بينما طالبت وثيقة أوروبية جديدة «لا ورقة» حملت توقيع سبعة وزراء أوروبيين بمراجعة سياسة الاتحاد الأوروبي إزاء سورية، كشفت صحيفة «إل فوليو» الإيطالية أن الحكومة الإيطالية أقنعت الاتحاد الأوروبي بتعيين مبعوث خاص في سورية، وأشارت إلى «تعيين» السفير النمساوي السابق لدى تركيا والقائم بمهامه حالياً في مصر، كريستيان بيرغر، في المنصب، في إشارة إلى إقناع المحور المؤيد الطرف المتشدد في الاتحاد بتغيير موقفه حيال سورية.
وحسب مواقع إلكترونية معارضة، ناقش اجتماع أوروبي، لم تحدده، وثيقة «لا ورقة» من ثلاث صفحات، بناء على طلب سبعة وزراء أوروبيين رفعوا رسالة مشتركة لمنسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، طالبوا فيها بمراجعة السياسة المعتمدة مع سورية.
وطالبت رسالة الوزراء الأوروبيين بالتخلي عن ما يعرف بـ«اللاءات الثلاث» التي تبناها الاتحاد لسنوات بناء على موقف بعض دول الغرب ومن بينها ألمانيا وفرنسا وهي «لا لرفع العقوبات»، «لا للتطبيع»، «لا لإعادة الإعمار»، ومبدأ أنه لا يمكن تحقيق السلام في سورية في ظل الحكومة الحالية.
الوثيقة الأوروبية حسب وصف المواقع طالبت تغيير آلية تعاطي الاتحاد الأوروبي مع سورية وفق مجموعة من المعايير تضمنتها الورقة التي نشرتها مجلة «المجلة» السعودية، أول من أمس الجمعة، والتي تتعلق الوثيقة بـ«العودة الطوعية للاجئين السوريين» وتقترح خطوات ملموسة بينها تعيين مبعوث أوروبي للانخراط مع دمشق ومؤسسات أممية للبناء على موضوع اللاجئين.
وورد اسم كريستيان بيرغر، كأحد المرشحين لمنصب المبعوث الأوروبي، بهدف المشاركة في «إعادة تأهيل البنية التحتية» و«الحوار التقني» على المستوى المحلي في حين تحدثت صحيفة «إل فوليو» الإيطالية عن تعيين بيرغر بشكل رسمي من بوريل.
وحسب المواقع الإلكترونية المعارضة، ناقش اجتماع أوروبي نهاية تشرين الأول الماضي، الورقة الأوروبية التي جاءت في ثلاث صفحات، وفق «المجلة»، أعدت بعد اجتماع سابق عقد بناء على طلب سبعة وزراء أوروبيين، بهدف كسر «اللاءات الثلاث» التي تبناها الاتحاد الأوروبي منذ نيسان 2017، بتأثير كتلة غربية رباعية هي أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، لكن مؤخراً بدأت تبرز كتلة مقابلة(معارضة) داخل الاتحاد، هي إيطاليا والنمسا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا وهي الدول صاحبة الرسالة التي وصلت لجوزيب بوريل، وفق «المجلة».
وفي منتصف أيلول الماضي، عقد اجتماع آخر لبحث مقترحات مقدمة من ثماني دول في تموز الماضي، تمخض عن الطلب من الاتحاد الأوروبي صوغ ورقة تتناول ثلاثة بنود هي: التعافي المبكر، اللاجئين، العقوبات والالتزام المبالغ بها.
المفوضية الأوروبية قدمت «لا ورقة في نهاية الشهر المنصرم، نوقشت قبل يومين، أي قبل تسلم الأستونية كايا كالاس، منصب الممثلة الأعلى للسياسات الخارجية، خلفاً لبوريل، وتشرح الوثيقة، التي نشرت «المجلة» نصها الإنكليزي، واقع اللاجئين السوريين، وتلفت «اللاورقة» إلى عمل الاتحاد الأوروبي مع مفوضية اللاجئين لدراسة سبل دعم الأفراد الذين يختارون العودة إلى سورية «بما يتماشى مع معايير المفوضية للعودة الطوعية والآمنة والكريمة».
كما تشير إلى أنه «رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي وسورية، تبرز الحاجة الملحة لإيجاد آلية تتيح للاتحاد الأوروبي الاضطلاع بدوره الكامل، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، نظراً للزيادة الكبيرة في الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن عبور أعداد متزايدة من السوريين واللبنانيين إلى سورية».
وتقترح «اللاورقة» تقديم الدعم لعودة اللاجئين على محورين أساسيين هما إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، خاصة في المناطق التي تضم أعداداً كبيرة من النازحين داخلياً أو العائدين المحتملين، وتحسين الوصول إلى الوثائق المدنية للأشخاص المتأثرين بالنزاع، وتضاف هذه المساعدات إلى الدعم المخطط له لتوسيع قدرات المفوضية السامية لرصد الأوضاع داخل سورية.
وتعرض الوثيقة اقتراحات محددة، وتقول: إن «مقر بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سورية انتقل لبيروت منذ عام 2017، فقد يساعد الحفاظ على وجود محدود على الأرض في تحسين الوعي بالوضع وجهود التنسيق، ولاسيما مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لهذا الغرض، سيقوم رئيس المفوضية الأوروبية، بموافقة الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بتعيين مبعوث خاص للشؤون المتعلقة بسورية»، واقترحت تعزيز وتوسيع نطاق إجراءات التعافي المبكر، وزيادة التمويل ليشمل الوصول إلى الصحة والتعليم وفرص العمل الأساسية والمنشآت الصغيرة للطاقة والمياه.
صحيفة «إل فوليو» الإيطالية كشفت، بدورها، أن الحكومة الإيطالية أقنعت الاتحاد الأوروبي بتعيين مبعوث خاص في سورية، مشيرة إلى تعيين السفير النمساوي السابق لدى تركيا ومصر، كريستيان بيرغر، في المنصب، وفي تقرير لها، ذكرت الصحيفة أن ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عيّن الدبلوماسي النمساوي، كريستيان بيرغر، مبعوثاً خاصاً جديداً للاتحاد الأوروبي في سورية.
وفي الخامس والعشرين من حزيران الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في التشيك أن الجمهورية تعمل على إيفاد «لجنة تقصي حقائق» بالتعاون مع قبرص إلى دمشق في إطار سعيها لتحديد مناطق آمنة في سورية، وذلك لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، في إشارة إلى أن المسألة يجب أن تكون موضع بحث مع الحكومة السورية التي أبدت غير مرة حرصها على عودة اللاجئين واتخذت إجراءات لتسهيلها.
سيرياهوم نيوز١_الوطن