| حسين فحص
مشوار مشرّف يسجله منتخب المغرب في نهائيات كأس العالم. وصول تاريخي إلى ربع النهائي، جاء بفعل جهود الجميع من لاعبين وجهاز فني. لكن لاعباً محدداً كان له أثر كبير على توازن وأداء الفريق ككل، هو قائد الوسط سفيان أمرابط
قبل انطلاق بطولة العالم تركزت الأنظار على حكيم زياش وأشرف حكيمي لقيادة المغرب في العرس الكروي الكبير. ولكن بعد تجاوز «أسود الأطلس» لمنتخب إسبانيا في دور الستة عشر، خطف سفيان أمرابط الأضواء.
ولد أمرابط في مدينة هويزن الهولندية في 21 آب من العام 1996، وهو الأخ الأصغر للاعب نور الدين الذي تألق في مونديال 2018. بدأ سفيان مشواره الكروي منذ 2007 في أكاديميّة نادي أوترخت الهولندي، وشارك في كأس العالم للناشئين بالإمارات العربيّة المتحدة عام 2013 رفقة المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة. انتقل بعدها إلى نادي فينورد روتردام حيث حقق عام 2018 كأس هولندا وكأس السوبر الهولندي مرتين، ثم إلى كلوب بروج المتوج معه بلقب الدوري، فنادي هيلاس فيرونا. آخر محطاته كانت في فيورنتينا، منذ عام 2020.
أمرابط هو الرئة الثالثة لأسود الأطلس. يشبه إلى حد كبير أسلوب لعب متوسط الميدان الفرنسي أنغولو كانتي. يتواجد في كل أنحاء الملعب. يساند الدفاع ويقطع الكرات من لاعبي المنتخبات المنافسة. هو ببساطة اللاعب المتكامل.
وما هو لافت، عدم تلقّي شباك المغرب سوى هدف واحد خلال المونديال الحالي، وهو جاء بالنيران الصديقة خلال البطولة، وكان لوجود إمرابط في نصف الملعب دور بارز في ذلك.
تلعب المغرب مع البرتغال الساعة 17:00 فيما تواجه فرنسا إنكلترا الساعة 21:00 بتوقيت بيروت
بعيداً من أهميته الفنية في تشكيلة المدرب وليد الركراكي، كان لقتالية أمرابط في المباريات تأثير واضح على تحسين أداء زملائه. تألقه اللافت جذب اهتمام كبار الأندية في أوروبا، أبرزها ليفربول الإنكليزي، وذلك بحسب تقارير صحافية إنكليزية، حيث كشفت صحيفة «ميرور» البريطانية أن المدرب يورغن كلوب عقد اجتماعاً مع وكلاء اللاعب المغربي في محاولة إبرام صفقة للاعب خط الوسط.
وتتجه الأنظار الليلة (الساعة 21:00) إلى ملعب البيت في قطر، الذي يستضيف قمّة ربع النهائي الثانية بين فرنسا وإنكلترا. وفي وقت يعول الفرنسيون على النجم الشاب كيليان مبابيه، صاحب الأهداف الخمسة حتى الآن في المونديال، سيعتمد الإنكليز على خط هجوم قويّ يتقدمه هاري كاين، إضافة إلى ماركوس راشفورد وفيل فودن وجاك غريليش وبوكايو ساكا، وحتى رحيم سترلينغ العائد إلى صفوف المنتخب أخيراً.
على الورق يبدو المنتخبان متقاربين جداً من حيث المستوى والأسماء. فرنسا وصلت إلى دور الـ16 بعد تخطيها بولندا بنتيجة (3 ـ 1)، أما إنكلترا فبلغت هذه المرحلة بعد فوز بثلاثية نظيفة على السنغال.
ولكن المواجهات التاريخية تبتسم للإنكليز، على اعتبار أن المنتخبين لم يلتقيا إلا مرتين على المسرح الدولي. وكانت المباراة الأولى عام 1966 عندما فازت إنكلترا بثنائية، وكرّرت ذلك في 1982 بنتيجة (3-1).