| مهند الحسني
مشهد تراجيدي حزين عاشته السلة السورية وهي تشاهد الجلد العنيف الذي تعرضت له سلة رجال نادي الوحدة في جميع مبارياتها في بطولة دبي للشركات في نسختها (32).
البطولة التي شهدت سابقاً حضوراً سلوياً سورياً مؤثراً وقوياً في أغلبية نسخها عبر سفراء السلة السورية (الأهلي والوحدة والجيش وفي النسخة السابقة الوثبة) جاءت هذه النسخة لتكشف مستوى فريق هزيل منهك عجز عن تحقيق فوز واحد يرضي به جماهيره التي ملأت الصالة وخابت آمالها ليس بالنتيجة وحسب بل بالأداء البدائي الذي سار بتكتيك كرة السلة أيام السراويل القصيرة والجوارب الطويلة ترافق ذلك مع حكايات طالت الجانب الإداري الذي انشغل في تحضير الحقائب وشراء الهدايا وإصدار تأشيرات السفر للأصدقاء والمعارف ووضع برامج لقاءات مع المطبلين والمزمرين الذين عجزوا هذه المرة عن حجب شمس الفشل الكامل الناتج عن جهل في طريقة التحضير لمثل هذه البطولة.
نعلم علم اليقين أن سلة الوحدة ليست على ما يرام، وبأن تصفية الحسابات تتحكم بالقرارات الفنية والإدارية، وبأن الخيارات تبنى انطلاقاً من تقريب من معنا وإقصاء من ضدنا.
سلة الوحدة اليوم غرقت في بطولة دبي لأنها بلا ربان محنك يتفادى مثل هذه المشاركة اليائسة التي لم تحمل في طياتها أي فائدة تذكر باستثناء الصور التذكارية واللقاءات الكيدية التي انتظرها البعض بفارغ الصبر لنقل أبواق التزمير ومشاعل التطبيل من المنافسات المحلية إلى دبي الخليجية التي كانت في يوم من الأيام تنتظر نادي الوحدة لأنه فرس من فرسان مقدمة البطولة، ولم يكن يوماً حملاً وديعاً تتسابق الفرق المنافسة لتمزيق شباك سلته.
المشاركة الخائبة لم نجد فيها بارقة أمل، فلا اللاعبون الأجانب كان انتقاؤهم سليماً ولا اللاعبون المحليين حصلوا على فرصة مشاركة للاحتكاك ولا الفريق قدم أداء يبشر بمستقبل ينسينا مرارة الخسارات المؤلمة، وفوق هذا وذاك هدرت إدارة النادي مئات الملايين لتظفر بأربع خسارات علقمية وتحزم حقائب الهدايا وتعود إلى أرض الوطن لتروج لمرحلة إخفاق جديدة لم تعد خافية على أحد، ومن يقول إن المشاركة كانت بتذاكر عقد الرعاية وبأن رواتب اللاعبين الأجانب تكفل بها أحد الرعاة، فنذكره بأن هذا الإنفاق نفسه والميزانية المخصصة نفسها للظفر بأربع خسارات مريرة كانت إدارة النادي قادرة على تحسين واقع كرة السلة المتآكل أو بناء صالة تدريبية تستقبل مواهب جديدة محل من أكل عليهم الزمان وشرب وما زالت إدارة النادي متمسكة بهم لجهلها العميق في التفاصيل الفنية للعبة بعد تهجير أغلبية الخبرات الفنية المتمكنة إضافة لما خسرته اللعبة من قامات فنية إدارية دانت لها البطولات المحلية والآسيوية.
فشل واضح
من أنكر إخفاق إدارة الوحدة في إدارة ملف كرة السلة، ومن صدق صحة سعيها لبناء فريق للمستقبل، ومن كان يظن أن النقد الموجه إليها انطلق من قاعدة الهجوم الشخصي عليها فإنه اليوم مطالب بقراءة نتائج المباريات وحساب دقائق المشاركة للاعبين الوطنيين والنقاط المسجلة من قبلهم وقبل هذا وذاك حساب متوسط أعمار لاعبي الفريق الذين غزت الشيخوخة قدراتهم وما زالت إدارة النادي تتردد في استبدالهم، وكأن التفريط بهم كان سيلحق بالوحدة خمس خسائر في أربع مباريات، ومن يجهل تفاصيل العمل الفني فعليه الاستعانة بمن يتقن ذلك ومن يجهل العمل الإداري فعليه الاستفادة من كل كادر يقدم فائدة أو إضافة للخروج من دوامة الفشل لا أن تكون الحلول بأن تداوي الداء بالداء فيزداد عدد المدعين على حساب العارفين ويتمكن المنافقون بدل المحبين ويحل المنتفعون بدل المخلصين.
وإذا كانت مرحلة ما قبل بطولة دبي تشكل مخاضاً عسيراً مريراً مجهول النتيجة فإن ما نتج عنها تجربة تشبه المسخ الميت الذي تتمسك الإدارة في إنكار موته وتواظب على النفخ في قربتها المقطوعة.
خلاصة
إلى محبي سلة الوحدة ورموزها وقيادتها وأساطيرها، سلة النادي لم تكن يوماً ملك شخص أو مجموعة أو إدارة، فالنادي الذي أنجب شامل داغستاني وممتاز ملص ومن تبعهم من أجيال لا يجوز أن يترك ليد عمياء تبطش بسمعة النادي وتاريخه وحاضره ومستقبله، وأنتم مطالبون اليوم بجلسة مصارحة مع إدارة النادي لوضعها أمام مسؤوليتها وتوعيتها لما تجهله وإرشادها لما يخدم النادي، ومن دون ذلك وبقراءة بسيطة ومباشرة فإن سلة الوحدة ستخرج من دائرة المنافسة المحلية لسنوات عدة قادمة إذا استمرت آلية العمل الحالية في إدارة مفاصلها.
لغة الأرقام
لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال الوحدة يتوقع لها هذا الحضور الباهت والأداء المتواضع والصورة الضبابية التي ظهر بها الفريق في لقاءاته الأربعة بالبطولة لأن التوقعات التي سبقت المشاركة وضعت الوحدة بين الفرق الأربعة الكبار لكنه كبا أداء ونتيجة من دون أن تكون هناك حلول لإعادة الفريق لتوازنه بعدما انقطعت خطوط الاتصال بينه وبين مدربه فغدا الفريق بأكمله خارج التغطية.
خسر الوحدة في لقائه الافتتاحي بالبطولة أمام فريق النصر الليبي 66-80، وكبا أمام فريق دينامو اللبناني بفارق عشرين نقطة 75-95، وخسر مباراته الثالثة أمام فريق سترونغ غروب الفيليبيني 61-87، لكن خسارته الأقسى كانت أمام منتخب الإمارات بفارق 33 نقطة 82-49، ليخرج من دور المجموعات بخفي حنين من دون أي انتصار.
سيرياهوم نيوز1-الوطن