أقام اتحاد الكتاب العرب ندوة بعنوان «التضامن العربي والعالمي مع الشعب العربي الفلسطيني الواقع والمأمول»، شارك فيها سفير تونس في دمشق محمد المهذبي وسفير الجزائر كمال بوشامة، وسفير جنوب إفريقيا باري فيليب غيلدر.
السفير الجزائري أكد في تصريح لـ«الوطن» «أن القضية الفلسطينية موجودة في وجداننا والجزائريون مع فلسطين ظالمة أو مظلومة».
وشدد بوشامة على أن ما يقوم به الفلسطينيون اليوم هو ثورة، معتبراً أن ما جرى في السابع من الشهر الماضي يماثل ما جرى في الجزائر في الأول من تشرين الثاني عام 1954 عندما انطلقت الثورة الجزائرية حيث أعلن ثوار الجزائر أنها بداية النهاية للاستعمار، وما يجري اليوم في فلسطين هو بداية نهاية الاحتلال، وقال: «الفلسطينيون اليوم يعلنون للملأ أنهم بدؤوا ثورتهم التي ستتواصل حتى نهايتها عند تحرير القدس عاصمة الدولة الفلسطينية».
من جانبه اعتبر سفير تونس في سورية في تصريح لـ«الوطن» أن ما يجري من مجازر معلنة في غزة هي محرقة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وتونس منذ البداية كان موقفها ثابت على المستويين الرسمي والشعبي وهذا الموقف مبدئي وله جذور تاريخية، وأضاف: «رغم كل ما حصل من مجازر غير أن ما يجري في غزة أعاد التأكيد بأن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية، ومن دون الوصول إلى حل ومن دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه، فستتواصل الحروب والأزمات إلى ما لانهاية».
سفير جنوب إفريقيا بيّن بدوره في تصريح لـ«الوطن»، أن موقف جنوب إفريقيا موقف ثابت منذ عقود وبلاده تدعم الشعب الفلسطيني وحقه بالاستقلال ونيل حقوقه، وندد السفير غيلدر بما يجري من عنف في غزة والضفة الغربية، داعياً المجتمع الدولي للتحرك بسرعة على غرار ما فعل بما يخص أوكرانيا، وقال: «الشعب في جنوب إفريقيا يقف دائماً مع الجانب الفلسطيني وخلال سنوات نضالنا ضد نظام الفصل العنصري دعمنا القضية الفلسطينية بقوة، وقال نيلسون مانديلا: إن جنوب إفريقيا لن تكون حرة مادام الفلسطينيون لا يتمتعون بحريتهم».
بدوره لفت سفير فلسطين في تصريح لـ«الوطن» إلى أن ما يجري الآن في غزة هي حرب إبادة يشنها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وهو يريد اجتثاث الشعب من أرضه وهناك تصريحات واضحة بأنهم يريدون أن يغادر الفلسطينيون خارج أرضهم، مبيناً أن العدو يريد إعادة رسم الخرائط لكن الشعب الفلسطيني صامد وباقٍ في أرضه مهما كان الثمن.
رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد الحوراني الذي أدار الندوة لفت في تصريح مماثل لـ«الوطن» إلى أنه وعلى الرغم من أهمية العمل الشعبي والذي كان عملاً باهياً في معظم الدول العربية لجهة التضامن مع الشعب الفلسطيني، قائلاً: «عندما نتحدث عن بيان وقع عليه آلاف المثقفين من مختلف الدول العربية من دون استثناء ومن بعض دول العالم، فإن ذلك يزعج الكيان الصهيوني، لما له من تأثير».
وفي كلمته خلال الندوة لفت سفير تونس إلى أن بلاده كانت قد احتضنت منظمة التحرير الفلسطينية إثر خروجها من بيروت سنة 1982 ودام ذلك إلى سنة 1994 عند انتقال السلطة الفلسطينية إلى أرض فلسطين، حيث سمّاهم البعض يومها بـ«التوانسة». وقد اقترنت تلك الفترة بوجود مقر جامعة الدول العربية في تونس، وهو ما أدى إلى تنامي الوعي القومي وإلى تلاحم إنساني وشعبي مع الفلسطينيين، وكانت تونس بسبب كل ذلك هدفاً للاعتداءات الإسرائيلية التي تكررت أكثر من مرة سنة 1985 و1988 و2016 سواء بالضربات الجوية أو بعمليات الاغتيال على الأرض التونسية. ولذا فليس من الغريب أن يكون الموقف التونسي الرسمي من الحرب الأخيرة قريباً من نبض الشارع التونسي والعربي، حيث تحفظ على بيان مجلس الجامعة العربية الأخير، وكذلك على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولفت إلى أن صراع الفلسطينيين العرب ومن خالفهم هذه المرة هو صراع من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء ومن أجل نظام عالمي يقربنا أكثر إلى العدالة والمساواة، وقال: «أعتقد أن المطلوب في هذا السياق حسب رأيي، هو أولاً وبشكل عاجل، العمل على وقف فوري ودائم لإطلاق النار وفتح المعابر بشكل كامل من أجل إيصال كل ما يحتاجه أهل غزة، قبل السعي إلى حل سياسي شامل عادل يكفل الحقوق الفلسطينية من دون نقصان».
سفير الجزائر بدوره أشار إلى أن فلسطين لم تكن وحدها هي التي تدفع الفاتورة إذا ألقينا نظرة بالمنطقة، فسورية وما يقع بهذا البلد مقارنة بالإفلات من العقاب أظهر التواطؤ الذي يتمتع به الكيان الصهيوني رغم كل انتهاكاته وجرائمه، مشيراً إلى أن صانعي الحروب فرضوا حصاراً إجرامياً على هذا البلد الشقيق، بلد الحضارة العريقة العظيمة.
وقال: «إن كل هذه الممارسات الاستعمارية والإمبريالية من مؤامرات خطيرة وخلق الذرائع القذرة، التي يعيشها العالم العربي، يجب أن تكون لنا درساً لنستيقظ مرة واحدة وإلى الأبد، لنواجه واقعنا مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات».
وأضاف: «ليس من حقنا أن نتردد في القول لنعرف من المسؤول عن هذا الوضع بين النظام والمعارضة والشعب والعرب كل العرب بالكوكب والغرب أيضاً، إذ إن المؤامرة المنسقة بذكاء ومهارة ضد سورية تعبر ببلاغة لأي مصالح أنجزت، ومن العار أن هذا البلد المهد العظيم للحضارة التي أشرقت عبر القرون، تعرف مصيبة التفكك مع الترسانة التي تعرضها قوى الشر والعدوان، ولكن الشعب السوري كالشعب الفلسطيني واقف بالمرصاد لرد الغزاة على أعقابهم كما كان الحال في عدة مناسبات».
وندد سفير جنوب إفريقيا في كلمته بما يرتكبه الصهاينة من مجازر بحق الفلسطينيين، مطالباً بدعمهم وحل قضيتهم بالكامل وهذا ما يترتب على العالم أن يفعله والعمل على توقيف ورفض العنف الصهيوني بكامله، مبيناً أن سورية وجنوب إفريقيا في خندق واحد.
سيرياهوم نيوز3_الوطن