رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد
الظروف القاسية التي تعيشها بلدنا وشعبنا -لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية- تفرض على وزاراتنا وجهاتنا العامة استثمار الإمكانات المتاحة أفضل استثمار من خلال آليات عمل ومتابعة استثنائية تتناسب مع تلك الظروف (الاستثنائية) وإلا سوف نستمر في التراجع اجتماعياً واقتصادياً وفي مختلف المجالات.
وضمن إطار ماتقدم دعونا نتوقف مجدداً عند جزئية واحدة من عشرات جزئيات إمكاناتنا غير المستثمرة بالشكل الصحيح ..إنه الشاطئ السوري الذي فشلت جهاتنا المعنية حتى الآن في استثمار مواقع كثيرة على امتداده بشكل مفيد ومنتج رغم أن طوله لايزيد عن مئة وتسعين كيلو متراً بينما تمتد معظم الدول العربية والإقليمية المتشاطئة مع البحر المتوسط على طول مئات وبعضها آلاف الكيلو مترات ومع ذلك تجدها حققت نجاحات لافتة في توظيفه واستثماره بشكل كامل وتأمين موارد ضخمة منه للخزينة العامة …
إن معظم مساحات هذا الشاطئ الواقعة ضمن المخططات التنظيمية للمدن والبلدان وفِي مقدمتها مدينة طرطوس ماتزال بوضع سيء بعيد عن الاستثمار الصحيح والمفيد شكلاً ومضموناً وأي تدقيق من جهة نزيهة وحريصة بهذا الواقع المزمن سيظهر حجم الخلل والتقصير والهدر وفوات المنفعة..ومن الأمثلة خارج قطاع المدن تأتي منطقة بصيرة السياحية، ومنطقة (مدينة)الإسمنت السكنية الواقعتان على الشاطئ شمال مدينة طرطوس في المقدمة لجهة غياب الاستثمار الصحيح حيث إن الجهات المعنية كانت وما زالت أبعد ماتكون عن توظيفه التوظيف الصحيح للحاضر والمستقبل لابل يمكننا القول إنها تخرّب وتشوّه وتهدر القسم الأكبر منه دون أن تجد من يسألها أو يسائلها أو يحاسبها أو يوقفها عند حدها!
تصوروا أن تلك المنطقة السياحية المهمة جداً تعامل معاملة منطقة أبعد ماتكون عن السياحة (بلدية درجة رابعة)وبالتالي باتت أبنيتها متراكمة فوق بعضها ومشوّهة معمارياً وخدمياً وكأنها منطقة مخالفات جماعية.. هذا إضافة لسوء الخدمات فيها من نظافة وصرف صحي وشوارع وأرصفة و..الخ ولا يختلف الأمر في مدينة الإسمنت العمالية وضاحية السكن العمالي المتوضعة على مساحة كبيرة من الشاطئ غرب معمل الإسمنت مباشرة فقد تم ويتم استثمارها بأسوأ مايكون الاستثمار من حيث الواجهات المعمارية وهدر الأراضي بالتوسع الأفقي دون التوسع العمودي وبقاء مساحات كبيرة دون توظيف منتج حتى الآن ..
يضاف إلى ذلك التأخير الكبير في هدم مساكن المدينة السكنية التي باتت مهترئة وغير صالحة للسكن ومن ثم إعادة البناء والاستثمار على أراضيها الشاسعة الواقعة مباشرة على الشاطئ بطريقة مجدية من كافة الجوانب(إقامة استثمارات تجارية وسياحية وخدمية) تفتقر إليها تلك المنطقة الآن رغم أهميتها البالغة وموقعها الإستراتيجي ..الخ
(سيرياهوم نيوز2-الثورة)