| فايز اسطفان
في سورية 99% من الأهالي يسعون لأن يكون أبناءهم أطباء أو صيادلة أو مهندسين، والمشكلة الكبرى أن المجتمع والدولة بمؤسساتها الرسمية والمدنية تسهم وتنسجم مع هذا المسعى، إنطلاقاً من وزارة التربية ومشاكل الدروس الخصوصية وتكاليفها، إلى معدلات القبول في الجامعات الحكومية، إلى الأنظمة النافذة لتنظيم القبول في التعليم الموازي والتسجيل في الجامعات الخاصة، وكأن الطالب الذي لم يستطع تحقيق معدل يؤهله لدخول إحدى هذه الرغبات الثلاثة قد اقترف ذنباً معيباً أو جريمة سيحملها طوال حياته، وهنا نسأل مايلي:
– هل تعكس نتائج امتحانات الثانوية العامة وعلاماتها حقيقة قدرات الطلاب ومواهبهم ومجالات إبداعهم؟
– ماذا كانت ستصبح هذه النتائج فيما لو منعت الدروس الخصوصية؟
– لماذا لم تغير سنوات الحرب في عقولنا ومفاهيمنا تجاه هذا الموضوع تحديداً؟
– هل الدولة قادرة على تأمين فرص عمل للخريجين مستقبلاً في هذه المجالات الثلاثة؟ أم أنهم سيسعون لأيجادها خارج القطر لاحقاً؟
– هل استثمار الأهل بأبنائهم كان بمكانه؟
– ألم يكن من الأجدر لو ساعدنا أبناءنا بهذه المبالغ ليبدأ كل منهم مشروعه وذاته والمجال الذي يحب ويرغب ويبدع به؟
– هل الإبداع والتميز حكر على الأطباء والصيادلة والمهندسين؟
إن سورية المستقبل وخاصة بعد سنوات الكارثة العجاف بحاجة ماسة لمبدعين يحرقون المراحل ويسابقون الزمن بكافة المجالات، من اليد الخبيرة العاملة بإعادة الإعمار إلى الزراعة وإعادة ماتم حرقه واقتلاعه إلى الثروة الحيوانية إلى الصناعة إلى التعليم إلى الخدمات إلى صناعة الرغيف إلى الرياضة والموسيقى وإلى الجندي الذي يذهب طوعاً للدفاع عن وطنه.
إذاً مطلوب من الدولة إيجاد تشريعات ناظمة تنصف الجميع وتنظم حاجات المرحلة المقبلة من فرص العمل، ومطلوب من الأهل والدولة والمجتمع تغيير هذه العقلية وهذه المفاهيم لأن الإبداع والإتقان والتميز والعبقرية ليست حكراً على أحد.
(سيرياهوم نيوز ٣-صفحة الكاتب)