محمد خالد الخضر
يبدأ العمل الدرامي من النص المكتوب على الورق واختيار الفكرة الرئيسية التي سيعالجها بصورة تنال رضا الجمهور وتحاكي مختلف شرائحه وتنقل الواقع وما فيه من سلبيات وإيجابيات وتؤدي رسالة هادفة شكلاً ومضموناً.
سانا الثقافية رصدت آراء عدد من المشتغلين بالدراما وحاورتهم حول تصورهم لأسس الكتابة الدرامية ومقومات نجاح النص الدرامي وواقع هذه الحرفة الفنية في سورية وسبل الارتقاء بها.
الكتابة للدراما شيء يجب أن ينبع من الحقيقة وأن يكون الحدث فيها قريباً من الواقع هكذا بدأ الفنان والمخرج مظهر الحكيم حديثه لأن المبدع برأيه هو الشخص القادر على بلوغ أعماق الإنسان معتبراً أن الدراما اليوم هي خليط من الأعمال المنقولة عن الحكايات القديمة ومن أحداث مرت علينا منذ قرون.
ويرى الحكيم الذي ألف للدراما ثمانية أعمال أن الكتاب عموماً يفضلون عندما يتناولون في نصوصهم مشاكل وأزمات راهنة عدم تقديم حلول لها حيث تفضل الدراما ألا تدخل في هذا الحيز منوهاً باستعادة الدراما السورية جزءاً من رونقها الذي كان قبل الحرب والمطلوب منها الآن تجاوز كل تداعيات هذه السنوات وما نجم عنها من ظواهر سلبية.
المخرج محمد نصر الله الذي يعمل في قطاع الإخراج منذ أكثر من عشرين سنة يرى أنه من أسباب نجاح النص الدرامي قربه من الواقع باعتباره يستطيع تعرية الأخطاء وكشف هشاشة العلاقات الاجتماعية من خلال الأشخاص ضعاف النفوس إن كان على الصعيد الأخلاقي أو الاجتماعي أو الإنساني مع إظهار الجانب الخير للمجتمع وتعزيز القيم النبيلة فيه.
وفي هذا العام وفقاُ لنصر الله استطاع البعض من كتاب الدراما إيصال رسائل تحتوي الكثير من المضامين الهادفة والتي تسعى لتعرية السلبيات فضلاً عن تميز الرؤية البصرية للإخراج واختيار الممثلين القادرين على إيصال الفكرة والدور المطلوب هذا ما شاهدناه ببعض الأعمال مثل (مع وقف التنفيذ) و(كسر عضم) إضافة إلى مسلسلات أخرى ولكنه أشار إلى أن سلبيات الدراما هذا العام تمثلت في وجود نصوص سطحية لم تراع برأيه المجتمع الذي تنتمي إليه والقيم التي يحملها ويجب أن يحافظ عليها.
أما الفنانة رنا جمول التي قدمت أكثر من 80 عملاً عبر مسيرتها فعبرت عن تقديرها للأعمال التي شاركت فيها لرمضان الحالي لأنها وفقاً لتعبيرها نقلت هموم المجتمع وسلطت الضوء على السلبيات والإيجابيات رغم إقرارها أن هذا الموسم شهد تفاوتاً في المستوى الفني بين عدد من المسلسلات وخاصة تلك التي اعتمدت على الغناء وغاب عنها المحتوى الدرامي.
الفنان عباس الحاوي الذي له عشرات الأعمال ولديه تجربة واحدة في الكتابة للدراما رأى أن كتابة أي نص درامي يجب أن تكون ذات هدف ومعنى مقصود معتبراً أن النص الدرامي اليوم يخضع لهذه القيم المذكورة والتي تحدد بداية مسار ونتيجة العمل حين يصل للمتلقي ولا يخرج عن هذه المعادلة أي عمل على الإطلاق وإلا لن تكون هناك جهة تنتج هذا النص أو حتى تقوم بطباعته ونشره وتوزيعه.
ورغم أن العمل الدرامي نتاج عمل جماعي متكامل كما يصفه الناقد علي العقباني فإن كتابة النص الدرامي تحتاج إلى جهد ومعرفة وثقافة ومخيلة بطريقة تجعل من تجسيده بصرياً أمراً مقبولاً وذا أهمية مشيراً إلى أننا نفتقد في بلدنا ذلك الاختصاص الدراسي المعني بكتابة السيناريو التلفزيوني ما يجعل أغلب الكتابات التي نراها تتراوح بين الموهبة أو الاجتهاد وبين محاولات التسلق من أشخاص غير مؤهلين بصورة كافية وهذا ينعكس برأيه على بعض الأعمال.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا