آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » سلطة الشرع تكرّر أخطاءها: فتنة… فاقتتال… فتسوية صُورية

سلطة الشرع تكرّر أخطاءها: فتنة… فاقتتال… فتسوية صُورية

 

لمياء ابراهيم

 

 

تدحرجت كرة النار الطائفية في سوريا، منتقلة من مدينة جرمانا إلى بلدة صحنايا في ريف دمشق الغربي، وسط غياب أي تغطية إعلامية ذات مصداقية لما يجري. وفي أشرفية صحنايا، بدأت المواجهات بقدوم مجموعات مسلحة وصفتها مصادر محلية بأنها «غير معروفة الانتماء»، جاءت من الغوطة المحيطة بالبلدة ذات الغالبية الدرزية، لتشتبك مع أبناء هذه الأخيرة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف الهاون والقنص، لساعات طويلة، أعقبها فرض حظر تجوّل من قبل «الأمن العام».

 

وبعدها، اقتحمت القوات الرديفة التابعة لوزارة الدفاع المنطقة، لتقوم «اللجان الشعبية» في صحنايا بالتصدّي لها دفاعاً عن البلدة، وينتج من الاشتباكات عدد من القتلى والجرحى من الطرفين. وتقول مصادر محلية، لـ»الأخبار»، إن «الانتقام الطائفي كان سيد الموقف، والدعوات إلى القضاء على بني معروف من قبل المتطرفين دفعت بالشباب والرجال إلى الدفاع عن الطائفة، فاستبسلوا لساعات طويلة، لكنّهم فقدوا في النهاية السيطرة على زمام الأمور».

 

وعلى الرغم من أن حدّة المواجهات هدأت قليلاً بعد ليلة دامية، ظلّلتها مناشدات وقف القتال والتي انطلقت من جانب المدنيين، إلا أن ثمة تخوفاً كبيراً من تكرار مجازر الساحل. مفتي سوريا يحرّم الدم والثأر، والبعض يرى فتواه متأخّرة جداً وهو تخوّف لم يفلح حديث مفتي الجمهورية، أسامة الرفاعي، عن حرمة الدم السوري، وتأكيده أن «الفتنة إذا اشتعلت، فنحن خاسرون بكل طوائفنا»، في تهدئته، إذ إن الفتوى المتأخرة جاءت بعد إعلان «النفير العام» في عدد من جوامع الغوطة، ووصول أرتال «فزعة» من الفصائل المسلّحة في درعا إلى صحنايا، مقابل خروج أرتال من «رجال الكرامة» في السويداء لدعم الدروز، وتعرّضها لكمين في الطريق، لم تتضح نتائجه.

 

مفتي سوريا يحرّم الدم والثأر، والبعض يرى فتواه متأخّرة جداً

 

 

أما الرواية السورية الرسمية، والتي جاءت بعد صمت استمر أكثر من 10 ساعات، فتقول إن «الأمن العام» يلاحق مجموعات خارجة عن القانون في أشرفية صحنايا لسحب السلاح غير القانوني منها، بعد أن استهدفت عناصر تابعين له في المنطقة. وتحدّثت وكالة «سانا» الحكومية للأنباء عن سقوط أكثر من 11 قتيلاً وعدد من الجرحى بين المدنيين وقوات الأمن، في «هجوم لجماعات خارجة على القانون»، في حين أعلنت مديرية الأمن في ريف دمشق «انتهاء العملية الأمنية في المنطقة وانتشار قوات الأمن العام في أحيائها لضمان عودة الأمن والاستقرار».

 

لكنّ مصادر أهلية أكّدت لـ»الأخبار» أن هدوءاً حذراً يسيطر على البلدة، مع عدم معرفة كيف انقلبت موازين المعركة، ووقوف «الأمن العام» في صفّ المعتدين بدلاً من المدافعين. وإذ سُجّلت حركة نزوح محدودة من البلدة، فقد وصل وفد من مشايخ الطائفة الدرزية إلى مدينة داريا المجاورة لصحنايا للاجتماع مع وفد حكومي من ريف دمشق، سعياً لإيجاد حل سريع للأزمة، والتوصل إلى اتفاق تهدئة، كما حصل قبل يومين في جرمانا.

 

ومساء أمس، أعلنت محافظة السويداء عن التوصل إلى «اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا وتشكيل لجنة مشتركة لوقف النزيف الدموي»، مضيفة في بيان أن «اللجنة تعمل على إيجاد حلول تساهم في تحقيق التهدئة واستقرار الأوضاع في جرمانا وأشرفية صحنايا».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وفد وزارة الاتصالات إلى الدوحة يزور بريد قطر ويطلع على تجربته ‏الناجحة ‏

أجرى الوفد السوري المشارك في “المنتدى الثاني للقادة البريديين في ‏المنطقة ‏العربية” في العاصمة القطرية الدوحة ممثلاً بمعاون وزير الاتصالات ‏المهندس حسين المصري‏ والمدير العام للمؤسسة ...