رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد
كيف ينظر اﻻعلامي والمحلل السياسي اللبناني الى الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا هذه الأيام من حيث المبررات التي استندت عليها روسيا في الإقدام عليها.. ومن حيث موقف وعقوبات اميركا وأوروبا ضد روسيا.. ومن حيث توقعاته للزمن الذي ستستغرقه والنتائج التي ستسفر عنها ..ومن حيث تداعياتها العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية على سوريا ومنطقتنا بشكل خاص وعلى العالم بشكل عام؟
يقول زهران خلال زيارته لطرطوس في تصريح خصّ به (موقع سيرياهوم نيوز)ان الاستراتيجية الأمريكية بالتعاون مع الغرب الأوربي أرادت أن تضع روسيا في قلب الصندوق وأن يتم تطويقها من قبل دول الناتو وعليه فعلها الرئيس بوتين وكسر هذا القيد قبل أن يكتمل من حوله .. نعم هي ليست حرباً تشنها روسيا على أوكرانيا بل هي حرب قد بدأ بشنها الناتو وتحديداً الأمريكي على روسيا بتطويقها إلا أن الرئيس بوتين قام بفعل الأمر الاستراتيجي الذي تفعله كل الدول الحرة والقوية ألا وهو خيار الذهاب إلى المواجهة قبل أن تقع عليه .. وباختصار نعم الحرب ليست من روسيا على أوكرانيا بل الحرب هي من الناتو والولايات المتحدة الأمريكية على روسيا ولذلك ذهب الرئيس بوتين إلى المواجهة خلف أسوار روسيا الاتحادية كي لا يقع في المواجهة على أراضيه..
وأضاف زهران:العقوبات على روسيا الاتحادية والرئيس بوتين كانت محضرة ومجهزة حتى ما قبل المواجهة وعليه بكبسة زر واحدة ظهرت تلك العقوبات لأنها بالفعل كانت قيد التحضير منذ زمن بعيد بل أكثر من ذلك إن روسيا اختبرت العقوبات منذ زمن طويل وهي حتى الأمس القريب كانت دائماً تحت نيران العقوبات وهذه العقوبات تكشف مرة من جديد أن الغرب وتحديداً الأوربي ليس إلا صدى للصوت الأمريكي الذي يأمر فينفذ الآخرين.. وهي درس أن على الدول دائماً أن تتجهز وتتحضر باكتفاء ذاتي سواء على مستوى الأمن الغذائي أو الأمن الاستراتيجي وهذا ما هي عليه روسيا فهذه العقوبات لم تعد ذات تأثير بعد أن عادت روسيا إلى المسرح الدولي وجهزت نفسها سواء على مستوى الاحتياطات العملات بالذهب او الاحتياطات بالعملات الأجنبية أو من حيث التصنيع والأمن العذائي بل أكثر من ذلك إن هذه العقوبات سوف ترتد على الأوربيين تحديداً من خلال الغاز..
وتابع رئيس مركز الارتكاز اﻻعلامي :فلولا الغاز الروسي لماتت القارة الأوربية من البرد وعليه نعم الأوربيون ذهبوا نحو عقوبات صارمة لكنهم يدركون في أعماقهم أنها آنية ولا يستطيعون أن يستمروا فيها لأنها سترتد على اقتصادهم ولننظر إلى الاقتصاد الأوربي الذي تأثر بتلك العقوبات أكثر بكثير مما تأثر الجانب الروسي المعاقب.
وحول توقعاته قال:في بداية الحرب السورية لم نقع في فخ التوقع بمواعيد ومواقيت انتهائها فالحروب دائماً ترى فيها شرارة الانطلاق أما لحظة الانتهاء فلا يعلمها إلا الله عز وجل لكن نستطيع أن نقول إن هذه المواجهة التي ذهب إليها الرئيس بوتين ذهب إليها بجدول أعمال سياسي واضح ولن يتوقف قبل أن يتحقق وعليه إذا لم تر حكومة جديدة في أوكرانيا غير تابعة للناتو فهذه الحرب ستستمر أما عن النتائج فأنا على ثقة ان روسيا الاتحادية سوف تنتصر لأنها تقاتل بجيشها وأبنائها أما الآخرون فيواجهون مرتزقة من كل أصقاع الكرة الأرضية وهذا المشهد يذكرني بسورية والجيش العربي السوري حيث جاءت إليه /82/ جنسية لتقاتله لكنه انتصر في النهاية لأن الحق لا بد أن ينتصر مهما طال الزمن أما التداعيات الأمنية والاقتصادية والسياسية على سورية فهي حتماً سوف تتأثر فسورية على علاقة استراتيجية مع روسيا الاتحادية وهناك صلة عميقة في الشراكة الاستراتيجية وحتماً أي انتصار لروسيا سوف يؤثر على الموقف السوري ولا سمح الله أي انتكاسة سوف تؤثر أيضاً .. فالمنطقة وسورية جزء مما يجري في هذا العالم خاصة أنها تكاد أن تكون حرباً عالمية ثالثة إلا أن سورية أكثر تأثراً لأنها في علاقة استراتيجية عميقة مع الجانب الروسي المتواجد أيضاً عسكرياً ضمن اتفاقيات مع الدولة السورية.
وختم زهران تصريحه بالقول: من المبكر الحسم عن صورة ما بعد الحرب إلا أنها حتماً ليست مواجهة عابرة بل هي اللحظة التي تريد روسيا من خلالها أن تترجم أن الأحادية القطبية والهيمنة الأمريكية على العالم قد سقطت وجاء زمن الشراكة .. وعليه إما يخرج الرئيس بوتين شريكاً ولاعباً أساسياً على هذه الأرض وهذا سيعزز موقف سورية وإما لا سمح الله يطول زمن القتال والمواجهة لكن حتماً لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء.
(سيرياهوم نيوز6-3-2022)