| مايا سلامي – تصوير طارق السعدوني
تحت رعاية وزيرة الثقافة د. ديالا بركات، افتتحت الفنانة التشكيلية سارة شمّة معرضها الاستعادي «أصداء 12 عاماً» في المتحف الوطني بدمشق، بحضور محافظي دمشق وريفها وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية.
وتضمن المعرض 27 عملاً كبيراً وثقت رحلة شمّة الفنية منذ مغادرتها سورية خلال الحرب وإقامتها في لبنان والمملكة المتحدة، وأعاد إلى أرض الوطن الإبداعات التي لم يكن بإمكان السوريين رؤيتها إلا من بعيد عندما كانت الفنانة تعرض أعمالها على المستوى العالمي طوال فترة الحرب.
وتميز المعرض الذي نسقه الفنان البريطاني ديفيد ماك عضو الأكاديمية الملكية للفنون بتنظيمه الزمني والموضوعي، ما أتاح للزوار تتبع تحولات شمة من خلال عوالم عاطفية وفلسفية ونفسية عميقة، كما تضمن تجربة واقع افتراضي جديدة ومثيرة بعنوان «داخل عقل سارة شمة» والتي وفرت استكشافاً غامراً وحديثاً لعالم الفنانة.
ويعد المعرض حدثاً فنياً مهماً في سورية حيث عرض أعمالاً أبهرت الجماهير حول العالم وأخيراً تم عرضها في سورية، كما وفر فرصة فريدة لاستكشاف عمق رؤية الفنانة ورحلتها الفنية المذهلة.
أثر كبير
في تصريح لوسائل الإعلام أوضحت وزيرة الثقافة د. ديالا بركات أن عنوان المعرض يعبّر عن موضوعه، وسارة شمة واحدة من أهم الفنانات السوريات اللواتي حملن فنهن وانطلقن به لدول العالم ونجحت بتجربتها الرائدة بأن تصل إلى العالمية.
وأكدت أن عودتها اليوم إلى دمشق ومتحفها الوطني له أثر كبير جداً في نفوس كل محبي الفن، منوهة بأنها حملت معها أعمالها ونفسها وأحاسيسها تجاه أهلها وبلدها.
وبينت أن المعرض ترك أثراً كبيراً في نفوس الحاضرين لأنه جمع ما بين حداثة وعصرية اللوحات مع المنحوتات التاريخية التي تعود لفترات مختلفة.
مكانة خاصة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» تحدثت الفنانة التشكيلية سارة شمة عن عودتها، وقالت: «شعوري اليوم جميل جداً وهذا المعرض له مكانة خاصة حيث أردت أن أقدمه منذ أن بدأت الحرب على سورية وانتقلت إلى لبنان ثم إلى لندن؛ وبقي عالقاً في ذهني سؤال واحد هو متى سأعود وأعرض في دمشق؟. وكنت أعتقد بأنني سأغيب لمدة سنتين أو ثلاث فقط لكنها أضحت وبلمح البصر 12 عاماً».
وأضافت: «جمع المعرض لوحات من مشاريعي السابقة حيث خبأت لوحة أو لوحتين من كل مشروع قدمته منذ عام 2012 وحتى اليوم، طرحت فيها موضوعات مختلفة منها الطابور والغباء الجمعي والعبودية الحديثة والحرب والأطفال والشتات».
وعن اختيارها للمتحف الوطني، أوضحت: «المتحف الوطني هو رمز للبلد وبالنسبة لي هو أهم موقع في دمشق ومكان يخصني منذ صغري عندما كنت أرسم وأتعلم فيه خلال دراستي في كلية الفنون الجميلة حيث رسمت جميع المنحوتات الموجودة فيه، وبما أنني عشت في الخارج ورأيت كم الاهتمام الكبير بالمتاحف لأنها تعكس صورة البلد أردت أن يكون معرضي في هذا المكان».
وفيما يتعلق باللوحات التي حملت صورتها، بينت: «أحب كثيراً أن أرسم نفسي وأتعرف إليها والإنسان الذي يكون محباً وراضياً عن نفسه يشع طاقة إيجابية وعطاء للآخرين، لذلك أعتبر أن هذه اللوحات مهمة جداً وفي الوقت نفسه أعتبرها اكتشافاً للذات مرة تلو الأخرى خلال الوقت الذي يغير ملامح الوجه وألوانه وكل شيء؛ وهذا الشيء أحب أن أشعر به وأوضح المراحل المختلفة التي مررت بها».
وكشفت عن الرسالة التي تريد أن تحققها لوحاتها بأن تحرك مشاعر من يشاهدها وتهيج اللاوعي الخاص به وتحفزه ليسأل أسئلة وجودية تغير شخصيته.
بروفايل
تمتد مسيرة سارة شمة الفنية لثلاثة عقود وخلالها عرضت أعمالها في متاحف ومؤسسات مرموقة في جميع أنحاء أوروبا والعالم العربي والمملكة المتحدة، وفي عام 2016 انتقلت إلى لندن بعد أن حصلت على فيزا الموهبة الاستثنائية لتعيش وتعمل في المملكة المتحدة، حيث أصبح لها منذ ذلك الحين حضور مهم في المشهد الفني البريطاني. وعلى الرغم من نجاحها الدولي فإن ارتباط شمّة بسورية لم ينقطع أبداً، فقد استمرت في زيارة وطنها بانتظام والعمل من مرسمها بدمشق والتفاعل مع المجتمع الفني السوري.
تم اختيار سارة شمة كواحدة من الفائزين بجائزة «البورتريه» التي ترعاها شركة النفط البريطانية في عام 2004، وبعد ذلك تمت دعوتها للمشاركة في عدد من المعارض الفردية والجماعية حول العالم، والمتضمنة معرض «كيو» الذي يقام في المدرسة الملكية للفنون في عام 2013 والمعرض السنوى الخاص بالمجتمع الملكى لرسامي البورتريه في مجمع المعارض في عام 2013، وكذلك معرض الفنون الشمالية في مدينة بودلسدورف في ألمانيا عام 2012.
سيرياهوم نيوز١_الوطن