يحتفل أبناء دير الزور اليوم بذكرى مرور ستة أعوام على كسر الحصار عن المدينة، التي عانت لأكثر من ألف يوم من حصار جائر فرضه إرهابيو “داعش” عليها، إلى أن تمكن رجال الجيش العربي السوري من كسره وإعادة المدينة إلى الحياة من جديد في الخامس من أيلول عام 2017.
وبعد مرور ستة أعوام على كسر الحصار تشهد دير الزور عودة معظم الخدمات وإعادة تفعيل العمل في المؤسسات والدوائر الحكومية، الأمر الذي ساهم بعودة أكثر من مليون مواطن إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها جراء الإرهاب.
نائب رئيس المكتب التنفيذي حمود الشيخ أكد في تصريح لمراسل سانا أن محافظة دير الزور تعرضت خلال سنوات الحصار لتخريب كبير على يد الإرهاب المتوحش، لكن ذلك لم يقف عائقاً أمام أبنائها وكوادرها الخدمية للعمل على إعادة إعمارها وسد الاحتياجات الناجمة عن هذا التخريب، والتي تزايدت بشكل كبير نتيجة العودة المكثفة والمتسارعة للأهالي إلى المناطق المحررة، حيث حظيت دير الزور بدعم حكومي كبير ترافق مع عمل متواصل من الفريق الخدمي في المحافظة، وكل ذلك انعكس إيجابياً على الواقع الخدمي والتنموي والإنتاجي في كل المناطق المحررة.
ومنذ بداية التحرير عملت المحافظة على تأمين الخدمات الأساسية للمناطق المحررة، وعلى رأسها إزالة الأنقاض وفتح الشوارع وتأهيل الصرف الصحي ومحطات المياه والمخابز والمدارس، إضافةً إلى باقي الخدمات من كهرباء واتصالات وإنارة بالطاقة الشمسية وتفعيل الدوائر الحكومية وإعادة إحياء الأسواق التجارية.
بدوره بين مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب بدير الزور المهندس لورانس الحسين أن المؤسسة تعمل على تأمين المياه النقية والصالحة للشرب لكل مناطق المحافظة المحررة من الإرهاب، وذلك من خلال محطات المياه الرئيسة والنموذجية البالغ عددها 73 محطةً ، لافتاً إلى أن عدد محطات ضخ المياه التي وضعت في الخدمة ارتفع من محطة واحدة عام 2017 إلى 73 محطةً في الوقت الحالي، وتم إجراء أعمال الصيانة والتأهيل لكل خطوط الشبكة المرتبطة بهذه المحطات، وتنفيذ مشاريع عدة لتحسين واقع المنظومة المائية، وتم تشغيل 5 محطات على الطاقة الشمسية.
وأوضح مدير الشركة العامة للكهرباء بدير الزور المهندس خالد الفهد أنه تمت تغذية معظم مساحة المحافظة من خلال إعادة تأهيل وتشغيل محطات 20 ك.ف في محطات الطلائع 8 والإذاعة والتيم والميادين والجلاء، كما تم تركيب 850 محولةً باستطاعات مختلفة، وقامت الورشات الفنية بتأهيل المجموعتين الغازية الأولى والثانية في محطة تحويل التيم وإدخالهما في الخدمة، إضافةً إلى إيصال التيار الكهربائي إلى منطقة معدان والقصبي في الريف الغربي، وإعادة تفعيل الجباية عبر 9 مراكز في كل من دير الزور والميادين والبوكمال والعشارة.
وفي قطاع التربية بين مدير التربية جاسم الفريح أن هذا القطاع شهد تعافياً سريعاً ، ووصل عدد المدارس المفتتحة إلى 386 مدرسةً ، وعدد الطلاب إلى 170 ألف طالب وطالبة، بالتوازي مع إعادة تفعيل العمل في المجمعات التربوية وتأمين كل مستلزمات العملية التربوية من مقاعد صفية وكتب ولوازم مدرسية.
ومع عودة الأهالي إلى مدنهم وقراهم عادت عجلة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وبينت مديرة الزراعة ميسون الموسى أن القطاع الزراعي عاد إلى العمل بعد أن تلقى الكثير من الدعم الحكومي، من خلال توفير مستلزمات الإنتاج وإعادة تأهيل القطاعات الثالث والخامس والسابع للري الحكومي ، ويجري العمل على إعادة تأهيل قطاع الوفاء، كما تمت إعادة تأهيل وتركيب مجموعات ري زراعي، الأمر الذي زاد من مساحة الأراضي الزراعية التي وصلت هذا الموسم إلى نحو 25 ألف هكتار لموسم القمح، ونحو 6 آلاف هكتار لموسم القطن ، و 6 آلاف هكتار لمحصول الذرة، وتمت إعادة تفعيل العمل في 47 وحدةً إرشاديةً لتقديم الدعم للمزارعين،وتقديم منح تتضمن شبكات الري بالتنقيط ، إضافةً إلى المنح الإنتاجية.
واستمر القطاع الصحي بتقديم الخدمات الطبية للمواطنين طوال سنوات الحصار الجائر على دير الزور، من خلال مشفى الأسد و 4 مراكز صحية في المدينة.
ولفت مدير الصحة الدكتور بشار الشعيبي إلى أن القطاع الصحي في المحافظة شهد تحسناً ملحوظاً في الأعوام التي تلت فك الحصار، وارتفع عدد المراكز الصحية من 4 نهاية عام 2017 إلى 43 مركزاً ، كما استمر العمل على تقديم الخدمات ضمن مجمع المشافي في مشفى الأسد ومشفى الفرات الذي يقدم خدمات الأمراض الداخلية والقلبية والعناية العصبية، ومشفى الأطفال والتوليد.
كما تم هذا العام افتتاح مشفى التوليد الطبيعي بدير الزور ومخبر الصحة العامة، ويجري العمل على إعادة تأهيل المشفى الوطني ومشفى الطب الحديث بالميادين ومركز الأمل لمعالجة الأورام السرطانية، بالتعاون مع الجمعية السورية لعلاج سرطان الأطفال ورعايتهم، وهو أول مركز متخصص في المحافظة، بالتوازي مع رفد القطاع الصحي بالكثير من الاحتياجات من أدوية ولقاحات وأجهزة طبية متطورة وعربات جراحية وعيادات متنقلة وسيارات إسعاف.
وحظيت باقي القطاعات بدعم كبير ساهم في تحسين الواقع الخدمي للمحافظة، حيث استمرت جامعة الفرات بالعمل في معظم الكليات، وشهد قطاع الاتصالات تطوراً لافتاً بوجود 12 مركزاً في الخدمة، بينما بلغ عدد صالات السورية للتجارة 47 صالةً ومنفذ بيع، إضافةً إلى 91 مخبزاً تنتشر على كامل مساحة المحافظة.
وتم تفعيل العمل في مراكز السجل المدني في كل من الشميطية والبوكمال والميادين والجلاء والعشارة والتبني وموحسن وصبيخان وخشام، وفرع الهجرة والجوازات، وافتتاح مركزين لخدمة المواطن في المدينة، كما تتم متابعة ومراقبة الأسواق والأفران بصورة دائمة، كما عادت أسواق شارع “سينما فؤاد-الجبيلة- وشارع -ستة إلا ربع- وحسن الطه- إلى الحياة بعد فك الحصار، بينما باشرت الجهات الخدمية بتأهيل السوق المقبي في المدينة، وتم تفعيل مركز الانطلاق والقصر العدلي وشارع بورسعيد والشارع الممتد من جامع المفتي لغاية ساحة الباسل الواقعة ضمن أحياء المدينة المحررة بعد إعادة تأهيلها، ويجري العمل على إعادة تأهيل جسر البعث ومبنى المصالح العقارية ومبنى مجلس مدينة دير الزور.
وفي الخامس من أيلول عام 2017 تمكنت وحدات الجيش العربي السوري من كسر طوق الإرهابيين وفك الحصار عن مدينة دير الزور، بعد حصار دام لأكثر من ألف يوم، بعد أن قضت على فلول إرهابيي “داعش” في المنطقة.
سيرياهوم نيوز 4_سانا