أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران محمد باقر قاليباف أن اتفاق استئناف العلاقات بين بلاده والسعودية أظهر أن السبب الرئيسي للخلاف في المنطقة هو تدخل القوى الأجنبية، في حين حذر القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي من أنه كلما ازدادت الضغوط على بلاده سيكون ردها على الأعداء أكبر وأكثر حسماً.
وحسب وكالة «فارس» اعتبر سلامي في كلمة أمس أنه لا يمكن لأي من الدول والقوى العظمى في العالم تحمل العقوبات والضغوط المفروضة على إيران، مشيراً إلى أن العقوبات قادرة على تفكيك أي دولة غير أن الشعب الإيراني صمد وهزمها.
ولفت إلى أن قدرة إيران على إرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء، وإنتاج اللقاحات والصواريخ والسيارات، وتنفيذ مشاريع بناء كبيرة تمت بسبب إيمانها بذاتها والوقوف في وجه الغطرسة.
في غضون ذلك أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي، أن اتفاق استئناف العلاقات بين إيران والسعودية أظهر أن السبب الرئيسي للخلاف في المنطقة هو تدخل القوى الأجنبية.
وقال قاليباف في كلمة ألقاها في الجلسة العلنية للمجلس أمس: فيما يتعلق بإعادة العلاقات بين إيران والسعودية، يجب التوضيح أن سياسة إيران كانت ولا تزال الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة والخليج من دون تدخل خارجي، وقد أظهر هذا الاتفاق أن سبب الخلاف في المنطقة هو تدخل القوى الأجنبية.
وأضاف رئيس البرلمان الإيراني: إن عودة العلاقات بين بلدين مجاورين مهمين، بعثت الأمل الجاد في أن تكون هذه بداية لتنمية التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين بما يعود بالنفع على جميع دول المنطقة، وإن الشرط المسبق لتحقيق هذا التطور في التعاون هو مراعاة حسن الجوار وبناء الثقة المتبادلة.
وتابع قاليباف قائلاً: نأمل أن تتصرف السعودية بحذر وبعد نظر تجاه مخاطر كيان الاحتلال الصهيوني المعادي للإسلام واتخاذ موقف حاسم وشفاف ضد خطة التسوية وتطبيع العلاقات، كما نشكر دول الصين والعراق وعمان التي لعبت دوراً «مناسباً» في هذه المفاوضات.
وحسب وكالة «فارس» ليس مستغرباً أن الاتفاق الذي جرى بين إيران السعودية وبوساطة صينية، هو مؤشر جديد على ضمور وتراجع الدور الأميركي في معادلات المنطقة.
وإضافة إلى ما سيترك هذا الاتفاق من أثر على العلاقات الثنائية بين البلدين فإن له تأثيراً بالغاً أيضاً في المنطقة والعالم وإن أهم تأثير عالمي ودولي لهذا الاتفاق هو أفول الدور الأميركي في المنطقة من ناحيتين، أولاهما دخول الصين وبقوة على خط المعادلات الإقليمية في الشرق الأوسط، وثانيتهما حل الخلافات الإقليمية وإرساء الأمن على يد دول المنطقة نفسها ومن دون تدخل أجنبي، وهذا من مبادئ السياسة الخارجية الإيرانية.
وحسب «فارس»، فإن الفرق بين السياستين الصينية والأميركية في المنطقة هو الذي أوصل دول المنطقة إلى استخلاص نتيجة بأن العلاقة مع الصين يمكن أن تكون دعامة لأمن واستقرار المنطقة على حين السياسة الأميركية لم تجلب سوى الخراب والدمار.
وأشارت الوكالة إلى أن الدور الصيني في رأب الصدع بين إيران والسعودية له معنى مهم وهو أن التباعد الإيراني السعودي كان بسبب أميركا التي وعدت السعودية منذ 78 عاماً بضمان أمنها مقابل آبار النفط، ولذلك فإن انعدام الأمن يجعل جدوى وجود الأميركيين فارغاً ومنتهياً، لكن الصين أثبتت أنه يمكنها أن تكون وسيطاً ومساعداً على استقرار الأمن وهذا ما لا يؤمل من أميركا.
ولفتت الوكالة إلى أنه رغم السعي لإخفاء القلق من هذا الاتفاق في داخل أميركا لكن الأوساط السياسة والإعلامية أبدت قلقها الواضح من دفع أميركا نحو الهامش.
ومنذ 78 عاماً ربطت السعودية أمنها بالأميركيين، لكنها اكتشفت الآن عدم صوابية هذه السياسة، ويقول مدير منظمة الدفاع عن الديمقراطية في أميركا «مارك دابوفيتز»: إن الاتفاق مع إيران أثبت أن السعودية لا تثق بأميركا.
سيرياهوم نيوز1-الوطن