أنَّ “أوروبا بأكملها تتعرض لتهديد”. وقال زيلينسكي، في كلمةٍ أمام مؤتمر ميونخ للأمن، إنَّ “العالم دفع باتجاه التهدئة عندما أقدمت روسيا على ضم القرم من بلادنا، ولم تتمَّ محاسبتها”. وتابع “إذا كان حلفاؤنا في الناتو لا يريدون انضمامنا للحلف فليقولوا ذلك بصراحة”، مشيراً إلى أنّه “لا نريد نشوب حربٍ شاملةٍ بين روسيا والغرب، ولكن من حق كل دولة الدفاع عن نفسها”، وأردف “سندافع عن بلدنا بمساعدة الشركاء أو من دونهم”. وطلب الرئيس الأوكراني “عقد اجتماعٍ لمجلس الأمن بمشاركة تركيا وألمانيا، لحلِّ مشكلة الأمن في أوروبا، وتقديم ضماناتٍ أمنيةٍ لأوكرانيا”، مشدِّداً على أنَّ “أوروبا والناتو يجب عليهما مواصلة دعم أوكرانيا بالأسلحة الدفاعية، وتحديد أطر زمنية لحصولها على عضوية الناتو”. منظمة معاهدة الأمن الجماعي تبحث إرسال قوات حفظ سلام إلى شرق أوكرانيا وقال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ستانيسلاف زاس، التي تضمّ روسيا ودولاً من منطقة آسيا الوطة وعدداً من الجمهوريات السوفياتية السابقة، إن “المنظمة ربما ترسل قواتٍ لحفظ السلام إلى مناطق في إقليم دونباس، إذا لزم الأمر”. وفي مقابلةٍ أجرتها معه وكالة “رويترز” قبل بدء إجلاء المدنيين من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس، أعلن زاس أنَّ بإمكان المنظمة أن “ترسل قوات لحفظ السلام إلى دونباس إذا كان هناك إجماع دولي على مثل هذا الانتشار”. وأضاف زاس أنَّه “من الناحية الافتراضية، يمكنك تخيل مثل هذا الانتشار، إذا كانت هناك نوايا حسنة من قبل أوكرانيا، فهي أراضٍ تابعةٌ لها قبل أي شيء، ويوجد تفويضٌ من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، مؤكّداً أن هذا الانتشار يمكن أن يتمّ “إذا كانت هناك حاجةٌ لذلك، وكان هذا القرار مدعوماً من قبل حكوماتنا جميعها”. وأوضح زاس أنَّ “المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل الأزمة في أوكرانيا”، وبيّن أنَّ “المنظمة لديها قوة قوامها 17 ألف جندي في حالة تأهّبٍ دائمٍ، وقوّةُ حفظِ سلامٍ متخصصةٍ قوامها نحو 4000 جندي”. واليوم، أعلن رئيسا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، دينيس بوشيلين وليونيد باسيتشنيك، بدء التعبئة العامة في أراضي الجمهوريتين. وقالت مساعدة رئيس جمهورية دونيتسك، فكتوريا تالانكينا، في مكالمة هاتفية مع موفد الميادين إلى القرم، إنّ الرئيس بوشيلين وقّع مرسوماً رئاسياً دعا فيه المواطنين الذين يشكلون الاحتياط العسكري في الجمهورية إلى التوجه إلى دوائر التجنيد العسكرية. وفي شهر كانون الثاني/يناير الماضي، نشرت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ولأول مرة منذ تأسيسها قبل 20 عاماً، قواتٍ في إحدى دولها، وذلك في كازاخستان. ألمانيا تدعو إلى “عدم التكهّن” بنوايا روسيا حيال أوكرانيا ودعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم السبت، إلى “عدم التكهّن بنوايا روسيا في ما يتعلّق بأزمة أوكرانيا”، وذلك بعدما أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن اعتقاده بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “اتّخذ قرار غزو أوكرانيا”. وردّاً على سؤالٍ عن مدى اتفاقها مع تقييم بايدن، قلبت بيربوك “في الأزمات، أسوأ ما يمكن القيام به هو التكهّن أو افتراض قرارات الطرف الآخر”، وذلك في ختام اجتماعٍ لوزراء خارجية دول مجموعة السبع، التي تترأسها برلين حالياً. ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنَّ “من المهمّ النظر عن كثب إلى الوضع الميداني”، في موقف يتمايز عن التأكيدات الأميركية حول هجوم روسيٍّ وشيكٍ. وأضافت: “لا نعرف إن كان اتُّخذ قرارٌ بشنِّ هجومٍ، لكنَّ التهديد لأوكرانيا حقيقيٌّ”. وسئلت بيربوك مراراً عن الموقف الأميركي، فاكتفت بالقول: “نرى أن هناك سيناريوهات مختلفة”، وتابعت: “إننا مستعدون لمواجهة أيِّ وضعٍ، وفي الوقت نفسه نبذل كل ما في وسعنا حتى لا يتحقق هذا الوضع”. وانطلقت اليوم السبت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، حيث طغت عليه الأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى خوف أوروبي يتعلق بمستقبل النظام العالمي. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنّ روسيا شرعت في “تقويض الهيكل الأمني الأوروبي”، وهي تقوم “بمحاولة صارخة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي”. وأمس، ردّ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على دعوة الرئيس الأوكراني،فولوديمير زيلينسكي، إلى “إعطاء ضمانات أمنية لأوكرانيا”، بالقول إنَّ “روسيا مستعدة لبحث الأمن، لكن ليس أمن أوكرانيا وحدها، بل أمن دول المنطقة جميعها”.
(سيرياهوم نيوز-الميادين19-2-2022)