يشكل سد بلوران، الذي يبعد 30 كم عن مدينة اللاذقية على الطريق الدولي المؤدي إلى كسب، ركيزة أساسية في حياة أهالي الريف الشمالي للساحل السوري، إذ يجمع بين البعد الاقتصادي والخدمي من جهة، والسياحي من جهة أخرى، ليكون شرياناً حيوياً يغذّي الأرض والناس على حد سواء.
وأوضح رئيس بلدية بلوران المهندس فادي جميل حاتم في تصريح لمراسل سانا، أن السعة التخزينية للسد تصل إلى 15,5 مليون متر مكعب، ويروي نحو 1370 هكتاراً من الأراضي الزراعية، إضافة إلى تأمين مياه الشرب لعشرات القرى الممتدة من زغرين حتى كسب والبسيط بمعدل يومي يقارب 6100 متر مكعب.
ولفت حاتم إلى أن السد تجميعي ويعتمد في تغذيته على مياه نهر الشامرلية والينابيع والأمطار، مبيناً أن المخزون الحالي لا يتجاوز 4 ملايين متر مكعب بسبب الجفاف وانحباس الأمطار، ما جعل تأمين مياه الشرب أولوية، في حين أن كل دورة ري تحتاج نحو مليون متر مكعب خلال فترة 10 – 13 يوماً.
وفي الجانب السياحي، أكد حاتم ضرورة إعادة النظر في منح تراخيص استثمارات سياحية على ضفاف البحيرة بشكل منظم، لما لذلك من دور في تنشيط السياحة المحلية وخلق فرص عمل جديدة ودعم إيرادات البلديات المعتمدة على مواردها الذاتية.
من جهته، أشار مختار قرية بلّورة التي تقع قرب السد جمال علي حاتم إلى أنه شهد في الموسم الحالي تراجعاً كبيراً في المنسوب ما أدى إلى توقف عمليات الري، الأمر الذي دفع المزارعين إلى الاستعانة بالصهاريج والمضخات رغم ارتفاع تكاليفها وصعوبة حفر آبار جديدة.
وشدد حاتم على أهمية السد كرافعة اقتصادية للمجتمع المحلي، نظراً لما يوفره من فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلاً عن كونه مصدر حياة أساسي لأبناء المنطقة.
DJI 20250830094243 0268 D 1 سد بلّوران… مورد مائي ومقصد سياحي في ريف اللاذقية
بدوره لفت رامز سليمان مسلم أحد أبناء بلوران، إلى أن أهمية السد لا تقتصر على الزراعة والخدمات، بل تمتد إلى كونه مقصداً سياحياً مميزاً يقصده الزوار من مختلف المحافظات، وخاصة في فصل الصيف لما يوفره من أجواء طبيعية خلابة.
ومع استمرار التحديات المناخية، تعمل مديرية الموارد المائية على البحث عن حلول بديلة، منها الحُفر على مجاري الأنهار في منطقة زغرين الحراجية لتجميع المياه واستخدامها في الري، في محاولة للتخفيف من الضغط على السد وضمان استمرارية دوره الزراعي والخدمي.
أخبار سوريا الوطن١-سانا